لأنه الأهلي

مصطفى الآغا

إن كنت أحد محبي كرة القدم العربية والعالمية فبالتأكيد ستكون أجندتك مليئة بالمباريات الكبيرة في الدوريات الكبيرة أو البطولات العالمية والقارية ومن الصعب (أو لنقل من النادر) أن تتابع مباراة من دوري غير المحترفين أو الدرجة الممتازة في أي بلد مالم تنتمِ لهذا النادي.
ولكني يوم الاثنين تابعت مثلي مثل آلاف غيري مباراة الأهلي والخلود في دوري «يلو» (الدرجة الأولى السعودي) ولعل أجمل ما شاهدته هو الحضور الجماهيري الأهلاوي الذي أدمع عيون البعض على جمهور عاشق لوعته الخلافات الإدارية والتجاذبات بين محبي الراقي ولاعبيه ومدربه السابق هاسي واللاحق (.....) والتي «جلطت» قلوب البعض وهم يتحسرون على قلعة الكؤوس التي هوت للدرجة الأدنى لأول مرة في تاريخها الممتد ل85 سنة.
تخيلوا أن الفوز على الخلود هو الأول للأهلي على ملعبه منذ 15 شهراً، أي سنة وربع لأن وكان آخر فوز في الجوهرة كان يوم 14 مايو (أيار) 2021. حين انتصر على القادسية بهدف في الجولة الـ27 من النسخة قبل الماضية من دوري المحترفين وخلال الـ15 شهراً لعب ست مباريات خسر أربعاً منها وتعادل في اثنتين وحتى في دوري «يلو» لم يتمكن الأهلي من الفوز في أول مباراتين فتعادل في الافتتاحية مع القيصومة وخسر من الأخدود، وهو ما دفع بأعضاء شرفه ورؤسائه السابقين وكبار المحبين للاجتماع على قلب واحد دعماً للإدارة الجديدة ولم الشمل ومحاولة إصلاح الأخطاء التي حدثت والبناء عليها، وحسناً فعل بعضهم بعدم إلقاء اللوم على أحد وعدم تحميل إدارة ماجد النفيعي المسؤولية لأن همهم الأول هو الأهلي ومستقبله، ولن يستفيد أحد من العودة للوراء وإلقاء التهم وإن كان هناك مخالفات مالية مثلاً، فهناك جهات قانونية قادرة على التحقيق والمحاسبة.
ولأنه الأهلي لهذا لم أستغرب حجم المتابعة العربية لدوري الدرجة الأولى في السعودية فهذا النادي قدم للكرة السعودية والعربية والآسيوية أسماء كبيرة وأساطير وحقق الألقاب حتى حمل لقب (قلعة الكؤوس) وما حدث له كان درساً قاسياً جداً دفع بعض مشجعي الأهلي حياتهم ثمناً له ويجب أن يتكاتف الجميع كما فعلوا من أجل عودة سريعة إلى دوري الكبار ليس إلى حيث ينتمي الأهلي فقط، بل إلى حيث تنتسب كلمة الكبار له أيضاً.