كونتي: لا أعطي تفسيرات حول استبعاد اللاعبين من التشكيلة... والطموح هدفي

أكد أنه يضع مصلحة توتنهام في المقدمة وإراحة اللاعبين أحياناً لحمايتهم وليس لمعاقبتهم

الكوري سون (في الوسط) دخل بديلاً وسجل ثلاثية من سداسية انتصار توتنهام على ليستر (إ.ب.أ)
الكوري سون (في الوسط) دخل بديلاً وسجل ثلاثية من سداسية انتصار توتنهام على ليستر (إ.ب.أ)
TT

كونتي: لا أعطي تفسيرات حول استبعاد اللاعبين من التشكيلة... والطموح هدفي

الكوري سون (في الوسط) دخل بديلاً وسجل ثلاثية من سداسية انتصار توتنهام على ليستر (إ.ب.أ)
الكوري سون (في الوسط) دخل بديلاً وسجل ثلاثية من سداسية انتصار توتنهام على ليستر (إ.ب.أ)

في البداية تجب الإشارة إلى أن الإيطالي أنطونيو كونتي، ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يسعون لاحتواء لاعبيهم، ويضعون أذرعهم حول أعناقهم لتهدئتهم بعد استبعادهم من التشكيلة الأساسية، ونادراً ما يشرح لهم أسباب استبعادهم من المباريات، في ظل ما يتردد عن شكوك حول ضمان ديان كولوسيفسكي وسون هيونغ مين لمشاركتهما في التشكيلة الأساسية.
وقال المدير الفني الإيطالي قبل المباراة التي سحق فيها فريقه ليستر سيتي بستة أهداف مقابل هدفين السبت، «لا أحب أن أعطي تفسيرات للاعبي فريقي حول أسباب استبعادهم من التشكيلة الأساسية، وإلا فإنه سيتعين عليّ في كل مباراة أن أتحدث إلى لاعب، ثم لاعب آخر، وهكذا».
لكن كونتي قام باستثناء في هذا الأمر خلال الأسبوع الحالي بعد استبعاده ديان كولوسيفسكي من التشكيلة الأساسية للسبيرز للمباراة الثالثة على التوالي، وهي المباراة التي خسرها الفريق أمام سبورتنغ لشبونة في دوري أبطال أوروبا بهدفين دون رد مساء الثلاثاء الماضي.
وقال كونتي، «استبعاد كولوسيفسكي لثلاث مباريات متتالية كان أمراً صعباً بالنسبة لي بكل صراحة. بالتأكيد، فإن المشكلة الأولى تتعلق به، لأنني عندما أعود إلى المنزل وأبدأ في التفكير في استبعاده، فإنني أشعر بضرورة التحدث إلى كولوسيفسكي، لأنه بعد إبقائه على مقاعد البدلاء ثلاث مرات متتالية، فإنه يستحق أن يشعر بأن ثقتي به لم تهتز وبأنها ما زالت كما كانت دائماً».


كونتي لا يضمن لأي لاعب مكاناً أساسياً (إ.ب.أ)

وكان كولوسيفسكي قد بدأ الموسم بشكل جيد، بعد أن تألق بشكل لافت للأنظار في النصف الثاني من الموسم الماضي بعد انضمامه لتوتنهام، قادماً من يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. ويعشق مشجعو توتنهام كولوسيفسكي بسبب حماسه الشديد والمجهود الوفير الذي يبذله داخل المستطيل الأخضر، ولعبه المباشر باتجاه المرمى، وكيفية تحكمه في زمام الأمور. ومن الواضح أن كونتي يحب اللاعب لهذه الأسباب نفسها، لكن الأمور اختلفت بعد تعاقد النادي مع المهاجم البرازيلي ريتشارليسون خلال الصيف الحالي مقابل 50 مليون جنيه إسترليني، وهي الصفقة التي تعكس التأثير الكبير للمدير الفني الإيطالي داخل النادي، وكيف شجع المسؤولين على التفكير بشكل أكبر.
وفي ظل وجود كولوسيفسكي وهاري كين وسون هيونغ مين، كان من السهل تصديق أن توتنهام لم يكن بحاجة مطلقاً إلى لاعب بارز آخر في الخط الأمامي، خصوصاً إذا كان هذا اللاعب الجديد سينضم بمقابل مادي كبير. ومع ذلك، كانت أولوية كونتي الأولى هي التعاقد مع البرازيلي ريتشارليسون، حتى يكون لديه خيار آخر في موسم طويل وشاق بعد عودة الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وحتى تكون هناك منافسة شرسة بين اللاعبين على حجز أماكنهم في التشكيلة الأساسية.
وقال كونتي، «يجب أن يفكر توتنهام دائماً بطموح. إذا لم يكن لدينا طموح، فلن يكون هناك سوى لاعبين شباب على مقاعد البدلاء للاستعانة بهم في الأوقات الصعبة. لكن عندما تكون هناك إصابة للاعب مهم، فسيتعن عليك آنذاك أن تستعين بلاعب شاب من على مقاعد البدلاء، ثم ستخسر ويلقي الجميع باللوم على المدير الفني، وهذه هي الحقيقة!».
ويقدم ريتشارليسون مستويات جيدة للغاية، ويشكل خطورة كبيرة على مرمى الفرق المنافسة منذ مشاركته في التشكيلة الأساسية لتوتنهام بدلاً من كولوسيفسكي. وأحرز المهاجم البرازيلي هدفي الفوز على مارسيليا في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أكد كونتي على أن كولوسيفسكي «يستحق اللعب». ويبقى هاري كين هو هاري كين دائماً. وبالتالي، لا يتبقى سوى سون الذي يبدو أنه لم يعد يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق.
لقد شارك اللاعب الكوري الجنوبي في التشكيلة الأساسية للسبيرز في كل المباريات حتى الآن، لكن اللاعب الذي حصل الموسم الماضي على جائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز بالاشتراك مع النجم المصري محمد صلاح، لم يسجل أي هدف في الجولات الستة الأولى، قبل أن ينفجر ويسجل ثلاثية (هاتريك) في مرمى وولفرهامبتون، رغم مشاركته كبديل في الشوط الثاني. وعلاوة على ذلك، فإن أرقام مراوغاته قد تراجعت بشكل كبير، ففي الدوري الموسم الماضي أكمل اللاعب الكوري الجنوبي 51 مراوغة من أصل 103 مراوغات، لكنه هذا الموسم لم يكمل سوى مراوغة واحدة ناجحة من أصل 12 محاولة. وبالتالي، لم يعد سون يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية، واختفت الابتسامة المعهودة من على وجهه!
وعندما سُئل كونتي عما إذا كان استبعاد سون من التشكيلة الأساسية لتوتنهام يعود إلى أنه أصبح مراقباً بشكل أكبر بعد حصوله على لقب هداف الدوري الموسم الماضي، أم لأنه فقد الثقة، قال المدير الفني الإيطالي، «الأمران. فعندما تنهي الموسم الماضي وأنت هداف الدوري، فإن الأضواء تتسلط عليك بشكل أكبر، ويكون الموسم التالي أكثر صعوبة. لكن عندما لا تسجل الأهداف، تنخفض ثقتك بنفسك قليلاً».
وأشار كونتي إلى أنه ليس قلقاً بسبب غياب الابتسامة من على وجه سون، وقال: «بصراحة، أنا لا أهتم بمن يبتسم أم لا خلال المباراة. من المؤكد أن سون ليس سعيداً لأنه لا يسجل. إنه أمر طبيعي، وأنا سعيد لأنه غاضب بعض الشيء من هذا الموقف، لأن هذا يعني أنه يريد تغيير الأمر».
وأضاف: «يمكن أن يحدث ذلك، خصوصاً عندما تلعب مباريات مهمة. يمكن أن تكون متعباً من الناحية الذهنية بعض الشيء، وكذلك من الناحية البدنية. لكن سون لن يكون مشكلة بالنسبة لي أبداً. أتمنى أن تكون كل مشاكلي مثله».
وأجرى كونتي بعض التغييرات على تشكيلة الفريق في مباراة ليستر سيتي، بعد الاستنزاف الذهني والبدني للاعبين أمام سبورتنغ لشبونة، وأبقى سون على مقاعد البدلاء قبل أن يدفع به ويتألق اللاعب الكوري الجنوبي ويحرز ثلاثية ويقود فريقه للفوز بستة أهداف مقابل هدفين، وقال كونتي: «من الممكن عدم الدفع بسون في بعض المباريات منذ البداية – كما هي الحال مع هاري كين أيضاً – لكن الهدف من ذلك فقط هو حمايته، ومنحه فرصة أكبر للراحة واستعادة طاقته».
وبعد مرور ساعة تقريباً من اللعب، شارك سون بدلاً من ريتشارليسون، المنضم هذا الصيف، وسجل اللاعب الكوري ثلاثة أهداف في 14 دقيقة ليقود توتنهام لتقاسم صدارة الترتيب.
وكان سون قد تقاسم صدارة هدافي الدوري الموسم الماضي برصيد 23 هدفاً، لكنه افتقر لحدته المعتادة هذا الموسم، وتمسك كونتي بقراره بإبعاده عن التشكيلة الأساسية.
وقال كونتي لشبكة «سكاي سبورتس»، «أنا سعيد حقاً من أجل ردة فعل سوني، أنت تعرفون ما أفكر به بخصوص اللاعب». وأضاف: «قلت له إذا كنت ستسجل ثلاثة أهداف في 30 دقيقة، فربما يمكننا تكرار هذه التجربة، لكنني كنت أمزح. أنا محظوظ، لدي مجموعة جيدة حقاً من اللاعبين وهم أناس جيدون حقاً». وأوضح كونتي قراره بمزيد من التفصيل: «كنت لاعباً. كل لاعب يريد أن يلعب كل مباراة، لكنك تفقد الطاقة البدنية والقوة الذهنية. في بعض الأحيان لا تفهم هذا وتعتقد أنه يمكنك اللعب ولكن الأداء ينخفض. التناوب مفيد للفريق ولمصلحة اللاعب. إذا اكتسبت الطاقة ولعبت بالطريقة التي لعب بها سون، فسيكون الجميع سعداء». ومع عودة سون إلى مستواه، وتسجيل هاري كين هدفه السادس في الدوري هذا الموسم، وظهور ريتشارليسون بشكل إيجابي، واستمرار ديان كولوسيفسكي في إثارة الإعجاب، ومع قرب عودة لوكاس مورا من الإصابة، فإن كونتي بات يملك مجموعة هائلة من الخيارات الهجومية. ويعتقد كونتي أن مثل هذه المنافسة بين اللاعبين ستمثل الطريقة الوحيدة التي يمكن لتوتنهام من خلالها محاولة المنافسة على اللقب. وقال كونتي: «في بعض الأوقات، يجب أن أتخذ قرارات مهمة... سوني لن يمثل مشكلة أبداً. إنه لاعب رائع وهو أحد أفضل اللاعبين في فريقي مع هاري».
ولو كان سون قد سجل في سبورتنغ أو في أي مباراة أخرى في الجولات الستة الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ربما كان من الأسهل على كونتي أن يمنحه بعض الراحة، لكن استبعاده من التشكيلة الأساسية وهو لا يسجل الأهداف كان يخاطر بتأجيج الموقف. لكن من المؤكد أن هذا الوضع قد اختلف تماماً بعدما سجل اللاعب هاتريك في مرمى ليستر سيتي.
وقال كونتي، «لقد أنهينا مباراتنا أمام سبورتنغ ونحن نفتقد للكثير من الطاقة، ولهذا السبب أنا منزعج بعض الشيء. فقدنا الكثير من الطاقة ثم خسرنا المباراة (بهدفين في وقت متأخر من المباراة)». وكانت الخسارة أمام سبورتنغ لشبونة هي الأولى لتوتنهام هذا الموسم، رغم أنها كانت امتداداً لمسيرة غير مرغوب فيها الموسم الماضي، وهي خسارة الفريق في رحلاته الأوروبية، حيث خسر توتنهام كل مبارياته الخارجية في دوري المؤتمر الأوروبي، باستثناء التعادل أمام رين بصعوبة.
إنه أحد الأشياء التي يتعين على توتنهام التحسن فيها، لكن كونتي أصبح الآن مدعوماً بقائمة أقوى من اللاعبين، حتى لو كان ذلك يسبب له مشكلة في اختيار التشكيلة الأساسية. وقال كونتي: «إنها مشكلة جيدة». أما فيما يتعلق بسون، فقال المدير الفني الإيطالي: «اللاعب القوي يتأقلم مع هذا الموقف، ويواجهه ويتغلب عليه».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».