إليزابيث الثانية... ملكة بريطانيا التي عاصرت عشرات الملوك والرؤساء العرب

زارت 13 دولة عربية بينها السعودية... ومصر غابت عن القائمة

الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بصحبة الملكة إليزابيث خلال زيارتها للرياض عام 1979 (صحيفة التليغراف البريطانية)
الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بصحبة الملكة إليزابيث خلال زيارتها للرياض عام 1979 (صحيفة التليغراف البريطانية)
TT

إليزابيث الثانية... ملكة بريطانيا التي عاصرت عشرات الملوك والرؤساء العرب

الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بصحبة الملكة إليزابيث خلال زيارتها للرياض عام 1979 (صحيفة التليغراف البريطانية)
الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بصحبة الملكة إليزابيث خلال زيارتها للرياض عام 1979 (صحيفة التليغراف البريطانية)

على مدار 70 عاماً، هي فترة حكم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، التي رحلت عن عالمنا الخميس، عاصرت الملكة عشرات الملوك والحكام العرب، وزارت نحو 13 دولة عربية، بينها المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات. واحتفظت طوال هذه السنوات بعلاقات وصفت بـ«القوية»، مع الأسرة الملكية الحاكمة في المنطقة العربية. ورغم غياب مصر عن قائمة زياراتها الملكة الخارجية، فإنه على ما يبدو أنها فوضت هذه المهمة إلى نجلها، الذي ورث عنها عرش بريطانيا الملك تشارلز الثالث، والذي زار مصر 3 مرات حتى الآن.
بدأت زيارات الملكة للمنطقة العربية عام 1954، بعد نحو عامين من توليها العرش، بزيارة مدينة عدن في اليمن، وكانت وقتها إحدى المستعمرات البريطانية، ولم تكن الزيارة التي استغرقت يوماً واحداً «رسمية». وإن وثقها مؤرخون من اليمن. ويقول بعض المؤرخين إن الملكة توجهت في نفس العام من اليمن في زيارة سريعة إلى طبرق في ليبيا، لكن زيارة ليبيا لم ترد في تقرير أعدته صحيفة تليغراف البريطانية، مؤخراً، معتمدة على بيانات من قصر باكينجهام، حول رحلات الملكة الخارجية، قالت فيه إن «الملكة غطت خلال فترة حكمها أكثر من مليون ميل، وزارت 117 دولة حول العالم».
ووثق تقرير تليغراف عدة زيارات خارجية للملكة إلى المنطقة العربية، ففي الستينات من القرن الماضي زارت السودان، وعام 1979 قامت بجولة خليجية شملت كلاً من السعودية، والكويت، والبحرين، والإمارات، وعُمان، وقطر، وعام 1980 زارت تونس والمغرب والجزائر، بينما زارت الأردن عام 1984، وعام 2010 قامت الملكة الراحلة بجولة خليجية شملت عمان والإمارات.
الدكتور عبد المنعم سعيد، الخبير السياسي، عضو مجلس الشيوخ المصري، أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الملكة كان لها علاقات قوية مع الأسر الملكية في المنطقة العربية، خصوصاً الأسرة الهاشمية، وارتبطت زياراتها لدول المنطقة بأوقات هادئة، وفترات كانت تريد فيها المملكة التقرب من بيوت الحكم العربية، وبناء الجسور معها». مشيراً إلى أن «الملكة لم يكن لها مواقف سياسية من الأزمات في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لا دعماً ولا تشجيعاً، وذلك لطبيعة النظام السياسي البريطاني الذي يضع مثل هذه المواقف ضمن مسؤوليات رئيس الوزراء، في حين يكون دور الملكة التحرك لتحقيق تقارب مع بعض الدول التي تشغل المملكة المتحدة».

ملكة بريطانيا خلال زيارتها للإمارات (وام)

سمير تكلا، مؤسس ومدير المجموعة البريطانية - المصرية، تحدث لـ«الشرق الأوسط» هاتفياً من لندن، عن لقاءاته بالملكة، وقال إنه «التقى بها مرتين، وكلتاهما خلال لقائها وسلطان عُمان، الأولى كانت عام 1979 حيث شاركت في ترتيب زيارة الملكة لمسقط، والثانية كانت في لندن عام 1984، حيث كنت ضمن الوفد المرافق للسلطان العُماني في زيارته للندن». ووصف تكلا العلاقات المصرية - البريطانية بـ«الدفء»، مشيراً إلى أن «الملك تشارلز زار مصر أكثر من مرة، كانت إحداها رحلة شعر العسل بعد زواجه من الأميرة الراحلة ديانا».
ولم تتضمن جولات الملكة الخارجية زيارة إلى مصر، لكن نجلها الملك تشارلز زارها 3 مرات كان آخرها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، برفقة زوجته كاميلا، حيث التقى والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكانت الزيارة الأولى لتشارلز عام 1981 بصحبة الأميرة ديانا، بعد أيام من زواجهما، أما الزيارة الثانية فكانت عام 2006 في إطار جولة شملت السعودية ومصر والهند تهدف لـ«لتعزيز التسامح بين الأديان».
حول أسباب عدم زيارة الملكة إليزابيث الثانية لمصر، طوال فترة حكمها يقول سعيد إن «معظم زيارات الملكة الخارجية كانت تتم في أوقات الهدوء، وكون مصر في قلب منطقة مليئة بالصراعات، ربما كان سبباً في عدم حدوث زيارة رسمية، وإن كان الأمر قد ترك للملك تشارلز الذي زار مصر 3 مرات»، مشيراً إلى أنه «التقى تشارلز في واحدة من زياراته للقاهرة، وكان منفتحاً على الإسلام في وقت ساد فيه القلق من الإسلاموفوبيا».
بطبيعة طول فترة حكمها عاصرت الملكة عدداً كبيراً من الملوك والرؤساء العرب، حيث عاصرت جميع ملوك السعودية بدءاً من الملك عبد العزيز آل سعود، وحتى الملك سلمان بن عبد العزيز. كما عايشت 3 رؤساء لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى الرئيس الحالي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وعاصرت حكام مصر منذ الملك فاروق الأول، مروراً بالرؤساء محمد نجيب، وحتى الرئيس السيسي.
كما عاصرت 3 ملوك للأردن من الملك طلال بن عبد الله، وحتى الملك الحالي عبد الله الثاني، ورئيسين للسلطة الفلسطينية هما ياسر عرفات والحالي محمود عباس. و6 أمراء للكويت، و3 سلاطين لعمان، و5 حكام لقطر، و3 ملوك للبحرين. وجميع رؤساء تونس منذ إعلان الجمهورية عام 1957. و6 رؤساء جمهورية، و4 رؤساء دولة للجزائر منذ أحمد بن بلة عام 1962، وصولاً للرئيس الحالي عبد المجيد تبون. و3 ملوك للمغرب من الملك محمد الخامس، وحتى الملك الحالي محمد السادس. و13 رئيساً للبنان، و14 رئيساً لسوريا. كما عاصرت الملك فيصل الثاني في العراق، وجميع رؤساء الجمهورية حتى الرئيس الحالي برهم صالح.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.