رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق يقرر منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة

ديسكين: خلط السكان اليهود والفلسطينيين في دولة ثنائية القومية سيؤدي إلى اختفاء الحلم الصهيوني

رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق يقرر منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة
TT

رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق يقرر منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة

رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق يقرر منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة

أعلن رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك) السابق، يوفال ديسكين، أنه ينوي خوض اختبار القيادة السياسية والتنافس على قيادة شؤون الدولة في إسرائيل. وقال: إن قراره هذا نجم عن التدهور الذي تشهده الحياة السياسية والحزبية، حيث يبدو أن غالبية الإسرائيليين لا يريدون بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة ومع ذلك فإنهم ينتخبونه لأنه لا يوجد عنه بديل.
ولم يقل ديسكين في إطار أي حزب ينوي خوض عمله السياسي، لكن كل الدلائل تشير إلى أنه ينوي خوض التجربة من خلال حزب العمل، الذي يقوده حاليا يتسحاق هيرتسوغ، الذي لا يعتبر شخصية قوية تهدد نتنياهو. ولكن هناك جهود لدى حزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد لضمه إليه، وليس لرئاسة الحزب بل إلى جانب رئيسه. وقال ديسكين إن موضوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو أهم قضية يجب أن تشغل بال الإسرائيليين لأنه تقرر مصيرهم لأجيال كثيرة. وإن الوضع الحالي في البلاد يتجه نحو حل الدولة الواحدة الثنائية القومية، بينما صار حل الدولتين يبدو بعيدا. واعتبر أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي» ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، لا يريدان دولة ثنائية القومية ومع ذلك فإنهما يقودان إليها.
وتحدث ديسكين في مقابلة أجراها معه موقع «واللا» الإخباري ونشرت أمس الجمعة، قال: إن «هناك من يرى أن الحكومة تدير الصراع بدلا من السعي لتسويته. ولكن الشعور وكأننا ندير الصراع ونجمد الوضع هو لا شيء. وعمليا نحن في عملية فارغة وفراغها رهيب». وأشار ديسكين إلى موضوع القدس قائلا: «يجدر بنا أن ننظر جيدا إلى القدس. فهي تشكل عمليا واقع الدولة الثنائية القومية. أي إما أنه لا توجد فيها حدود أو توجد فيها حدود غير منطقية. وتسكنها مجموعتان من السكان (فلسطينيون ويهود) وهي مختبر حقيقي لما سيحدث عندما يتفجر الإحباط. وهذه فرصة بالنسبة لنا لكي نفهم كيف سيبدو الواقع في الدولة الثنائية القومية من دون خلط». وتابع: «إدارة الصراع تعني أن تبقى في حالة الـ(لا شيء). إن خلط المجموعتين السكانيتين، اليهودية والفلسطينية، سيؤدي إلى اختفاء الحلم الصهيوني والدولة الديمقراطية اليهودية هنا في أرض إسرائيل. وإذا أصبحنا أقلية، فإنه يستحيل تطبيق هذا الحلم هنا. إضافة إلى ذلك، فإنه في واقع إدارة الصراع تكون المخاطر الأمنية هائلة. وفي موازاة ذلك، هناك طبعا الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، التي تعكس أجواء معينة، بعضها يستند إلى أكاذيب وبعضها الآخر يستند إلى حقائق. وهكذا فإن قصة إدارة الصراع هي مجرد هراء».
واختتم ديسكين قائلا إنه يتزايد اليوم عدم واقعية فكرة الدولتين للشعبين. ولذلك فلا بد من التوجه لشيء آخر مثلا «الحل الإقليمي: يجب تنظيم علاقاتنا مع الدول العربية ووضع القضية الفلسطينية بداخلها».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».