جثمان الملكة في لندن لوداع أخير... ماذا سيحدث في الأيام الــ5 المقبلة؟

نعش الملكة إليزابيث الثانية يصل إلى العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
نعش الملكة إليزابيث الثانية يصل إلى العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
TT

جثمان الملكة في لندن لوداع أخير... ماذا سيحدث في الأيام الــ5 المقبلة؟

نعش الملكة إليزابيث الثانية يصل إلى العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)
نعش الملكة إليزابيث الثانية يصل إلى العاصمة البريطانية لندن (أ.ف.ب)

ينتظر أن يودع مئات الآلاف من البريطانيين اعتباراً من اليوم (الأربعاء) في لندن ملكتهم الراحلة إليزابيث الثانية التي تتمتع بشعبية كبيرة بعد حوالي أسبوع على وفاتها في اسكوتلندا.
ووصل نعش الملكة التي توفيت يوم الخميس عن 96 عاماً، إلى العاصمة البريطانية مساء أمس (الثلاثاء)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد ليلة في قصر باكنغهام سينقل الجثمان إلى بهو ويستمنستر، أقدم صالة في البرلمان البريطاني، في موكب رسمي في وسط لندن.
ولمدة خمسة أيام، اعتباراً من الساعة 17:00 (16:00 ت غ) اليوم إلى الساعة 06:30 الاثنين يوم الجنازة الوطنية يمكن للبريطانيين القدوم لوداع الملكة التي أشادوا بالإجماع بتفانيها طوال أكثر من سبعين عاماً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1569661923863371776?s=20&t=HdauUMMJredyYf4dmRJaEA
ويتوقع أن يزور مئات الآلاف بهو ويستمنستر الذي ستبقى أبوابه مفتوحة في هذه المناسبة 24 ساعة في اليوم. لكن الأمر يحتاج إلى الصبر بوجود طوابير طويلة يمكن أن تمتد لأميال.
وكان نعش إليزابيث الثانية سجي من مساء الاثنين إلى الثلاثاء في كاتدرائية سانت جيل في إدنبرة. وانتظر نحو 33 ألف شخص بعضهم يبكون لساعات لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش الذي لف بالعلم الملكي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1569774263636205572?s=20&t=5qVif0j2HAu-vn0WhM61bA
لطالما شكلت الملكة صخرة استقرار أمام العواصف السياسية والاجتماعية والصحية خلال انتشار وباء «كوفيد - 19»، وصورة مطمئنة لملايين البريطانيين خلال العقود التي أمضتها على العرش.
مساء الثلاثاء، رافقت الأميرة آن، الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث، النعش في الطائرة التي نقلته من إدنبرة إلى لندن. وكان الملك الجديد تشارلز الثالث حاضراً لاستقبال النعش عند وصوله إلى قصر باكنغهام بعدما أمضى نهاره في آيرلندا الشمالية، المحطة الحاسمة في جلوسه على العرش.
كانت الملكة لعبت دوراً أساسياً في المصالحة في اسكوتلندا، المقاطعة التي شهدت أحداثاً دامية. لكن بعد حوالي ربع قرن على عودة سلام هش بين الجمهوريين وغالبيتهم من الكاثوليك، والوحدويين ومعظمهم من البروتستانت، تأجج التوتر مع بريكست ما أعطى زخماً لفكرة الانفصال عن المملكة المتحدة وإعادة التوحد مع جمهورية آيرلندا.
وقال الملك أمام البرلمان المحلي المتوقفة أعماله منذ أشهر: «مع قدوة ساطعة أمامي وبعون الله، أتولى مهامي الجديدة وأنا مصمم على السعي لتحقيق رفاهية كل سكان آيرلندا الشمالية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1569693351816855560?s=20&t=jzZue5aT0AjpD4vIlxeMcQ
بعد لندن وإدنبرة وبلفاست، يتوجه تشارلز الثالث الجمعة إلى كارديف في ويلز المحطة الأخيرة لجولته على المقاطعات البريطانية الأربع. وارتفعت شعبية الملك بشكل كبير منذ توليه العرش كما أظهر استطلاع أجراه معهد «يوغوف» ونشر أمس.
ويعبر ثلاثة من كل خمسة أشخاص عن اعتقادهم بأنه سيكون ملكاً جيداً مقابل بالكاد أكثر من 30 في المائة قبل بضعة أشهر.
وتعاني آيرلندا الشمالية من شلل سياسي في خضم تغييرات ناجمة عن فوز حزب شين فين الجمهوري الذي لا يعترف بسلطة الملكية، في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
لكن الأهم الآن هو فترة التأمل والحداد، حيث تستعد البلاد لتحد لوجيستي وأمني كبير في الأيام المقبلة.
بعد الصلوات في القصر بحضور الملك والعائلة المالكة، سينقل الجثمان من قصر باكنغهام عند الساعة 13:00 ت غ اليوم في موكب عبر وسط لندن على عربة مدفع، إلى قصر ويستمنستر.

سيحضر الملك وأعضاء العائلة المالكة إلى هناك فيما ستدق ساعة بيغ بين مع طلقات مدفعية من هايد بارك.
وسط فنادق ممتلئة، تقطع حركة المواصلات، حانات مزدحمة، تستعد العاصمة البريطانية لجنازة القرن. وبينما ستكون صفوف الانتظار لإلقاء النظرة الأخيرة على الملكة طويلة جداً، حذرت الحكومة من «قيود صارمة» تشبه تلك المتخذة في المطارات لإدارة حضور الحشود إلى قصر ويستمنستر.
وإذا كانت السلطات ترفض إعطاء رقم، فإن الصحافة تحدثت عن 750 ألف شخص على استعداد للانتظار الذي يمكن أن يستغرق عشرات الساعات. في 2002، كانوا حوالي 200 ألف حضروا لوداع الملكة الأم إليزابيث التي سجي جثمانها أمام العموم لثلاثة أيام.

يرتقب أن يكون الحشد أكبر هذه المرة خلال «جنازة القرن» وهي أول جنازة وطنية منذ عام 1965 - جنازة ونستون تشرشل - التي ستنظم الاثنين في 19 سبتمبر (أيلول) بحضور حوالي 500 شخصية أجنبية والعديد من أفراد العائلات المالكة. لكن لم تتم دعوة روسيا وبيلاروسيا وميانمار وكوريا الشمالية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.