تونس تعتقل 6 عناصر متعاونة مع الإرهابيين

إثر القضاء على 3 عناصر متشددة وسط غربي البلاد

وحدة من الجيش التونسي خلال مداهمتها لموقع خلايا إرهابية (الجيش التونسي)
وحدة من الجيش التونسي خلال مداهمتها لموقع خلايا إرهابية (الجيش التونسي)
TT

تونس تعتقل 6 عناصر متعاونة مع الإرهابيين

وحدة من الجيش التونسي خلال مداهمتها لموقع خلايا إرهابية (الجيش التونسي)
وحدة من الجيش التونسي خلال مداهمتها لموقع خلايا إرهابية (الجيش التونسي)

أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن إيقاف 6 عناصر متعاونة مع الإرهابيين الثلاثة الذين تم القضاء عليهم يوم الجمعة في جبل السلوم بولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس)، مؤكدة أن الموقوفين قدموا الدعم والإسناد للعناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم «أجناد الخلافة» المتمركزة منذ سنوات في المنطقة.
ومن المنتظر الكشف عن مزيد من المعلومات حول مخططات وتحركات المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية التونسية، وهي مكونة بالأساس من عناصر منتمية إلى تنظيم «أجناد الخلافة» المبايع لتنظيم «داعش» الإرهابي، وكتيبة «عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب».
ووفق عدد من المختصين في الجماعات المتطرفة، فإن هذه الاعتقالات تؤكد فرضية وجود «حاضنة اجتماعية» للعناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الغربية للبلاد، وهي التي تزودها بالمعلومات عن تحركات الوحدات الأمنية والعسكرية، وهي التي تمكنها من أسباب البقاء وسط تضاريس جبلية يصعب فيها العيش.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد كشفت إثر العملية التي أدت إلى القضاء على 3 إرهابيين في جبل السلوم (وسط غربي تونس) عن هوية تلك العناصر، مؤكدة أنها من أبرز قيادات تنظيم «أجناد الخلافة»، ومن بينهم نائب أمير التنظيم.
وفي هذا الشأن، قالت فضيلة الخليفي، المتحدثة باسم الداخلية التونسية، إن العملية جاءت بعد رصد ومتابعة دقيقة لعناصر إرهابية تم تعقب نشاطها في المرتفعات الغربية للبلاد. وأكدت أن القتلى «عناصر قيادية» وأحدهم نائب أمير تنظيم «جند الخلافة».
وأضافت أنّ مصالح الشرطة الفنية والعلمية تمكنت من التعرف على جثتي إرهابيين اثنين بعد عملية رفع البصمات، وهما كلّ من صابر الطاهري، وهو من مواليد 19 ديسمبر (كانون الأول) 1987، وحافظ الرحيمي، وهو مولود في 9 أكتوبر (تشرين الأول) 1997، أما بالنسبة للعنصر الإرهابي الثالث الذي قام بتفجير حزام ناسف بعد محاصرته، وحسب المعطيات المتوفرة، فهو الإرهابي بهاء السعيدي الذي تعذرت عملية رفع بصماته، فكنيته في التنظيم «أبو هريرة»، وهو أصيل ولاية سيدي بوزيد، وكان موجوداً في جبل مغيلة، ونشطاً في «سريّة مغيلة»، قبل التحاقه بالجماعات الإرهابية بالسلوم.
ويشار إلى أن حافظ الرحيمي عنصر إرهابي مصنف بالخطير، وموضع تفتيش من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية، لتورطه في عمليات إرهابية مع خلية «أجناد الخلافة» الموالية لـ«داعش» الإرهابي، وهو أصيل منطقة القصرين. وقد التحق بشقيقه الأكبر سامي الرحيمي في جبل السلوم الذي قتل في عملية ناجحة من قبل وحدات الحرس الوطني سنة 2017، إضافة إلى ذلك فإن حافظ الرحيمي كان من بين المجموعة الإرهابية التي قامت بالسطو على فرع بنكي بالقصرين خلال سنة 2018.
تجدر الإشارة إلى أنّ العملية الأمنية مكنت كذلك من حجز سلاحين من نوع «كلاشنيكوف» وسلاح من نوع «شطاير» (السلاح الذي تستعمله وحدات الجيش التونسي)، وحزام ناسف، وقنبلة يدوية، وثلاثة هواتف جوالة، ومبلغ مالي من العملة التونسية، وكمية من المواد الغذائية.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).