تعاون أميركي إسرائيلي على كشف الأنفاق وتدميرها

جنرال إسرائيلي: الأنفاق باتت أخطر سلاح بأيدي الإرهابيين في العالم

تعاون أميركي إسرائيلي على كشف الأنفاق وتدميرها
TT

تعاون أميركي إسرائيلي على كشف الأنفاق وتدميرها

تعاون أميركي إسرائيلي على كشف الأنفاق وتدميرها

ذكرت مصادر إسرائيلية موثوقة أن خبراء عسكريين كبارا في الجيشين الإسرائيلي والأميركي، باشرا التعاون في تطوير آليات لكشف الأنفاق العابرة للحدود، التي تحفرها قوى معادية تحت الأرض، وتدميرها بطريقة جذرية بحيث لا تعاد تبنى في المكان نفسه لسنين طويلة.
وأضافت هذه المصادر أن «الولايات المتحدة اقتنعت بالموقف الإسرائيلي، الذي يعتبر الأنفاق أحد أخطر الأسلحة التي تستخدمها تنظيمات الإرهاب، وليس بين إسرائيل وقطاع غزة أو بين سيناء المصرية وقطاع غزة وليس فقط في الشرق الأوسط. واقتنعت بأننا نحن في إسرائيل صرنا نمتلك خبرة غنية في هذا المجال، من صراعنا مع حماس وحزب الله، أكان في اكتشاف الأنفاق أو تدميرها. ولذلك وافقت على الانضمام إلى أبحاثنا ورصدت كمرحلة أولى مبلغ 40 مليون دولار للمشاركة في تمويل الأبحاث». وكان مجلس الشيوخ الأميركي، قد صادق على تعديل في قوانينه يعتبر هذه الأنفاق تهديدًا للولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم. وينص التعديل على تحويل المبلغ من ميزانية وزارة الدفاع الأميركية من أجل التعامل مع هذا التهديد والذي وصفه مسؤولون أمنيون بأنه «تهديد إجرامي وأمني». كما ينص التعديل على أن يقوم رئيس المخابرات القومية، المسؤول عن الوكالات الاستخباراتية الأميركية البالغ عددها 16 وكالة، بتقديم تقرير يفصل التهديد الذي تشكله هذه الأنفاق، ووضع الخطوط العريضة لمدى التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها حول هذا الموضوع. وينص التعديل أيضًا على تعيين شخص يقود عملية جمع وتحليل الاستخبارات حول الاستعمالات التكتيكية لهذه الأنفاق.
وقال عضو الكونغرس ستيف إسرئيل، الذي بادر إلى هذا التعديل، إن الأنفاق المؤدية من قطاع غزة إلى إسرائيل استخدمت لدعم «الهجمات الإرهابية وعمليات الخطف» وإنه «لا يستبعد اليوم التي تستخدم فيه أنفاق كهذه لعمليات إرهاب ضد الجنود الأميركيين في العالم وحتى في مناطق حدودية للولايات المتحدة».
وتبين خلال البحث في السينات أنه ومنذ العام 2009. تم العثور على أكثر من 150 نفقا عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، بلغ طول بعضها مئات الأمتار. وتبين أن غالبية هذه الأنفاق استخدمت لتجارة المخدرات وتهريب لاجئين غير شرعيين. كما أن هذه الأنفاق استخدمت أيضًا في الحدود ما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، للهجوم على عناصر من الجيش الأميركي. ورجحت المصادر الإسرائيلية أن تصل الأنفاق بسرعة شديدة إلى مناطق الصراعات في العالم، وخصوصا في «الشرق الأوسط»: «حيث الخبرات في صنعها صارت قوية جدا».
وقالت المصادر الإسرائيلية بأن التعاون مع المؤسسة الأميركية في هذا المجال سيكون مشابهًا لتعاونات سابقة بين البلدين في برامج مختلفة منها تطوير المنظمات الصاروخية الدفاعية مثل «القبة الحديدية»، التي تمول الولايات المتحدة اليوم غالبية احتياجات إسرائيل لها، و«العصا السحرية» و«حيتس»، وهما أيضا منظومتان مشابهتان.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.