مصر تحذر من استمرار نزاع «السد الإثيوبي»

أكدت أن الوضع الحالي يهدد مصالح شعوب المنطقة

شكري يلتقي مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي (وزارة الخارجية المصرية)
شكري يلتقي مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر تحذر من استمرار نزاع «السد الإثيوبي»

شكري يلتقي مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي (وزارة الخارجية المصرية)
شكري يلتقي مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي (وزارة الخارجية المصرية)

حذرت مصر من استمرار نزاع «سد النهضة»، الذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع دولتي المصب (مصر والسودان). وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن «بقاء الوضع الحالي من عنصر عدم استقرار يهدد مصالح شعوب المنطقة، ليس فقط الآن، ولكن للأجيال».
وتطالب كل من مصر والسودان، إثيوبيا، بأن توقف عمليات ملء السد، حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة حول المسألة وآليات تشغيل السد. لكنه ومنذ أبريل (نيسان) 2021 تجمدت المفاوضات بين الدول الثلاث، التي تجري برعاية الاتحاد الأفريقي، بعد فشلها في إحداث اختراق. الأمر الذي دعا مصر للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للاحتجاج، والمطالبة بالضغط على إثيوبيا عبر الشركاء الدوليين للقبول باتفاق يرضي جميع الأطراف.
واستقبل شكري، في القاهرة، اليوم (الأحد)، مبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة الخاصة للقرن الأفريقي هنا تيتي، في لقاء «تطرق إلى العديد من الملفات المهمة والقضايا المرتبطة بحالة السلم والأمن في المنطقة»، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري السفير أحمد أبو زيد.
وأوضح أبو زيد، في بيان، أن المناقشات «عكست حرص المسؤولة الأممية على الوقوف على رؤية مصر، وتقييمها للأوضاع في السودان وجنوب السودان وإثيوبيا والصومال وأمن البحر الأحمر، بالإضافة إلى ملف سد النهضة، وكيفية التعبير عن المصالح الأفريقية خلال قمة المناخ المقبلة».
وأعاد شكري التأكيد على «موقف مصر الثابت والمتمسك بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل حول سد النهضة في أقرب وقت ممكن»، نظراً لـ«ما يمثله بقاء الوضع الحالي من عنصر عدم استقرار يهدد مصالح شعوب المنطقة، ليس فقط الآن، ولكن للأجيال»، على حد قوله.
وأكد شكري لمبعوثة السكرتير العام «حرص مصر الدائم على دعم استقرار منطقة القرن الأفريقي باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي»، مستدلاً بذلك على «الإسهام المصري الكبير في عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية».
ونقل البيان المصري عن تيتي «حرصها على التعرف على رؤية وزير الخارجية المصري تجاه سبل حلحلة الأزمات السياسية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «مصر لديها خبرة واسعة وممتدة في دعم السلام والاستقرار في أفريقيا، واتصالات طيبة تؤهلها لتكون دوماً داعمة لمقاصد وأهداف الأمم المتحدة».
وقدم وزير الخارجية المصري عرضاً لجهود بلاده لدعم السودان وجنوب السودان لمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذا دورها في دعم الكوادر الصومالية والجنوب سودانية في مجالات متعددة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن شكري هنأ المبعوثة الأممية على توليها مهام منصبها، مشيراً إلى الأهمية الخاصة التي توليها مصر لمنطقة القرن الأفريقي باعتبارها امتداداً جيوستراتيجياً للأمن القومي المصري.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.