غروندبرغ يلتقي العليمي في الرياض عشية اجتماع مجلس الأمن

تعنت حوثي... وتعويل أممي على دور إيراني في توسيع الهدنة اليمنية

جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
TT
20

غروندبرغ يلتقي العليمي في الرياض عشية اجتماع مجلس الأمن

جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)
جانب من لقاء جمع الدكتور رشاد العليمي مع المبعوث الأممي في الرياض الأربعاء (سبأ)

وسط تعنت الميليشيات الحوثية لجهة عدم تنفيذ التزامات الهدنة الإنسانية والعسكرية اليمنية القائمة، التقى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ (الأربعاء) في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وسط آمال أممية في التوصل إلى اتفاق لتوسيع الهدنة وتثبيتها، وذلك عشية اجتماع مجدول لمجلس الأمن الدولي لمتابعة تطورات الوضع اليمني.
وعلى خلفية التعنت الحوثي، كان غروندبرغ أنهى في الخامس من الشهر الحالي زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران أملاً في أن يجد ضغطاً إيرانياً على الميليشيات الحوثية للقبول بخطته لتوسيع الهدنة وتنفيذ التزامات الجماعة، خاصة ما يتعلق بإنهاء حصار تعز ووقف التصعيد العسكري.
ومن حيث المبدأ، لا تمانع الحكومة اليمنية، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، توسيع الهدنة وتثبيتها، إلا أن ملف المعابر في تعز وفتح الطرقات لا يزال يشكل عائقاً أمام الانتقال إلى مرحلة أخرى من النقاشات حول الملفين الأمني والاقتصادي؛ حيث رفضت الجماعة الانقلابية أكثر من مقترح للمبعوث لتخفيف الحصار على المدينة بموجب الهدنة السارية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال المبعوث الأممي بعد عودته منن طهران إنه التقى «وزير الخارجية وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين»، وإن المناقشات «ركّزت على الجهود المبذولة لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن والديناميات الإقليمية الحالية».
ومع عدم إفصاح غروندبرغ عن تفاصيل هذه النقاشات في طهران، كانت العاصمة السعودية الرياض قد شهدت خلال الأيام الماضية زخماً دبلوماسياً أوروبياً وأميركياً لإسناد جهود المبعوث وإقناع الشرعية بخطته لتوسيع الهدنة.
وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي استقبل غروندبرغ «للبحث في مستجدات جهود السلام، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية في البلاد». وأكد له «التزام مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بخيار السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216».
ونقلت وكالة سبأ أن العليمي أعاد التذكير «بالمبادرات المستمرة التي يقدمها المجلس والحكومة، وتحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، رغم تعنت الميليشيات الحوثية إزاء هذه المبادرات على مدى السنوات الثماني الماضية».
وأشار رئيس مجلس القيادة اليمني إلى «خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الجارية، ودأبها على اختلاق الذرائع، التي كان آخرها منع سفن الوقود من الوصول إلى موانئ الحديدة، وإنعاش السوق السوداء، دون الاكتراث لمعاناة المواطنين». وجدد العليمي التأكيد على «عدم وجود أي إجراءات من جانب الحكومة، لمنع وصول هذه السفن والشحنات التجارية إلى وجهتها المحددة، بموجب اتفاق الهدنة، وحرصها على تفويت فرصة الميليشيات لابتزاز المجتمع الدولي».
وبحسب وكالة سبأ، قال العليمي إنه يأمل «من المجتمع الدولي ممارسة مزيد الضغوط لدفع الميليشيات نحو التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح إيران التوسعية».
إلى ذلك، أكد استمرار دعم المجلس لجهود المبعوث «من أجل تثبيت الهدنة، وإلزام الميليشيات بتنفيذ تعهداتها المتعلقة بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات موانئ الحديدة».
وفي حين يرتقب أن يحيط المبعوث الأممي (الخميس) مجلس الأمن الدولي بآخر التطورات ضمن مساعيه في اليمن، كانت الميليشيات الحوثية أكدت أنها لن تنهي حصار تعز، قبل الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة.
وفي وقت سابق، دعا العليمي «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء خروق وانتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، ووضع حد لمشروعها التدميري المتعلق بزراعة الألغام والمتفجرات المحرمة دولياً، وتهديد خطوط الملاحة الدولية».
وجاءت دعوة رئيس مجلس القيادة اليمني بعد أن نظمت الميليشيات الحوثية عرضاً عسكرياً غير مسبوق في مدينة الحديدة (غرب) شمل حشد أكثر من 15 ألف مسلح واستعراض صواريخ وألغام بحرية متنوعة، انتهاكاً منها لاتفاق إستوكهولم، وسعياً إلى استعراض القوة وابتزاز المجتمع الدولي وتخويف الداخل المحلي.
يشار إلى أن خطة المبعوث الأممي لتوسيع الهدنة اليمنية، كما أعلنها من 4 عناصر، تشمل الاتفاق على آلية شفّافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين، وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى، وإضافة مزيد من الوجهات من مطار صنعاء الدولي وإليه، وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.