هل النصر قادر على الفوز بالدوري السعودي؟

العقم الهجومي في غياب تاليسكا كان واضحاً... وخبراء: الخسارة ليست نهاية المطاف

النصر كان باهتاً في مباراتيه في الدوري (تصوير: عبد العزيز النومان)
النصر كان باهتاً في مباراتيه في الدوري (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

هل النصر قادر على الفوز بالدوري السعودي؟

النصر كان باهتاً في مباراتيه في الدوري (تصوير: عبد العزيز النومان)
النصر كان باهتاً في مباراتيه في الدوري (تصوير: عبد العزيز النومان)

فتحت خسارة فريق النصر أمام نظيره التعاون في الجولة الثانية من دوري «روشن» السعودي، الجدل حول قدرة الفريق على الفوز بدوري المحترفين هذا الموسم، في مباراة فشل خلالها النادي العاصمي في تسديد أي كرة على المرمى، وسط حالة من العقم الهجومي التي أصابت أحد المرشحين الكبار للحصول على اللقب.
وأكدت لغة الإحصاءات والأرقام خلال مباراة النصر والتعاون أن الفريق فشل تماماً في خلق الفرص في الثلث الهجومي الأخير، مع قيام لاعبيه بتسديد 8 كرات فقط على مرمى منافسهم طوال التسعين دقيقة، لكن دون تسديد أي كرة على المرمى مباشرة، في ظاهرة جديدة على الفريق الأصفر الذي يقوده المدرب الفرنسي الشهير رودي غارسيا.
من ناحيته، قال علي كميخ، المدرب السعودي ولاعب النصر السابق، إن خسارة الفريق أمام التعاون ليست نهاية المطاف، وتجاوزها يجب أن يمر عبر 3 مراحل أساسية؛ هي: التركيز على المباراة المقبلة أمام ضمك، وتصحيح الأخطاء، بالإضافة إلى التحفيز والتجهيز بشكل كامل ومنفصل.
وطالب كميخ، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إدارة نادي النصر بالتكاتف والتعاون، مع جميع أبناء النصر ليكون صوتهم واحداً حتى يعود الفريق بقوة، ولتجاوز مرارة الخسارة ضد التعاون، مؤكداً احتمال تكرار مشهد الحصول على الدوري والكأس في موسم واحد كما حدث من قبل خلال عام 1981 حينما كان رجال النصر جميعاً على قلب رجل واحد.
من ناحيته، أيضاً أكد المدرب السعودي علي البارقي، لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق النصر نجح في استقطاب مدرب كبير كما عالج بعض المراكز المتواضعة أداءً خلال الميركاتو الصيفي، لكن بدايته هذا الموسم لم تكن جيدة بعد الفوز الصعب على الوحدة والخسارة أمام التعاون.
وأضاف البارقي أن مشكلة النصر تكمن في عدم وجود الاستشارة الفنية للاستقطابات التي تدعم عناصر الفريق وتجعله يسير بخطى ثابتة في الدوري، كذلك عدم وجود بديل في بعض المراكز مثل المهاجم والظهير الأيمن.
وأضاف البارقي، لـ«الشرق الأوسط»: النصر يحتاج حالياً إلى الاستقرار على التشكيلة وأسلوب اللعب وتخفيف الضغوط داخل وخارج الملعب، بالإضافة إلى أن الموسم الأول للمدرب غارسيا سيمر خلاله بعقبات كبيرة، خاصة مع وجود منافسين أقوياء مثل الهلال والاتحاد والشباب.
على جانب متصل، أكد المدرب السعودي بندر الجعيثن لـ«الشرق الأوسط» أن خسارة النصر لن تكون مؤثرة بالشكل الكبير، خاصة أنها جاءت في بداية الموسم، ويمكن تصحيح المسار بشكل أفضل مع عودة المصابين والغائبين، خاصة أن الفريق افتقد خدمات الثنائي أندرسون تاليسكا وسلطان الغنام في مباراة التعاون، ما جعل الأمور أصعب على الجهاز الفني.

غارسيا سيواجه إشكالية خلق فريق قوي ينافس على الدوري (المركز الإعلامي لدوري روشن)

وأبدى المدرب الوطني بندر الجعيثن ثقته بقدرة إدارة النصر على إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، بالإضافة إلى الجهاز الفني وعودة بقية اللاعبين للمشاركة من جديد، خاصة أن الدوري لا يزال في بدايته والموسم يعد طويلاً لجميع الفرق، لذلك فإن هذه الخسارة يمكن تداركها في قادم المباريات والجولات.
وبالعودة إلى بداية النصر في دوري روشن السعودي هذا الموسم، اتضح سريعاً تأثير غياب البرازيلي أندرسون تاليسكا عن فريق النصر؛ حيث يعد اللاعب أحد أهم الأسلحة الهجومية لفريقه مؤخراً، بعد تسجيله 22 هدفاً وصناعته 4 في 33 مباراة بجميع المسابقات، إلا أن النصر بدا باهتاً في الشق الهجومي بعد مرور جولتين من بداية الدوري من دون لاعبه اللاتيني، ليحصد 3 نقاط فقط من أصل 6، ويسجل هدفاً واحداً رغم وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين والمحليين الدوليين في صفوفه.
ولم يتوقف العقم الهجومي للنصر عند مباراة التعاون فقط، بل سدد لاعبو الفريق كرتين فقط على المرمى والقائمين خلال مباراة الوحدة في الجولة الأولى، ليظهر الفريق بلا مخالب هجومية واضحة في ظل غياب تاليسكا، الذي يمتاز بالتسديدات بعيدة المدى والقدرة على تسجيل الأهداف، ليكون عامل الخطورة الأول في تشكيلة النصر بالموسم الماضي.
ويعاني النصر أيضاً من غيابات أخرى واضحة مثل عدم جاهزية الأرجنتيني بيتي مارتينيز، الذي يعاني هو الآخر من مرض التهاب غشاء التامور، وهو الغشاء المحيط بعضلة القلب، بناء على ما كتبه اللاعب عبر قصة حسابه الرسمي بموقع «إنستغرام» في وقت سابق، عندما أكد أنه سيعود إلى الملاعب قريباً، لكن ينبغي أولاً علاجه من التهاب غشاء التامور، الذي أبعده عن أول مباراتين لفريقه ضد الوحدة والتعاون في الدوري.
ولم يتحدد موعد عودة بيتي إلى الملاعب من جديد، لكن مثل هذه الإصابة تسبب ألماً حاداً في منطقة الصدر بناء على تقارير الأطباء الصادرة عن مرض التهاب التامور، لذلك فإن اللاعب سيتعافى بشكل كامل خلال أيام أو أسابيع أو حتى شهور، وفق تطور الحالة ومدى قابليته للعلاج والتعافي خلال الفترة المقبلة.
ورغم وجود 8 محترفين في صفوف النصر هذا الموسم، فإن الفريق يفتقد 3 لاعبين منهم، وهم تاليسكا، وبيتي مارتينيز، والأوزبكي ماشاريبوف الذي غاب عن المشاركة بسبب عدم جاهزيته ومعاناته من الإصابة، ليعتمد رودي غارسيا على لاعبي فريقه المحليين بالهجوم خلال أول مباراتين، في ظل وجود خالد الغنام وسامي النجعي خلف الكاميروني فينسنت أبو بكر، مع قيام عبد الرحمن غريب بدور البديل خلال الشوط الثاني.
وواصلت لعنة الإصابات مطاردتها لفريق النصر هذا الموسم، إذ أثبتت الفحوصات الطبية تعرض المدافع علي لاجامي لتمزق في العضلة الأمامية، ما يعني تأكد غيابه عن مباراتي ضمك والباطن في الجولتين الثالثة والرابعة من الدوري، مع إمكانية عودة الظهير الأيمن سلطان الغنام إلى التشكيلة بعد تعافيه من إصابته الأخيرة.
وعلى المستوى التكتيكي، يراهن الفرنسي رودي غارسيا على خطة 4-2-3-1 مؤخراً، بوجود الثنائي علي الحسن ولويس غوستافو في خانة المحور، أمام رباعي الخلف العمري، وألفارو، ومادو، وغيسلان كونان، مع اللعب هجومياً بالثلاثي خالد الغنام، والصليهم، وسامي النجعي، خلف أبو بكر، لكن أثبتت هذه الخطة عدم نجاعتها هجومياً، ليفشل الفريق في تسجيل أي هدف أمام التعاون، مع فشله أيضاً في تسديد أي كرة على المرمى لا خارجه.
وأصبح في حكم المؤكد عودة تاليسكا إلى التشكيلة الأساسية أمام ضمك في الجولة المقبلة، بعد نهاية إيقافه بشكل رسمي بعد مباراة التعاون الأخيرة، لذلك قد يقرر غارسيا مجموعة من التعديلات الفنية في خطته، بإشراك تاليسكا أساسياً رفقة الوافد الجديد عبد الرحمن غريب في مركزي الجناحين بالقرب من أبو بكر، وفي الوسط يلعب الصليهم مع الحسن وغوستافو، أو يضع سامي النجعي خلف المهاجم مباشرة أمام ثنائي الارتكاز، مع استخدام الصليهم كورقة رابحة على الخط.
ويحتاج النصر إلى ما هو أكثر من الفوز والنقاط أمام ضمك في الجولة الثالثة من بطولة الدوري؛ حيث يسعى غارسيا إلى إثبات قوة فريقه الهجومية، من خلال زيادة التسديدات وصناعة الفرص وتسجيل الأهداف، مع استعادة تاليسكا وإمكانية مشاركة غريب أساسياً، حتى يتمكن النادي العاصمي من مضاعفة النجاعة التهديفية التي عانت بوضوح في أول جولتين حتى الآن.


مقالات ذات صلة

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية كوليبالي قال إن فريقه سيعمل على رسم البسمة على الجماهير مجدداً (نادي الهلال)

كوليبالي لـ«الشرق الأوسط»: الجميع يريد الفوز على الهلال... وسنعود أقوى

قال السنغالي خاليدو كوليبالي، لاعب فريق الهلال، إن مباراة السد القطري كانت صعبة، مشيراً إلى رغبتهم في العودة للانتصارات ورسم الابتسامة على مشجعي الفريق.

سعد السبيعي (الدوحة )
رياضة سعودية فريق الهلال كان الأكثر بحثاً من جانب الجماهير (تصوير: عبد العزيز النومان)

أمازون: الهلال يتجاوز النصر بـ4 أضعاف عبر استفسارات «أليكسا»... ورونالدو في الصدارة

كشف «أمازون» عن تلقيه أكثر من 5 ملايين استفسار عبر «أليكسا» متعلق بكرة القدم من الجمهور السعودي خلال عام 2024 ما يعكس النمو المستمر في شعبية كرة القدم بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية عمر هوساوي (الشرق الأوسط)

النصر يعين عمر هوساوي مساعداً للمدير الرياضي لفريق القدم 

أعلن نادي النصر اليوم الثلاثاء تعيين عمر هوساوي، المدافع الدولي السابق، في منصب مساعد المدير الرياضي للفريق الأول لكرة القدم بالنادي.

فارس الفزي (الرياض)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.