إليزابيث الثانية غادرت لندن للمرة الأخيرة إلى قلعتها المفضّلة

غادرت الملكة إليزابيث الثانية لندن للمرة الأخيرة، بعد نقل نعشها في موكب ملكي إلى قلعة وندسور، الواقعة في مقاطعة باركشير على مسافة 40 كيلومتراً من لندن غرباً، حيث أُنزل نعشها إلى القبو الملكي في كنيسة القديس جورج.
هناك، في القلعة التي كانت تطيب لها الإقامة فيها كل نهاية أسبوع، أقيمت الجنازة العلنية الثانية لها بحضور 800 شخص، يتقدمهم الملك تشارلز الثالث، وذلك بعد جنازة أولى في ويستمنستر حضرتها 2000 شخصية من أنحاء العالم.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1571923325114163200
قبل ذلك، اصطف مئات الألوف من المشيعين على الطريق الذي سلكه النعش من لندن وألقوا عليه الزهور وهتفوا وصفقوا أثناء مرور الموكب من المدينة إلى الريف الإنجليزي الذي أحبته الملكة كثيرا.
واحتشد الآلاف غيرهم في العاصمة لمشاهدة الموكب والجنازة، في تكريم مناسب لأطول ملكات بريطانيا جلوسا على العرش والتي نالت احتراما عالميا على مدى 70 عاما.
في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور، جرى إبعاد التاج والكرة الملكية والصولجان، رموز سلطة الملكة، عن التابوت ووضعها على مذبح الكنيسة. ثم كسر كبير أمناء البلاط الملكي عصا خدمته بما يؤذن بنهاية وقت عمله في خدمة الملكة ووضعها على التابوت قبل إنزاله ببطء إلى القبو الملكي.
أفراد العائلة الملكية يحيطون بنعش الملكة إليزابيث الثانية في كنيسة القديس جورج بوندسور (رويترز)
https://twitter.com/aawsat_News/status/1571960587143335936
وبينما غنى الجمع النشيد الوطني بدا أن الملك تشارلز يغالب دموعه.
وفي وقت لاحق من المساء، دُفن جثمان إليزابيث في مراسم عائلية خاصة إلى جوار زوجها لأكثر من سبعة عقود الأمير فيليب الذي توفي العام الماضي عن 99 عاما، في الكنيسة نفسها حيث دُفن أيضا والداها وشقيقتها الأميرة مارغريت.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1571968420475723776
هكذا انتهت الرحلة الأخيرة للملكة التي توفيت في الثامن من سبتمبر (أيلول) عن 96 عاماً في بالمورال، مقرّ إقامتها في اسكتلندا. وقد عبر نعشها أراضي المملكة بالسيارة وبطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي وبعربة يجرّها بحّارة وأيضاً أحصنة خلال مسيرة راجلة طويلة.
وفي إدنبره، ثم في لندن، انتظر مئات آلاف الأشخاص ساعات، وأحيانا طوال الليل، لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة الوحيدة التي يعرفها غالبية البريطانيين والتي تحمل عملتهم وطوابعهم صورتها، كما يعرفها العالم أجمع.
وانطوت صفحة من التاريخ برحيل الملكة إليزابيث الثانية التي اعتلت العرش لمدة 70 عاماً وسبعة أشهر ويومين، وحرصت على أداء واجباتها من دون الإدلاء بمواقفها علانية. وقد شغلت منصبها بجدية وحرص وبحس من الفكاهة التي تنم عن ذكاء حاد. والآن فُتحت صفحة جديدة مع الملك تشارلز الثالث الذي تتجه الأنظار إليه في وقت صعب، إذ تواجه بريطانيا تضخماً وإضرابات وربما ازمة طاقة في الشتاء.