الاقتصاد السعودي غير النفطي لأعلى مستوى منذ أكتوبر 2021

السيطرة على ضغوط التضخم للشهر الثاني على التوالي

استمرار السعودية في تسهيل أعمال القطاع الخاص يرفع من حجم الإيرادات غير النفطية (الشرق الأوسط)
استمرار السعودية في تسهيل أعمال القطاع الخاص يرفع من حجم الإيرادات غير النفطية (الشرق الأوسط)
TT

الاقتصاد السعودي غير النفطي لأعلى مستوى منذ أكتوبر 2021

استمرار السعودية في تسهيل أعمال القطاع الخاص يرفع من حجم الإيرادات غير النفطية (الشرق الأوسط)
استمرار السعودية في تسهيل أعمال القطاع الخاص يرفع من حجم الإيرادات غير النفطية (الشرق الأوسط)

نما الاقتصاد السعودي غير النفطي في أغسطس (آب) الماضي لأعلى مستوى له في 10 أشهر؛ حيث أدى انعكاس ظروف الطلب إلى تحسن الأعمال الجديدة والنشاط التجاري في البلاد.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات (بي إم أي) من «غلوبال إس أند بي»، فقد أدى الانتعاش إلى ارتفاع حاد بشكل خاص في المشتريات بمعدل هو الأسرع منذ 7 أعوام، بالإضافة إلى زيادة حجم المخزون وخلق فرص العمل، في حين تراجعت الضغوط التضخمية للتكلفة للشهر الثاني على التوالي، ما أدى إلى أدنى ارتفاع في أسعار الإنتاج منذ فبراير (شباط) من العام الحالي.
وسجل المؤشر الخاص بالسعودية المعدل موسمياً 57.7 نقطة في أغسطس المنصرم، بعد أن كان 56.3 نقطة في يوليو (تموز) من العام ذاته، وبهذا يصل إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وارتفع المؤشر فوق متوسط السلسلة البالغ 56.8 نقطة، مدعوماً بتسارع نمو الإنتاج والطلبات الجديدة ومخزون المشتريات.
وطبقاً للمؤشر، فقد واصل الإنتاج غير المنتج للنفط في السعودية نموه بمعدل ملحوظ في منتصف الربع الثالث من العام، وتسارعت وتيرة النمو عن الشهر السابق، لتشير الأدلة المنقولة من الشركات المشاركة في الدراسة إلى أن الإنتاج قد زاد بشكل رئيسي بسبب ارتفاع تدفقات الأعمال الجديدة التي بدورها كانت مدعومة بتحسن ظروف الطلب.
وكان الارتفاع الأخير في أحجام الطلبات الجديدة هو الأسرع منذ عشرة أشهر، في ظل تقارير تفيد بتعافي الطلب من العملاء، وقد ساعد ذلك الزيادة على حدوث نمو قوي آخر في طلبات التصدير الجديدة، وإن كانت أقل من مستوى يوليو الأعلى في 8 أشهر.
وأفصح المؤشر عن ارتفاع حجم الأعمال الجديدة بأسرع معدل بين شركات البيع بالجملة والتجزئة، وكانت هناك توسعات في قطاعات التصنيع والإنشاءات والخدمات.
وأدى التحسن المستمر في النشاط غير المنتج للنفط إلى قيام الشركات بزيادة مشترياتها من مستلزمات الإنتاج في أغسطس، وتسارع معدل نمو المشتريات إلى أعلى مستوياته في 7 أعوام؛ حيث سعت الشركات إلى تلبية الطلب الحالي والاحتفاظ بمخزون إضافي تحسباً للمزيد من نمو المبيعات.
وذكر المؤشر أنه رغم الطلب المتزايد على مستلزمات الإنتاج، وجد كثير من الشركات أن الموردين تمكنوا من التسليم بشكل أسرع.
وقال ديفيد أوين، الباحث الاقتصادي في «غلوبال إس أند بي»، إن المؤشر يظهر زيادة المرونة في الاقتصاد السعودي غير النفطي خلال أغسطس السابق؛ حيث استمر النشاط التجاري والمبيعات في الارتفاع بشكل حاد على الرغم من تقارير تفيد بتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، مدفوعاً بتحسين طلب العملاء وزيادة الصادرات والانتعاش الواسع في الظروف الاقتصادية منذ الجائحة.
وواصل ديفيد أوين أن الشركات استفادت من انخفاض طفيف في ضغوط أسعار مستلزمات الإنتاج، ما سمح لبعضها بخفض أسعار الإنتاج في محاولة لزيادة المبيعات.
من جانب آخر، ارتفع المؤشر المعدل موسمياً الذي يعطي نظرة عامة على أوضاع التشغيل في اقتصاد القطاع الخاص غير النفطي الإماراتي، من 55.4 نقطة في يوليو إلى 56.7 نقطة في أغسطس الفائت.
وسجل المؤشر الخاص بمصر زيادة في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط من 46.4 نقطة في يوليو إلى 47.6 في أغسطس، في حين أشارت القراءة إلى بوادر مبدئية للتحسن في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني، لتسجل 50 نقطة مرتفعاً إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 9 أعوام.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

«بي بي» البريطانية و«إكس آر جي» الإماراتية تعلنان استكمال تأسيس «أركيوس للطاقة»

«أركيوس للطاقة» ستُركز على تطوير أصول الغاز الإقليمية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة (الشرق الأوسط)
«أركيوس للطاقة» ستُركز على تطوير أصول الغاز الإقليمية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة (الشرق الأوسط)
TT

«بي بي» البريطانية و«إكس آر جي» الإماراتية تعلنان استكمال تأسيس «أركيوس للطاقة»

«أركيوس للطاقة» ستُركز على تطوير أصول الغاز الإقليمية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة (الشرق الأوسط)
«أركيوس للطاقة» ستُركز على تطوير أصول الغاز الإقليمية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة (الشرق الأوسط)

أعلنت «بي بي BP» البريطانية و«XRG» الإماراتية اليوم عن استكمال تأسيس الشركة الجديدة «أركيوس للطاقة»، وهي عبارة عن منصة الغاز الطبيعي الإقليمية، والتي تعد مشروعاً مشتركاً تمتلك فيه «بي بي BP» حصة 51 في المائة، فيما تمتلك حصة الـ49 في المائة شركة «إكس آر جي XRG» الاستثمارية الدولية في مجال الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات والمملوكة لشركة «أدنوك»، حيث سيجمع المشروع بين القدرات التقنية للشركتين لتحقيق هدفهما المشترك بتنمية محفظة أعمال تنافسية في مجال الغاز.

وبحسب المعلومات الصادرة اليوم فإن «أركيوس للطاقة» ستبدأ أعمالها بصورة أولية في مصر، حيث تضم محفظتها أصولاً كانت تابعة لشركة «بي بيBP» في امتيازين للتطوير، بالإضافة إلى عدد من امتيازات الاستكشاف.

وقال الدكتور سلطان الجابر، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «إكس آر جي XRG»: «يمثل تأسيس (أركيوس للطاقة) مرحلة جديدة في شراكتنا الاستراتيجية طويلة الأمد مع (بي بي BP)، وتكتسب هذه الخطوة أهمية استراتيجية كونها تتوافق مع أهداف (إكس آر جي XRG) بتنفيذ استثمارات نوعية في منظومة الطاقة العالمية وبناء محفظة متكاملة تساهم في تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات. وكلنا ثقة بأن هذه الشراكة ستساهم في توفير طاقة منخفضة الكربون للمساهمة في بناء مستقبل مستدام في مصر العربية ودول المنطقة».

من جانبه، قال موراي أوشينكلوس، الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي BP»: «تمثل (أركيوس للطاقة) مشروعاً مشتركاً يستفيد من نقاط القوة والخبرة لكل من «بي بي BP» و«أدنوك» لتأسيس منصة جديدة لدعم النمو الدولي في مجال الغاز الطبيعي في المنطقة. ومن خلال «إكس آر جي XRG» تمثل «أدنوك» شريكاً موثوقاً نرتبط معه بعلاقات ناجحة وطويلة الأمد تمتد لأكثر من خمسة عقود».

وأضاف: «استناداً إلى خبرات (بي بي BP) الفنية التي تمتد لأكثر من 60 عاماً نتطلع لمواصلة التعاون والعمل معاً لتنفيذ مشاريع عالية الكفاءة في مصر التي توفر فرصاً واعدة لبناء محفظة غاز تنافسية في المنطقة».

وتضم الإدارة التنفيذية لشركة «أركيوس للطاقة» كلاً من ناصر اليافعي، من «أدنوك»، والذي سيتولى مسؤولية الرئيس التنفيذي، وكاترينا بابالكسندري، من «بي بي BP»، والتي ستتولى مسؤولية رئيس الشؤون المالية. ويمتلك المسؤولان التنفيذيان خبرات واسعة في مجالات الطاقة وفقاً للمعلومات.

يذكر أن الامتيازات التي تضمها «أركيوس للطاقة» في مصر تشمل نسبة 10 في المائة من امتياز شروق الذي يحتوي على حقل «ظهر» المُنتج، ونسبة 100 في المائة من امتياز شمال «دمياط»، والذي يضم حقل «آتول» المُنتج، واتفاقيات استكشاف مناطق شمال «الطابية» وشرق «بيلاتريكس سيتي» وشمال «الفيروز»

وفي يونيو (حزيران) 2024، أكدت شركة «بي بي BP» عزمها الحصول على حصة 10 في المائة في مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال الذي تخطط «أدنوك» لتنفيذه ويخضع ذلك إلى موافقات الجهات التنظيمية الضرورية.

ومن المخطط أن يتكون المشروع، الذي تمتلك «أدنوك» حصة 60 في المائة فيه، من خطين لتسييل الغاز، بطاقة إنتاجية 4.8 مليون طن متري سنوياً لكل خط، وسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن متري سنوياً.

وتنتج «بي بي BP» وشركائها 70 في المائة من الغاز في مصر عبر مشاريع في مناطق غرب وشرق دلتا النيل.

وشركة «إكس آر جي XRG» هي شركة دولية للاستثمار في قطاع الطاقة، مملوكة بالكامل لشركة «أدنوك» ومقرها في أبوظبي، وتركز على مجالي الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات، في الوقت الذي تبلغ القيمة المؤسسية للشركة أكثر من 290 مليار درهم (80 مليار دولار).