أُسدل الستار على منافسات الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي للمحترفين دون أن تُصدر أي من إدارات الأندية قرارات متعلقة بإقالة المدربين، وذلك بالمقارنة بالموسم الماضي الذي شهد موجة إقالات مبكرة بدأت منذ الجولة الثانية.
وظاهرة إقالة المدربين هي أمر معتاد خاصة في منافسات الدوري السعودي للمحترفين الذي بالكاد يمر فيه موسم ويكمل فيه المدربون أعمالهم دون أن يتعرضون لأي هزات فنية تنتهي بفك الارتباط، مع وجود استثناءات لبعض الأندية كما حدث مع الفيحاء الذي استمر مع مدربه الصربي فوك رازوفيتش ونجح بقيادة الفريق لتحقيق مُنجز غير مسبوق في تاريخه وتوج بكأس الملك بعد فوزه على الهلال.
وإلى جوار الفيحاء فقد كان فريق ضمك حاضراً مع مدربه الكرواتي كرشيمر ريزتش منذ بداية الموسم وحتى نهايته، وحقق الفريق المركز الخامس وهو المركز الأفضل للنادي في تاريخ مشاركاته بالدوري السعودي للمحترفين، وكذلك بدأ فريق أبها الغريم التقليدي لضمك الذي استمر مع مدربه السلوفاكي مارتن سيفيلا طيلة الموسم.
نونو سانتوس (تصوير: علي خمج)
وفي الموسم الماضي أعلن التعاون إقالة مدربه البريطاني نيستور إل مايسترو بعد نهاية الجولة الثانية التي شهدت تعثره أمام الهلال بالخسارة وقبلها تعادله أمام الحزم لتقرر إدارة النادي حينها إقالة المدرب وتعيين البرتغالي غوميز الذي لم يكمل هو الآخر موسمه مع الفريق إذ تمت إقالته وتعيين الهولندي جون بروم الذي يكمل مسيرته كذلك إذ أعلنت الإدارة إقالته وتعيين الوطني محمد العبدلي في المباريات الأخيرة.
وكان الطائي في الموسم الماضي ثاني الأندية التي تعلن إقالة مدربيها إذا قررت بعد نهاية الجولة الثالثة إقالة التونسي محمد الكوكي بعد خسارته الثالثة أمام الفيحاء وقبلها ضمك والهلال، ليُعلن النادي تعيين الصربي زوران مانولوفيتش مدرباً للفريق قبل إقالته بعد جولات قصيرة ويتم التعاقد مع التشيلي لويس سييرا لقيادة الفريق حتى نهاية الموسم.
غارسيا (الشرق الأوسط)
إقالات المدربين ظاهرة لم تطل بوجهها بصورة مبكرة هذا الموسم فالنتائج الإيجابية التي حققتها غالبية الأندية حتى الآن تبدو مقنعة لصُناع القرار بالاستمرار على مدربيهم حتى فترة التوقف الدولية الأولى هذا الموسم والتي ستعقب منافسات الجولة الرابعة الأسبوع المقبل.
في النصر والاتحاد حضرت أسماء فنية تملك إرثاً مميزاً، مما يجعل صُناع القرار في الناديين الاقتناع بالمشروع الذي يستهدفه الفرنسي رودي غارسيا مدرب فريق النصر والبرتغالي نونو سانتو مدرب فريق الاتحاد، وإن لم يظهر الفريقان بصورة مقنعة حتى الآن، وخاصة النصر الذي فاز بصعوبة أمام الوحدة وخسر مباراته أمام التعاون في الجولة الثانية.
بالإضافة إلى استمرار عدد من الأسماء الفنية في قيادة فرقها مما يجعل التجانس أمراً إيجابياً لها، كما يحدث في الهلال إذ يحضر الأرجنتيني رامون دياز وفي ضمك المدرب الكرواتي كرشمير ريزتش وفي الاتفاق المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون وفي الفتح يحضر اليوناني دونيس وفي الفيحاء الصربي فوك رازوفيتش.
أما الأندية التي تحقق نتائج سلبية حتى الآن فيبدو أن الأداء الفني بدا مقنعاً لإدارات تلك الأندية، حيث خسر الخليج في مباراتين أمام الهلال وضمك قبل أن يتعادل مع العدالة ويتولى قيادة الفريق المدرب البرتغالي بيدرو إيمانويل، فيما يتولى التونسي يوسف المناعي تدريب فريق العدالة ويعيش الفريق معه استقراراً فنياً منذ منافسات دوري الدرجة الأولى ورغم الخسارة أمام الاتحاد والطائي في الجولتين الأولى والثانية وتعادله أمام الخليج فإن المناعي يبدو مقنعاً لإدارة النادي.
ويتطلع الفيحاء لتجاوز الإحباط الذي بدأ عليه حامل لقب بطولة كأس الملك بعد خسارته في الجولتين الأولى والثانية، إلا أن الصربي فوك رازوفيتش كان أحد الأسماء اللامعة في الموسم الماضي ويسعى لاستعادة عافيته مجدداً.
أما فريق الباطن الذي لم يحقق أي نقطة حتى الآن فيبدو حالة استثنائية خاصة أن الفريق تعرض لصدمة فنية كبيرة بعد فشله في الحصول على شهادة الكفاءة المالية التي حالت دون قيده للاعبين الجُدد الذي تم التعاقد معهم، حيث دخل منافسات الدور الأول بالثنائي الأجنبي الأوروغواياني مارتن كامبانيا حارس المرمى والمدافع البرازيلي ماوريسيو أنطونيو.
ويتولى قيادة الباطن فنياً الكرواتي ألين هورفات الذي حضر في مهمة إنقاذ في منافسات الموسم الماضي ونجح بقيادة الفريق لضمان البقاء بين فرق المحترفين، ويتطلع هورفات لتجاوز الأزمة المحبطة له ولفريقه بعد استقبال شباكه 11 هدفاً وخسارته في ثلاثة لقاءات وعدم قدرته على تسجيل أي هدف.
فوك رازوفيتش (تصوير: علي الظاهري)
وتأتي فترات الإيقاف الطويلة هذا الموسم بمثابة فرصة للأندية لاتخاذ القرارات التصحيحية في حال تطلب الأمر ذلك، حيث ستدخل المنافسة بعد الجولة المقبلة فترة توقف أولى تمتد قرابة أسبوعين لخوض المنتخب السعودي مباريات ودية خلال أيام الفيفا الدولية.
وبعد التوقف الأول ستخوض الفرق أربع مباريات أخرى على أن تدخل المنافسة فترة التوقف الأطول هذا الموسم والتي تمتد قرابة شهرين، وذلك لخوض المنتخب السعودي منافسات كأس العالم وقبلها فترة الإعداد النهائية للمونديال.
وجود فترة شهرين بعد الجولة الثامنة يأتي بمثابة فرصة التوقف والتقاط الأنفاس للأندية التي ستظهر بصورة فنية متواضعة مما يساعدها في اتخاذ العديد من القرارات التصحيحية، خاصة أن الفترة ستكون كافية تماماً وبمثابة الإعداد لموسم جديد.
يجدر بالذكر أن ثلاث عشرة فريقاً قرروا في الموسم الماضي إجراءات تغييرات فنية خلال الموسم، بدأ بفريق الهلال حامل الألقاب والحاصل على نصيب الأسد من بطولات الموسم الماضي، إذ أعلن إقالة البرتغالي ليوناردو جارديم وتعيين دياز بديلاً له، أما الاتحاد فقد قرر إقالة البرازيلي فابيو كاريلي وتعيين الروماني كوزمين كونترا.
وفي النصر حضرت ثلاث أسماء تدريبية «مانو مينيز والبرتغالي بيدرو إيمانويل ثم الأرجنتيني ميغيل روسو، أما الشباب فقد بدأ موسمه مع البرازيلي شاموسكا قبل أن يحضر الروماني سوموديكا، وتعاقب على تدريب الطائي ثلاثة مدربين هم محمد الكوكي وزوران مانولوفيتش والتشيلي سييرا، أما الرائد فتولى قيادته بابلو ماشين ثم جواوو بيدرو وأخيراً الوطني يوسف الغدير.
وبدأ الفتح موسمه مع البلجيكي يانيك فيريرا قبل أن يتعاقد مع اليوناني دونيس، وعانى التعاون من مرور أربعة أسماء تدريبية عليه في الموسم الماضي، وقاد الاتفاق كذلك ثلاثة مدربين هم الوطني خالد العطوي والصربي فلادان والفرنسي كارتيرون، وحضر في الباطن اسمان هما الصربي نينادا لالاتوفيتش ثم الكرواتي هورفات.
أما الفرق الهابطة، فقد نالها نصيب الأسد من التغيير، حيث أشرف على الفيصلي ثلاثة مدربين هم الإيطالي تيرميزاني ودانيل راموس ثم مارينوس أوزونيديس، وتولى قيادة الأهلي الألباني هاسي ثم الأورغواياني سيبولدي، أما فريق الحزم فقد تولى قيادته كل من هيلدر كوستا ثم الروماني جالكا وأخيراً الهولندي رويل كومانس.