جماهير آرسنال «المنتشية» تثق في قدرة أرتيتا على إعادة الفريق لمنصات التتويج

المدرب الإسباني أكد أن إشراك إيثان نوانيري كان غريزياً... وابن الـ15 عاماً يسجل اسمه في تاريخ «البريميرليغ»

أرتيتا يحيي جماهير آرسنال بعد بداية رائعة قادت الفريق لقمة الدوري (أ.ف.ب)
أرتيتا يحيي جماهير آرسنال بعد بداية رائعة قادت الفريق لقمة الدوري (أ.ف.ب)
TT

جماهير آرسنال «المنتشية» تثق في قدرة أرتيتا على إعادة الفريق لمنصات التتويج

أرتيتا يحيي جماهير آرسنال بعد بداية رائعة قادت الفريق لقمة الدوري (أ.ف.ب)
أرتيتا يحيي جماهير آرسنال بعد بداية رائعة قادت الفريق لقمة الدوري (أ.ف.ب)

في وقت تعيش فيه جماهير آرسنال لحظات سعادة غامرة وهي ترى فريقها يعتلي قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 7 مراحل من البداية، دوّن اليافع إيثان نوانيري اسمه في سجلات الكرة المستديرة، بعدما بات في سن الـ15 عاماً و181 يوماً كأصغر لاعب يشارك في مباراة بتاريخ «البريميرليغ».
ويبدو أن جماهير آرسنال باتت على ثقة في قدرة مدربها الإسباني ميكل أرتيتا على إنهاء السنوات العجاف وإعادة الفريق لمنصات التتويج مجددا بعد الانتصار بجدارة على الجار برنتفورد 3 - 1 الأحد. وكان أرتيتا قد أثار دهشة الجماهير عندما قرر الدفع بالناشئ إيثن نوانيري (15 عاما) في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وأكد المدرب الإسباني أن قراره كان «غريزيا» ليظهر التزام النادي بتطوير المواهب الواعدة.
وقال أرتيتا، الذي حقق 6 انتصارات وخسر مباراة وحيدة ليجمع آرسنال 18 نقطة وضعته في الصدارة متقدماً بفارق نقطة واحدة على كل من مانشستر سيتي وتوتنهام: «كان شعورا غريزيا طبيعيا، أعتقد أن (نوانيري) استحق ذلك، إنها رسالة قوية عن هوية النادي أيضا. كل القرارات التي أتخذها من أجل النادي وليست لمصلحتي الشخصية أو من أجل اللاعب، حدث هذا لأننا نؤمن بأنه موهوب، وينبغي أن يتطور بشكل مذهل خلال عامين أو ثلاثة أعوام».


نوانيري الأصغر في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وصب غياب قائد آرسنال وصانع ألعابه النرويجي مارتن أوديغارد والوافد الجديد من مانشستر سيتي الظهير الأيسر الأوكراني ألكسندر زينشنكو للإصابة، وضمان الفوز بثلاثية من الفرنسي ويليام صليبا والبرازيلي غابريال خيسوس والبرتغالي فابيو فييرا، في مصلحة استعانة المدرب أرتيتا بالمراهق الصغير بسبب قلة الخيارات أمامه، غداة تسجيل اسمه في تشكيلة المحترفين للمرة الأولى.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع حل نوانيري بدلاً من فييرا، مسجل الهدف الثالث لآرسنال، ليحطم الطالب في المدرسة الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة هارفي إليوت، لاعب ليفربول الحالي، عندما شارك بقميص فولهام في سن الـ16 عاماً و30 يوماً عام 2019.
كما كسر نوانيري الرقم القياسي لأصغر لاعب يدافع عن ألوان آرسنال والذي كان يحمله الإسباني سيسك فابريغاس.
وفي اللمسات القليلة للكرة، أظهر نوانيري قدرته على مواكبة الهجمات، من دون أن يشعر بالخوف من ثقل المهمة الملقاة على كاهله برغم صغر سنه، واندمج سريعاً مع زملائه في الملعب من دون أن يختبئ.
وأظهر ابن الـ15 عاماً شخصية مميزة، حيث من المرجح أن يستعين به آرسنال مجدداً في حملة تاريخية للفوز بلقب الدوري الهارب منه منذ عام 2004، تاريخ تتويجه الأخير من أصل 13 لقباً.
ورحبت جماهير النادي اللندني بلاعبها الفتي، فهتفت من المدرجات قائلة: «سيذهب إلى المدرسة في الصباح». وبعدما توقع الجميع أن يخوض الموسم الحالي مع فريق ما دون 18 عاماً الذي التحق به في سن الـ14، قفز نوانيري الذي لا يملك حتى الآن ملف تعريف على صفحة الفريق الأولى على الموقع الرسمي للنادي، الدرجات فتم ترفيعه إلى فريق تحت 21 عاماً بفضل أدائه الرائع، علما بأنه سجل الشهر الماضي هدفاً لمنتخب إنجلترا دون 17 عاماً بعد دخوله إلى أرض الملعب من على مقاعد البدلاء.
ولم يكن نوانيري الذي ولد عام 2007 قد أبصر النور عندما انتقل آرسنال إلى ملعبه الجديد استاد الإمارات قبل 16 عاماً.
وبقية القصة يرويها أرتيتا بنفسه، فيقول: «تمكنت من مقابلة الفتى وقد أحببت ما رأيته منه. لقد تدرب معنا عدة مرات وكان لدي شعور في اليوم السابق للقاء برنتفورد بأنه إذا أتيحت الفرصة سأدفع به. إنه يستحق (المشاركة)».
وتابع: «أعتقد أن هذا يبعث برسالة قوية حول من نحن كنادٍ. أخبرته أنه سيكون معنا ويجب أن يكون جاهزاً. هو بالفعل جاهز. عندما شارك، قلت... تهانينا واستمتع».
وبدوره، غرد قائد وهداف المنتخب الإنجليزي السابق غاري لينكر قائلاً: «إيثان نوانيري البالغ 15 عاماً دخل إلى الملعب لصالح آرسنال. لحسن الحظ، أن المباراة تُقام في وقت مبكر حتى يتمكن من إنجاز واجباته المدرسية بعد المباراة».
وفي أسبوع الأرقام القياسية، بات الطالب كريستوفر أثرتون من آيرلندا الشمالية أصغر لاعب بريطاني يخوض مباراة وذلك عندما شارك في سن الـ13 عاماً و329 يوماً مع فريقه غلينافون.
لكن ليس نوانيري وحده هو ما يدهش جماهير آرسنال ومتابعي الكرة الإنجليزية، بل المستوى الذي يقدمه الفريق هذا الموسم بقيادة أرتيتا.
وحقق آرسنال الفوز في أول خمس مباريات في الدوري هذا الموسم. ثم كانت الخسارة أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» بمثابة انهيار مفاجئ، حيث عانى الفريق من مشاكل واضحة في خط الدفاع، وأهدر المهاجمون العديد من الفرصة المحققة أمام المرمى، وبالتالي كانت العودة السريعة لسكة الانتصارات واستعادة الصدارة بمثابة انتعاشة للآمال في إمكانية استعادة ذكريات التتويج بالبطولات.
في ملعب برنتفورد احتفلت جماهير آرسنال ومزجت الأغاني القديمة بالجديدة وكانت في قمة سعادتها وهي تشاهد فريقها يستعيد الصدارة. ورغم أن التهديد الذي يمثله مانشستر سيتي، بقيادة نجمه النرويجي إيرلينغ هالاند، يتزايد أسبوعا بعد أسبوع، فإن آرسنال يستمتع بالحياة في القمة قدر المستطاع، وهناك ثقة في أرتيتا بإمكانية إحداث الفارق. الواضح أن العلاقة بين جمهور آرسنال ولاعبي الفريق قد أصبحت أقوى كثيرا مما كانت عليه لعدة سنوات، وقبل ذلك الإيمان بقدرة المدرب.
لقد كان برنتفورد هو الفريق الذي هزم آرسنال في الجولة الافتتاحية الموسم الماضي بهدفين دون رد، في ضربة قاسية نالت من الفريق، رغم استغلال تداعيات تفشي فيروس «كورونا» آنذاك كذريعة للتخفيف من آثار هذه الخسارة. لكن الفوز هذا الموسم على نفس الفريق على ملعبه وبهذه السهولة يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن آرسنال يحرز الكثير من التقدم.
وبعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على توليه قيادة آرسنال، لم يعد أرتيتا مديرا فنيا مبتدئا، خاصة أنه اكتسب خبرات كبيرة من خلال العمل تحت قيادة المدير الفني المخضرم أرسين فينغر، وإلى جانب المدير الفني الإسباني المميز جوسيب غوارديولا، وبالتالي هناك أمل في أن يصبح أرتيتا مزيجا من هذين المديرين الفنيين، رغم أنه يعمل في نادٍ أقل ثراءً بكثير من منافسيه. وإذا كان صافي إنفاق آرسنال خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة والبالغ 79 مليون جنيه إسترليني يبدو ضئيلا، فإنه لا يزال يتضاءل بشكل أكبر أمام الـ200 مليون جنيه إسترليني التي أنفقها نادي تشيلسي بقيادة مالكه الجديد تود بوهلي رغم أن الفريق كان مدججا بالنجوم من الأساس، بالإضافة إلى تعاقد مانشستر يونايتد برقم قد يكون مماثلا مع عدد من لاعبي أياكس أمستردام، والمدير الفني للنادي الهولندي نفسه إريك تن هاغ.
وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع آرسنال منافسة مانشستر سيتي على اللقب؟ وذلك في ظل تعاقد تشيلسي مع مدير فني جديد، وهو غراهام بوتر، ووجود مانشستر يونايتد وسط عملية إعادة بناء منذ فترة طويلة، وتعثر ليفربول بعدما كان قريبا للغاية من تحقيق إنجاز استثنائي الموسم الماضي من خلال الفوز بالرباعية التاريخية، فربما قد حان الوقت لشمال لندن من خلال توتنهام وآرسنال للمنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».