غادة عادل: فاتن حمامة علمتني الالتزام.. وفي رمضان سأتابع عادل إمام

تصف تجربتها في المسلسل الرمضاني «العهد» بالخيالية والغنية بالفانتازيا

غادة عادل
غادة عادل
TT

غادة عادل: فاتن حمامة علمتني الالتزام.. وفي رمضان سأتابع عادل إمام

غادة عادل
غادة عادل

قالت الممثلة المصرية غادة عادل إن شخصية سحر، التي تلعبها في المسلسل الرمضاني «العهد»، مليئة بأحداث درامية متلاحقة عاشت فيها تجربة جديدة في مشوارها التمثيلي.
وأضافت غادة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «القصة تدور في إطار الأساطير، وتتضمن الكثير من الخيال النابع من واقع نعيشه، كما فيها الكثير من الفانتازيا التي جعلتني أملك مساحة كبيرة من الأداء المنوّع والذي تختلط فيه الرومانسية والقسوة والبطولة وغيرها من المشاعر التي تنبع من الشر والخير معا». وأشارت الممثلة، التي حققت في مسلسل «سرايا عابدين» في دور شمس قادين نجاحا كبيرا، إلى أنها حين عرض عليها النص لم تتردد في الموافقة عليه لا سيما أن كاتبه هو أمين راضي، ومخرجه خالد مرعي، وهما صاحبا العملين الدراميين الشهيرين «نيران صديقة» و«الوصايا السبع».
ورأت غادة عادل أن دورها الذي تطلّب منها لعب شخصيتين إحداهما أنثوية والثانية ذكورية (بحيث تتحول إلى رجل للوصول إلى مآربها السلطوية) جعلها تعيش حالتين منفصلتين، وتطلب منها دورها الثاني أن تتقمّص شخصية مغايرة تماما عنها سواء بنبرة صوتها أو بمشيتها لتستطيع إقناع المشاهد الذي يعرف سلفا أنها امرأة. وقالت: «هي بصراحة تجربة لم أخضها في السابق للغرابة التي تحملها في طيّاتها، وهذا الأمر تلاءم وشغفي الحالي بالتمثيل، إذ صرت أفضل أداء الأدوار الصعبة التي تتطلّب مني تحدّيات عدة».
ويتناول مسلسل «العهد» قصة مواجهات تجري بين عدة أطراف للاستئثار بالحكم من قبل عائلات كبيرة تحكم ثلاث قرى (كفر القلعة والنسوان ونطاط الحيط). ويتمثّل هذا الصراع في الحصول على كتاب يكون بمثابة دستور له سطوة كبرى على أهالي تلك القرى، بما يعني أن الفائز به تؤول إليه مقاليد الحكم.
ولفتت الممثلة المصرية إلى أن الممثلين المشاركين في المسلسل أمثال صبا مبارك وآسر ياسين وشيرين رضا جعلوا العمل يتّسم بالأداء الشامل وبالتنفيذ التمثيلي على المستوى المطلوب. وتابعت: «أنا اليوم بحاجة إلى اكتساب أكبر قدر ممكن من التجارب التمثيلية التي تصقل مهنتي. كنت في الماضي أخاف من هذا النوع من الأعمال، ولكن منذ أن تعاونت مع المخرج محمد خان في فيلم (شقة مصر الجديدة) قررت ألا أخاف، وأن أتحدّى نفسي».
وعن سبب اعتذارها عن عدم القيام بدور شمس قادين في الجزء الثاني من «سرايا عابدين» قالت: «أول ما عرض هذا المسلسل هوجمت بشراسة من قبل أهل الصحافة والإعلام. فقد اعتبروه دورا لا يناسب الشخصية التي اعتادوني فيها في أدواري عامة. هذا الأمر أثّر في جدا لا سيما أن هذه الانتقادات دارت حول جرأة الدور. فاستسلمت للظروف التي منعتني من أن أقوم بأداء الدور في الجزء الثاني من المسلسل، واعتذرت لأنني كنت أريد أن أقوم بدوري الحقيقي كأمّ مع أفراد عائلتي. فأنا لا أحب أن أشغل نفسي بأكثر من عمل واحد في السنة، لأكون متفرّغة لأولادي باقي الأيام، وهذا ما حصل معي بالنسبة لمشاركتي في (سرايا عابدين 2)».
وعن المسلسلات التي تنوي متابعتها في موسم رمضان الحالي قالت: «سأكون من متابعي عدة مسلسلات، ويا ليتني أستطيع مشاهدتها جميعها، فهذا الموسم مزدحم بأعمال درامية جديدة عديدة. لكني بالتأكيد سأشاهد المسلسلات التي يقوم ببطولتها أحمد السقا وهو صديق عزيز لي، وكذلك تلك التي يمثّل فيها كل من نيللي كريم وكريم عبد العزيز، وسأتابع خصوصا الفنان عادل إمام الذي أعشق أداءه». وعن الخلطات العربية الرائجة في الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة ردّت بالقول: «هي خطوة جميلة جدا زادت من انتشار أسماء الممثلين في العالم العربي ككلّ، كما ألغت الحدود الفنية بينهم، وهذا الأمر يمكن تطبيقه على مسلسل (العهد)، كونه يتألف من خلطة من الممثلين العرب أمثال صبا مبارك وكندة علوش وغيرهما». وتضيف: «أنا أجدها في المقابل تشدّ المشاهد وتدفعه إلى التعرّف إلى مجموعة من الممثلين مرّة واحدة. فمن ناحيتي استمتعت بمتابعة أداء الممثلين عابد فهد وسيرين عبد النور وماجد المصري في مسلسل (لعبة الموت)، وكذلك الأمر بالنسبة لنادين نسيب نجيم فأنا أجدها رائعة في أدائها وشاهدتها في رمضان الماضي في مسلسل (لو) وأنوي مشاهدتها في رمضان الحالي بمسلسل (تشيللو)». وأضافت: «هذه الخلطات جعلتنا نهتمّ بالمسلسل ككلّ وليس ببطله فقط، فعندما تجدين تيم حسن وباسل خياط ويوسف الخال وغيرهم مجتمعين في عمل واحد فإنك تستمتعين بمتابعة العمل بأكمله وليس بجزء منه لأنه يدور حول واحد من نجومه فقط».
وعن الخبرة التي اكتسبتها من ممثلين عمالقة سبق أن تعاونت معهم، كالراحلة فاتن حمامة عندما مثّلت إلى جانبها في «وجه القمر»، قالت: «هؤلاء هم أساس مهنتنا والوقوف إلى جانبهم أو حتى متابعتهم وهم يقومون بأدوارهم يشكّل مدرسة بالنسبة لي ولأبناء جيلي وللممثلين الشباب عامة. ولعلّ الراحلة فاتن حمامة هي أكثر من تأثّرت بعملي إلى جانبها، فتعلّمت منها الحرفية والمواظبة على العمل في الأوقات والمواعيد المحددة له. فهي مثلا كانت أول من يصل إلى استوديوهات التصوير قبل باقي فريق العمل، فحين كنت ونيللي كريم نصلا متأخرتين أقلّه ساعة عن موعد التصوير، كنّا نتفاجأ بها خصوصا عندما نعلم أنها تحضر قبل ساعتين من الموعد. هذا الأمر الذي كان يشكّل لي عادة سيئة كوني لم أكن ألتزم بالمواعيد، اختلف تماما بعد معرفتي بها لأنها علّمتني أن الحضور والكاميرا وحفظ النص وما إلى هناك من عناصر تتداخل مع عملنا ويجب أن أحترمها بشكل كبير».
وعن مشاريعها المستقبلية الجديدة قالت: «حاليا أقوم بتصوير الحلقات الأخيرة من مسلسل (العهد)، وعندما أفرغ منه سأدرس إمكانية قيامي بعمل كوميدي، فأنا في غاية الحماس لتقديم عمل يدور في هذا الإطار، وأتمنى أن أحقق ذلك قريبا».
وعما تعني لها الشهرة وإذا كانت تعيشها في حياتها اليومية أجابت: «الشهرة جميلة، لكن لا يجب أن ندعها تسيطر على أسلوب حياتنا بعيدا عن الأضواء. ففي الماضي لم أعرف مواجهتها كما يجب، فكنت إذا ذهبت مع أولادي إلى السوبر ماركت مثلا أحاول التخفّي أو تجنّب رؤية الناس، وهذا الأمر كان يزعج أولادي فيتذمرون من أي مشروع أقوم به معهم. عندها قررت أن أتصرّف بعفوية تماما كأي شخص عادي، فتجاوزت الأمر وصرت حاليا أقوم باي شيء بطبيعية، ونجحت في إرضاء أبنائي».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».