أهالي المحافظة: مدننا تسكنها الأشباح.. وعاداتنا تغيرت

الأنبار تستقبل رمضان في ظل «داعش»

أهالي المحافظة: مدننا تسكنها الأشباح.. وعاداتنا تغيرت
TT

أهالي المحافظة: مدننا تسكنها الأشباح.. وعاداتنا تغيرت

أهالي المحافظة: مدننا تسكنها الأشباح.. وعاداتنا تغيرت

تدشن غالبية مدن محافظة الأنبار شهر رمضان تحت ظل سيطرة تنظيم داعش الذي فرض كثيرًا من التغييرات من باب الطقوس الدينية والعادات والتقاليد التي يمارسها سكان الأنبار في هذا الشهر الفضيل. «الشرق الأوسط» استعرضت آراء سكان محليين في المحافظة، كما رصدت أهم المتغيرات التي فرضها تنظيم داعش على حياة الناس في رمضان.
السيدة أنعام محمد (50 عامًا) من سكان مدينة الرمادي، قالت: «هذه المرة الأولى التي نعيش أجواء رمضان المبارك تحت سلطة تنظيم داعش، وليس هناك أي مظهر من مظاهر قدوم الشهر الفضيل حيث كانت تتزين الشوارع والمساجد بالزينة والأعلام والإنارة وتكتظ الأسواق بالمتبضعين ويتزاور الناس فيما بينهم وتزداد الدعوات للإفطار في بيوت الأقارب والأصدقاء، واليوم اختفت كل هذه المظاهر بعد شح المواد الغذائية وأسعارها الخيالية وفقدان الجار الذي غيبه المسلحون».
وأضافت محمد: «مدننا اليوم كأنها مدن أشباح وأبوابنا مقفولة خشية الظهور أمام مسلحي تنظيم داعش، ومنع عنا الكثير من العادات والتقاليد، وهمنا الأكبر هو حال أهلنا من النازحين الذين يعيشون حياة قاسية بعيدًا عن الجار والدار».
ويقول الحاج حميد إبراهيم (67 عامًا) من سكان مدينة الرمادي: «اليوم تغير الحال بشكل جذري بعد سيطرة مسلحي تنظيم داعش على مدننا، فرغم رحيل معظم أحبتنا وجيراننا بعد دخول (داعش) إلى مدينة الرمادي، فقد فرض التنظيم على البقية الباقية من أهالي المدينة، إجراءات لم نسمع بها أو نشاهدها من قبل، حيث منعوا كثيرًا من الطقوس التي كنا نمارسها في الشهر الفضيل؛ فمثلاً: منعوا خروج المرأة من بيتها إلى الأسواق خلال شهر رمضان، حتى وإن كانت مع محرم من أهلها، ومنعوا توزيع إمساكية شهر رمضان بحجة أنها بدعة وفرضوا عقوبات رادعة بحق من يتعامل بها، وكذلك منعوا من الإجهار والصلاة على النبي الكريم بعد الآذان، حيث اعتدنا على سماع المؤذن في المسجد أن يصلي على الرسول الكريم عقب كل وقت للآذان، وهناك إجراءات كثيرة منعوا الأهالي من ممارستها».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.