وسائل تقنية لتسهيل السفر

تطبيقات لرحلات سلسة وإقامة طيبة

وسائل تقنية لتسهيل السفر
TT

وسائل تقنية لتسهيل السفر

وسائل تقنية لتسهيل السفر

ولّدت الجائحة مشاكل اقتصادية كثيرة كارتفاع أسعار المحروقات والاستقالات الناتجة من العمل المفرط، وألقت بثقلها أيضاً على قطاع السفر، لا سيّما اليوم مع استئناف الناس لرحلاتهم وعطلهم.
بعد ثلاث سنوات تقريباً على ظهور فيروس «كوفيد - 19»، لا يزال المسافرون يحتاجون إلى مقاربة، أي منطلقات، معدّلة للتخطيط لرحلاتهم. وهنا، لا بدّ من تطبيق بعض الحلول التقنية على اعتبار أنّ استخدام التكنولوجيا يساهم في تقليل الفوضى وتعزيز الراحة خلال السفر، ويساعد في تجنّب الضياع مع خدمات الزبائن.
يمكن القول، إنّ أهمّ نصيحة تقنية للسفر في أيّامنا هذه هي تجنّب استخدام التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تتمم حجوزاتها عن طريق طرف ثالث حتّى ولو كانت ستوفّر عليكم المال؛ لأنّ حصول مشكلة في بطاقة الطائرة أو حجز الفندق يعني أنّكم ستضطرون إلى التعامل مع طرف إضافي وهدر المزيد من الوقت في الانتظار.
يعتبر براين كيلي، مؤسس مدوّنة «ذا بوينتس غاي»، أنّ «الحجز عن طريق وكالة سفر يعني أنّكم تبحثون عن المتاعب. اعملوا بشكلٍ مباشر. فكلّما تعاملتم مع ناس أكثر، تعقّدت الأمور أكثر».

- حلول تقنية للأسفار
نقدّم لكم فيما يلي بعض الأدوات التقنية المفيدة التي يستخدمها «خبراء السفر» في هذه المرحلة «الطبيعية الجديدة» من الجائحة لزيادة متعة السفر، كتطبيقات مراقبة تعديلات الرحلة والعثور على أفضل المقاعد.
• طرق السفر لرحلات جوية سلسة وأقلّ كلفة. في عصر التضخّم النقدي الكبير الذي يحاول النّاس خلاله توفير كلّ فلس يستطيعون توفيره، لا يزال بإمكانكم الحصول على اتفاقات مربحة لشراء بطاقة طائرة دون الحجز عن طريق وكالة سفر، والحلّ الأمثل هنا هو استعمال خدمات تتابع أسعار بطاقات كلّ خطوط الطيران وترسل لكم الإشعارات عند حصول انخفاض فيها.
يستخدم كيلي لحجز بطاقات رحلاته الرخيصة موقع «غوغل فلايتس Google Flights»، حيث يدرج تواريخ سفره ووجهاته ويشغّل خيار مراقبة الأسعار، ليتلقّى بريداً إلكترونياً فور هبوطها ويشتري البطاقة من خطّ الطيران مباشرة.
في الخطوة التالية، يجب أن تحرصوا على تعزيز راحتكم على متن الطائرة بالحصول على أفضل وأرخص المقاعد. لهذه الغاية، يمكنكم استخدام موقع «سيت غورو SeatGuru »الذي يتيح للمسافرين مراجعة الخريطة التفصيلية لتوزيع المقاعد في الطائرة باستخدام رقم رحلته. يقدّم لكم الموقع معلومات مفصلة عن المقاعد، فيحدّد تلك التي تمنحكم مساحة واسعة للأرجل، والمجهّزة بمتكأ ضيق أو مساحة للتخزين فوق الرأس، أي يمنحكم معلومات أكثر بكثير من الرسم البياني الذي تعرضه خطوط الطيران عادة.
بعد الحجوزات، يحين دور الخطوة الأخيرة والأساسية، وهي مراقبة وضع الرحلة لأنّ الإلغاء والتأخير أصبحا شائعين جداً هذه الأيّام. يمكنكم استخدام مواقع كـ«فلايت أوير» FlightAware و«فلايت رادار 24» Flightradar24 اللذان يقدّمان لكم معلومات محدّثة حول الوصول والتأخير.
وهنا أخيراً نصيحة إضافية: تزدحم صالات الانتظار كثيراً هذه الأيّام، لذا؛ عندما يصل كيلي إلى المطار، يستخدم تطبيق «لاونج بادي» LoungeBuddy للبحث عن الصالات التي يمكنه الدخول إليها بسهولة.

- تنظيم السفر
• للسفر المريح والمنظّم، يجب أن تكونوا على دراية بالشروط والضوابط المتعلّقة بفيروس كورونا في الوجهة التي تعتزمون السفر إليها.
يستخدم هنري هارتيفلدت، مؤسس شركة «أتموسفير ريسرتش غروب» المتخصصة بتحاليل السفر في سان فرانسيسكو، موقع «جوين شيربا.كوم» (JoinSherpa.com) الذي يستعرض تدابير وضوابط السفر ذهاباً وإياباً. فإذا كنتم تسافرون إلى تشيلي من سان فرانسيسكو مثلاً، يحمّل لكم الموقع لائحة بجميع المستندات الصحية وشروط العزل المطلوبة للدخول إلى البلد، بالإضافة إلى المستندات التي ستحتاجون إليها عند العودة إلى الولايات المتحدة.
ولكنّ استخدام مستندات السفر والرحلة قد يسبب لكم بعض الفوضى لأنّكم ستضطرون هذه الفترة إلى حمل معلومات أكثر من السابق. أما أن فاستخدم شخصياً أدوات عدّة للحفاظ على ترتيب المستندات الصحية والأوراق الخاصة بمسار الرحلة.
يُعدّ «تريب إت» تطبيقي المفضّل لتنظيم السفر لأنّه يمسح الرسائل المتعلّقة بمسار الرحلة وحجوزات الفنادق ووسائل النقل الموجودة في صندوق الواردات، ويجمعها في مسار واحد واضح ومرتّب.
ولكن كيف تستخدمون «تريب إت» TripIt؟ أنا شخصياً أستخدم حساب بريد إلكتروني خاصاً لبرنامج السفر. بعد حجز بطاقة الرحلة، والسيارة المستأجرة، وغرفة الفندق، أعيد إرسال رسائل البريد الإلكتروني التي تؤكّد هذه الحجوزات إلى الحساب المخصص للسفر. بعدها، يعمد «تريب إت» تلقائياً إلى مسح صندوق الواردات ويحدّث جداولي وفقاً لها.
للمستندات الصحية، أحمل دائماً صيغتين رقميتين لسجلات التطعيم لتفادي الارتباك: الصيغة الأولى هي رمز الاستجابة السريعة الصادر عن إدارة الصحة العامّة في كاليفورنيا، الذي أحفظه دائماً في تطبيق المحفظة على هاتفي؛ والصيغة الأخرى هي صورة عن بطاقة التطعيم الأصلية وأحفظها في تطبيق الملاحظات للعثور عليها بسهولة لاحقاً.
• متابعة الأمتعة. ازدادت حدة حوادث فقدان الأمتعة في الفترة الأخيرة حول العالم بسبب نقص عديد الموظفين في المطارات وارتفاع الطلب على السفر من جديد. هنا، يمكنكم الاستفادة من المتعقّبات اللاسلكية كـ«تايل» Tile و«آبل إير تاغ» Apple’s AirTag، وهي أجهزة صغيرة يمكنكم وضعها في أمتعتكم لتساعدكم في الثور على حقائبكم في حال ضياعها. في هذه الحالة، كلّ ما عليكم فعله هو فتح تطبيق المتعقّب على الهاتف وتحديد موقعه التقريبي على الخريطة.
• تطبيقات الفنادق. لتنظيم حجوزات الفنادق، احرصوا على تنزيل تطبيق الفندق الذي حجزتم فيه إذا كان يملك واحداً. ينطوي هذا الأمر على أهميّة كبيرة لأنّ معظم الفنادق الكبرى تتيح لكم تسجيل إجراءات الوصول إلى الفندق عبر التطبيق. فكلّما سارعتم إلى تثبيت التسجيل، حصلتم على الغرفة بسرعة أكبر.
هذه الخطوة ضرورية جداً لأنّكم إذا نسيتم التسجيل في الفندق ووصلتم متأخرين بسبب تأخير رحلتكم، قد يعمد الفندق إلى منح حجزكم لزبون آخر.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».