«فيسبوك» يشعل فتنة في قرية مصرية

السلطات فرضت حظر التجوال بعد سقوط قتلى جرحى

«فيسبوك» يشعل فتنة في قرية مصرية
TT

«فيسبوك» يشعل فتنة في قرية مصرية

«فيسبوك» يشعل فتنة في قرية مصرية

خيمت حالة من الهدوء الحذر على منطقة «التل» في قرية العنانية التابعة لمحافظة دمياط (شمال القاهرة) مساء اليوم، بعد أن كثفت قوات الأمن المصرية من انتشارها بالقرية لوقف الاشتباكات التي اندلعت وأسفرت عن مقتل 2 وإصابة 10 آخرين، في وقت أفاد فيه مصدر أمني، أنه «تم فرض حظر التجوال بالقرية، بعد فشل محاولات لتهدئة الخلافات بين عائلتي «جميل» و«جوهر»، وهو ما أدى أيضا لقطع طريق دمياط الرئيسي.
وقامت قوات الأمن ليلة أمس، بفرض حظر التجوال على القرية لمنع دخول وخروج أي غرباء، كما فرضت طوقا أمنيا في محيط القرية، تحسبا لتجدد المواجهات مرة أخرى داخل القرية التي تشهد هدوءا حذرا، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها وأصيبت الحياة العامة بالشلل التام، عقب الاشتباكات التي اندلعت بسبب مشادة وقعت بين عدد من أبناء القرية. واستعان كل طرف منهما بأقاربه.
وقال شهود عيان، إن «قوات الشرطة حالت دون تفاقم الأحداث، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي، وتم فرض كردون أمنى، لإنهاء الخلافات ومنع تجددها مرة أخرى». مضيفة أن الاشتباكات التي اندلعت في قرية «العنانية» في دمياط، بسبب نشر صور وعبارات مسيئة لعدد من أبناء القرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ضمت ملاسنات بين العائلتين واتهامات لبعض أفراد العائلتين بارتكاب جرائم وسرقات، مما دعا أحد أفراد العائلتين لمعاتبة أحد أفراد العائلة الأخرى أثناء جلوسهما على أحد مقاهي القرية، حيث تطور العتاب إلى مشاجرة تحولت إلى اشتباكات بالأسلحة النارية والبيضاء بين العائلتين، وأسفرت عن مصرع اثنين وإصابة عشرة.
وبينما تحدث شهود عيان اليوم عن «قيام أبناء العائلتين بقطع الطريق الرئيسي للقرية ومحاولة إحراق محال ومنازل»، قال مصدر أمني في دمياط إن «قوات الأمن فرضت السيطرة الأمنية بصورة كاملة على القرية»، لافتة إلى أن الأمن سيعمل على منع تجدد الاشتباكات مرة أخرى.
واستمعت النيابة لأقوال عدد من شهود العيان والمصابين في الأحداث، والذين أدلوا بأسماء ومواصفات عدد من المتهمين. ومن جانبها، قالت مصادر قضائية في دمياط، إن «أفراد النيابة انتقلوا إلى القرية لمتابعة التحقيقات، وإن النيابة أمرت بضبط وإحضار 10 متهمين في الأحداث». وقالت النيابة إنه «من مناظرة الجثتين تبين أن الوفاة ناتجة عن الإصابة بطلقات نارية».
وأضاف أحد شهود العيان أن «كبار العائلات والقيادات الشعبية والأمنية يكثفون جهودهم للتهدئة بين طرفي النزاع، وبدأوا في زيارات بين كبار العائلات لإقناعهم بأخذ العزاء في الضحايا»، لافتا إلى أن «تم تحطيم 3 منازل ومحلين خلال الأحداث الليلة الماضية».



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.