تقرير: حرب أوكرانيا أسهمت في انتعاش الإنتاج الصناعي الروسي

أحد مصانع المركبات الروسية (رويترز)
أحد مصانع المركبات الروسية (رويترز)
TT

تقرير: حرب أوكرانيا أسهمت في انتعاش الإنتاج الصناعي الروسي

أحد مصانع المركبات الروسية (رويترز)
أحد مصانع المركبات الروسية (رويترز)

قال تقرير جديد نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء إن توسع الجهود الحربية للرئيس فلاديمير بوتين يرفع الإنتاج الصناعي الروسي، مما يساعد اقتصاد البلاد على التفوق وتفادي التأثير السلبي للعقوبات الغربية.
ووفقاً للتقرير، فإن السرية التي تحيط بتصنيع المعدات العسكرية في روسيا لم تحجب تماماً التأثير الذي بدأت تحدثه هذه المعدات على الإنتاج. فقد ارتفع إنتاج «السلع المعدنية الجاهزة» - وهي فئة إنتاجية تتضمن الأسلحة والقنابل وأنواع مختلفة من الذخيرة إلى جانب عناصر مثل أدوات المائدة - بنسبة 30 في المائة تقريباً في يوليو (تموز) مقارنة بالعام الذي سبقه بعد انخفاضات حادة في الأشهر السابقة.
وحققت فئة أخرى تسمى «المركبات والمعدات الأخرى»، والتي إلى جانب السيارات والدراجات والمنتجات المماثلة تشمل أيضاً السفن والطائرات والدروع، أداء هائل منذ بداية الحرب في فبراير (شباط).
ووقع بوتين قبل شهرين على مشروع قانون يمنح الحكومة سيطرة غير عادية على الشركات لدعم الجيش من خلال إجبارها، إذا لزم الأمر، على توجيه الإنتاج نحو الاحتياجات العسكرية أو العمل لساعات إضافية.
وفي مايو (أيار) الماضي، قالت الولايات المتحدة إن ضوابطها على الصادرات أوقفت العمل في مصنعي دبابات روسيين كبيرين.
لكن التقارير المحلية الأخيرة تشير إلى أن الإنتاج بأحد هذين المصنعين - وهو مصنع «Uralvagonzavod” - يتسارع بشكل كبير، حيث أصبح العمال هناك يعملون لمدة 12 ساعة يومياً، وبعضهم يتطوع للعمل في عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت تاتيانا أورلوفا، أستاذة الاقتصاد في جامعة أكسفورد إن أداء التصنيع في روسيا «كان سيكون أسوأ بكثير لولا الحرب».
ومن جهته، قال إيفجيني سوفوروف، الاقتصادي الروسي الرائد في بنك «سنتروكريديت»: «من المحتمل أن تكون زيادة المتطلبات العسكرية قد ساهمت في انتعاش الإنتاج الصناعي الروسي في شهر يوليو».
وأضاف أن هذه المتطلبات كانت على الأرجح وراء زيادة غير متوقعة في مجال البناء في الشهر نفسه، عندما تفاجأ الاقتصاديون بزيادة في نسبة إنشاء المصانع بنسبة 6 في المائة.

ومن المقرر أن تتسبب النكسات التي تعرضت لها روسيا هذا الشهر، مع تقدم القوات الأوكرانية وتحريرها لعدد من المناطق التي سبق أن استولت عليها موسكو، في زيادة الجهود الإنتاجية الروسية خلال الفترة القادمة.
وقالت ألكسندرا أوسمولوفسكايا - سوسلينا، الخبيرة الاقتصادية الروسية المستقلة: «من الصعب حساب المدة التي يمكن للإنفاق العسكري أن يدعم فيها النمو الصناعي، لكنني أتوقع أن يستمر ذلك لمدة عام، أو ربما أكثر».
ومع ذلك، يرى بعض المحللين الاقتصاديين أن المكاسب الاقتصادية الناتجة عن صناعة الأسلحة وأدوات الحرب من المرجح أن تكون قصيرة الأجل، خاصة مع زيادة اعتماد روسيا على القوى البشرية في التصنيع نتيجة العقوبات التي قد تؤدي إلى حرمانها من المكونات والتكنولوجيا اللازمة في هذه الصناعات.
وقال أولئك المحللون إنه ليس من المعقول أن تتمكن روسيا من تلبية جميع احتياجاتها، خاصة إذا تحولت المعارك في أوكرانيا إلى «حرب استنزاف».
وقالت الولايات المتحدة إنها استوردت بالفعل طائرات إيرانية من دون طيار وتريد شراء ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها ضد أوكرانيا.
يمكن أن تتعرض الميزانية الروسية أيضاً لضغوط. ويقدر جانيس كلوغ، وهو محلل اقتصادي روسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، أن الإنفاق الدفاعي في الأشهر السبعة الأولى من العام كان أعلى بنحو 20 مليار دولار من الفترة نفسها من عام 2021.
وقال مسؤول كبير إن ميزانية المشتريات الدفاعية من المقرر أن ترتفع بما يصل إلى 700 مليار روبل (11 مليار دولار) هذا العام.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.