غروندبرغ يلتقي العليمي في الرياض عشية اجتماع مجلس الأمن

تعنت حوثي... وتعويل أممي على دور إيراني في توسيع الهدنة اليمنية

جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
TT

غروندبرغ يلتقي العليمي في الرياض عشية اجتماع مجلس الأمن

جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)

وسط تعنت الميليشيات الحوثية لجهة عدم تنفيذ التزامات الهدنة الإنسانية والعسكرية اليمنية القائمة، التقى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ (الأربعاء) في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وسط آمال أممية في التوصل إلى اتفاق لتوسيع الهدنة وتثبيتها، وذلك عشية اجتماع مجدول لمجلس الأمن الدولي لمتابعة تطورات الوضع اليمني.
وعلى خلفية التعنت الحوثي، كان غروندبرغ أنهى في الخامس من الشهر الحالي زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران أملاً في أن يجد ضغطاً إيرانياً على الميليشيات الحوثية للقبول بخطته لتوسيع الهدنة وتنفيذ التزامات الجماعة، خاصة ما يتعلق بإنهاء حصار تعز ووقف التصعيد العسكري.
ومن حيث المبدأ، لا تمانع الحكومة اليمنية، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، توسيع الهدنة وتثبيتها، إلا أن ملف المعابر في تعز وفتح الطرقات لا يزال يشكل عائقاً أمام الانتقال إلى مرحلة أخرى من النقاشات حول الملفين الأمني والاقتصادي؛ حيث رفضت الجماعة الانقلابية أكثر من مقترح للمبعوث لتخفيف الحصار على المدينة بموجب الهدنة السارية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال المبعوث الأممي بعد عودته منن طهران إنه التقى «وزير الخارجية وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين»، وإن المناقشات «ركّزت على الجهود المبذولة لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن والديناميات الإقليمية الحالية».
ومع عدم إفصاح غروندبرغ عن تفاصيل هذه النقاشات في طهران، كانت العاصمة السعودية الرياض قد شهدت خلال الأيام الماضية زخماً دبلوماسياً أوروبياً وأميركياً لإسناد جهود المبعوث وإقناع الشرعية بخطته لتوسيع الهدنة.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي استقبل غروندبرغ «للبحث في مستجدات جهود السلام، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية في البلاد». وأكد له «التزام مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بخيار السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216».
ونقلت وكالة سبأ أن العليمي أعاد التذكير «بالمبادرات المستمرة التي يقدمها المجلس والحكومة، وتحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، رغم تعنت الميليشيات الحوثية إزاء هذه المبادرات على مدى السنوات الثماني الماضية».
وأشار رئيس مجلس القيادة اليمني إلى «خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الجارية، ودأبها على اختلاق الذرائع، التي كان آخرها منع سفن الوقود من الوصول إلى موانئ الحديدة، وإنعاش السوق السوداء، دون الاكتراث لمعاناة المواطنين». وجدد العليمي التأكيد على «عدم وجود أي إجراءات من جانب الحكومة، لمنع وصول هذه السفن والشحنات التجارية إلى وجهتها المحددة، بموجب اتفاق الهدنة، وحرصها على تفويت فرصة الميليشيات لابتزاز المجتمع الدولي».
وبحسب وكالة سبأ، قال العليمي إنه يأمل «من المجتمع الدولي ممارسة مزيد الضغوط لدفع الميليشيات نحو التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح إيران التوسعية».
إلى ذلك، أكد استمرار دعم المجلس لجهود المبعوث «من أجل تثبيت الهدنة، وإلزام الميليشيات بتنفيذ تعهداتها المتعلقة بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة».
وفي حين يرتقب أن يحيط المبعوث الأممي (الخميس) مجلس الأمن الدولي بآخر التطورات ضمن مساعيه في اليمن، كانت الميليشيات الحوثية أكدت أنها لن تنهي حصار تعز، قبل الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة.
وفي وقت سابق، دعا العليمي «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء خروق وانتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، ووضع حد لمشروعها التدميري المتعلق بزراعة الألغام والمتفجرات المحرمة دولياً، وتهديد خطوط الملاحة الدولية».
وجاءت دعوة رئيس مجلس القيادة اليمني بعد أن نظمت الميليشيات الحوثية عرضاً عسكرياً غير مسبوق في مدينة الحديدة (غرب) شمل حشد أكثر من 15 ألف مسلح واستعراض صواريخ وألغام بحرية متنوعة، انتهاكاً منها لاتفاق إستوكهولم، وسعياً إلى استعراض القوة وابتزاز المجتمع الدولي وتخويف الداخل المحلي.
يشار إلى أن خطة المبعوث الأممي لتوسيع الهدنة اليمنية، كما أعلنها من 4 عناصر، تشمل الاتفاق على آلية شفّافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين، وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى، وإضافة مزيد من الوجهات من مطار صنعاء الدولي وإليه، وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».