أثارت التصريحات الأخيرة لعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال استقباله في طهران المتحدث باسم الميليشيات الحوثية محمد عبدالسلام فليتة غضبا يمنيا على المستوى الرسمي والشعبي، لجهة تأكيدها على السعي للسيطرة على اليمن وسلخه من محيطه العربي وتحويله إلى أداة لخدمة أجندة إيران.
وفي حين أكد ناشطون سياسيون يمنيون أن تصريحات ولايتي تعني إصرار إيران على دعم الإرهاب الحوثي والحيلولة دون استقرار اليمن والمنطقة، وصفها وزير الإعلام اليمني بالتصريحات «الاستفزازية».
وكان المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد فليتة ظهر في لقاء مع ولايتي عقب زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى طهران بحثا عن مساندة إيرانية لخطته الرامية إلى توسيع الهدنة اليمنية.
وامتدح المسؤول الإيراني الرفيع في تصريحاته تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في منطقة باب المندب حيث جنوب البحر الأحمر، وحضهم على الاستمرار في الأعمال العدائية المزعزعة للسلام التي زعم أنها تستهدف الولايات المتحدة.
ووصف وزير الإعلام اليمني تلك التصريحات بأنها «تؤكد من جديد التدخلات السافرة التي يمارسها نظام طهران في الشأن اليمني وانتهاكه مبدأ السيادة الوطنية، واستخدامه الحوثيين أداة لتقويض الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وابتزاز المجتمع الدولي».
وقال الإرياني إن لقاء علي ولايتي بقيادات في ميليشيا الحوثي الإرهابية، وإقراره بتقديم إيران الدعم للحوثيين وأطماعها في باب المندب الاستراتيجي، بالتزامن مع تصعيد الميليشيا الحوثية ممارساتها التخريبية للهدنة الأممية، ورفضها تنفيذ بنودها، يكشف الدور الإيراني التخريبي في اليمن، ومسئوليتها عن تقويض جهود التهدئة».
وطالب وزير الإعلام اليمني، «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن القيام بمسؤولياتها التي تنص عليها القوانين والمواثيق الدولية، وممارسة ضغوط حقيقية لإجبار نظام طهران على وقف تدخلاته في الشأن اليمني، وسياساته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، والتي تهدد الأمن والسلم العالمي».
يشار إلى أن إيران، إضافة إلى سوريا هما البلدان الوحيدان في العالم اللذان يحتضنان ممثلين للميليشيات الحوثية بوصفهما سفيرين لليمن، فيما تحتضن لبنان الأذرع الإعلامية للجماعة برعاية من «حزب الله» اللبناني الذي يتولى أيضا عمليات التدريب والتأهيل لعناصر الميليشيات.
وكان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، أشار إلى إن إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة العربية لا تزال تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي.
وقال بن مبارك «ما زالت إيران تمارس خرقا سافرا للقانون الدولي، وتمارس تدخلا في الشأن اليمني من خلال دعمها المستمر للميليشيات الحوثية والظاهر للعيان في تهريب السلاح والمخدرات من خلال سفن وقوارب إيرانية تم ضبطها في البحار الإقليمية المجاورة لبلادنا».
وأضاف «في الأشهر الثمانية عشرة الماضية، تمكنت الولايات المتحدة والحلفاء من ضبط مخدرات تعادل قيمتها السوقية 700 مليون دولار وضبط نحو 9 آلاف قطعة سلاح في عام 2021، ما يعادل ثلاثة أضعاف ما تم ضبطه في 2020، و غالبية الأسلحة التي تتم مصادرتها تم ضبطها على ممرات مستخدمة للتهريب من إيران وفق ما تمّ توثيقه».
ولم ينس وزير الخارجية اليمني أن يدعو الدول العربية «إلى عدم التعامل مع هذه الجماعة الانقلابية الحوثية بشكل أحادي تحت أي اسم» وطالب الجمهورية اللبنانية بترحيل من وصفها بـ«قنوات التحريض والتطرف التابعة للميليشيا إلى خارج لبنان» في إشارة إلى قنوات فضائية تابعة للحوثيين في مقدمها قناة «المسيرة» وهي الذراع الإعلامية الأبرز للجماعة.
ولفت بن مبارك إلى أنه «سبق أن أكد في الاجتماع التشاوري في بيروت على هذا الأمر وأن الحكومة اليمنية لا تفهم أن تكون هناك قنوات تحث على الكراهية وتجند الشباب والأطفال للقتال وتضر بالعلاقات العربية وليس اليمن فقط، بل تضر بلبنان أولاً وبعلاقاته بمحيطه العربي».
تنديد يمني بتصريحات مسؤول إيراني تحض على مزيد من الإرهاب الحوثي
تنديد يمني بتصريحات مسؤول إيراني تحض على مزيد من الإرهاب الحوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة