اليونان بعد تهديد إردوغان: لن نحذو حذو تركيا وسنتوجّه لحلفائنا بالناتو

وصفت تصريحات أنقرة المتكرّرة بـ«الاستفزازية» و«المشينة»

صورة ترمز إلى الصراع اليوناني التركي (نقلاً عن news.cgtn.com).
صورة ترمز إلى الصراع اليوناني التركي (نقلاً عن news.cgtn.com).
TT

اليونان بعد تهديد إردوغان: لن نحذو حذو تركيا وسنتوجّه لحلفائنا بالناتو

صورة ترمز إلى الصراع اليوناني التركي (نقلاً عن news.cgtn.com).
صورة ترمز إلى الصراع اليوناني التركي (نقلاً عن news.cgtn.com).

اعتبرت اليونان تهديدات تركيا وتلويحها بالحرب بسبب التوتر في بحر إيجة «استفزازية»، مؤكدة أنها لن تحذو حذو تركيا بإطلاق «تصريحات مشينة».
وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن التصريحات التركية الأخيرة التي صدرت عن مسؤولين أتراك، تقوض تماسك حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك رداً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أثار، السبت، مسألة سيادة جزر بحر إيجة، واتهم اليونان باحتلالها، وهدد باجتياحها عسكرياً «على حين غرة».
وأكدت الخارجية اليونانية، في بيان ليل السبت إلى الأحد، أنها لن تحذو حذو تركيا في إطلاق التصريحات «المشينة والتهديدات المتكررة يومياً»، مضيفة: «سنطلع على الفور حلفاءنا وشركاءنا على محتوى التصريحات الاستفزازية خلال الأيام الأخيرة، ليصبح واضحاً من يقوض تماسك تحالفنا بشكل خاص في وقت خطير»، وأضاف البيان: «في الوقت نفسه، سنستمر في العمل بناءً على قواعد القانون الدولي وقانون البحار، كداعم لأمن واستقرار المنطقة بأكملها».
وتسود خلافات تاريخية بين الجارتين الحليفتين في الناتو، حول قضايا منها التحليق الجوي والأحقية في السيادة على جزر بحر إيجة، والحدود البحرية، وموارد الطاقة في البحر المتوسط، فضلاً عن تقسيم قبرص على أساس عرقي.
وتتهم تركيا اليونان بتسليح جزر بحر إيجة منزوعة السلاح، وهو أمر ترفضه اليونان، لكن إردوغان لم يتهم اليونان من قبل بـ«احتلالها»، على غرار تصريحاته السبت.
ولوح إردوغان بشن حرب مفاجئة على اليونان في حال تماديها فيما سماه بـ«ممارساتها الاستفزازية» في الجزر في بحر إيجة، قائلاً: «سنقوم بما يلزم عندما يحين الوقت... يمكننا أن نأتي على حين غرة ذات ليلة».
وأكد أن تركيا لا تعترف باحتلال اليونان بعض الجزر في بحر إيجة، وشدد على أن اليونان ستدفع ثمناً باهظاً إذا تمادت في استفزاز بلاده.
كما هاجم إردوغان الولايات المتحدة، وقال إنها ترسل أسلحة وطائرات إلى اليونان، فيما تقوم الأخيرة بتهديد الطائرات التركية باستخدام منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 300».
والأربعاء الماضي، قال إردوغان إن اليونان تحدت «الناتو» عبر مواقفها العدائية لبلاده؛ لكنها «ليست نداً لتركيا على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية»؛ بينما ردت الحكومة اليونانية بأن أثينا لديها القوة وأدوات فعالة لردع التهديدات التركية، ويمكنها «تعبئة» حلفائها التقليديين واستخدام قوة القانون الدولي «ضد الاستفزازات التركية المتزايدة».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، هدد إردوغان اليونان بشأن جزر بحر إيجة، قائلاً: «أدعوكم إلى التوقف عن تسليح الجزر، أنا لا أمزح، أنا أتحدث بجدية، ونحذر اليونان مرة أخرى بالابتعاد عن الأحلام والخطابات والأفعال التي ستؤدي إلى الندم، مثلما كان منذ قرن مضى، وأنصحها بالعودة إلى رشدها».
وبينما تعد تركيا تسليح الجزر في بحر إيجة تهديداً لها، تقول اليونان إن مثل هذا «الخطاب العدائي» يتعارض مع سيادتها... وسبق أن اتهم وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليونان بانتهاك شرط عدم تسليح الجزر في بحر إيجة، قائلاً: «إن لم تتراجع عن هذا الانتهاك، فإن سيادتها عليها مشكوك فيها»، لافتاً إلى «أن الجزر أُعطيت لليونان بشرط عدم تسليحها، والاتفاقية موجودة، لكن اليونان انتهكت كل هذا، وقامت بتسليحها، وإن لم تتراجع عن تسليحها فإن سيادة الجزر ستصبح محل نقاش».
وأوضح أوغلو أن اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس عام 1946 أُعطيت بموجبهما الجزر في بحر إيجة لليونان بشرط عدم تسليحها، وأن تركيا بعثت برسالتين للأمم المتحدة حول هذا الانتهاك، وبعدما عجزت اليونان عن الإجابة عن الرسالتين اللتين تم إرسالهما للأمم المتحدة في إطار القانون الدولي، أصبحت عدوانية وتوجه اتهامات لتركيا.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية اليونانية إن تصريحات جاويش أوغلو تُظهر أن تركيا تهددنا، كما انتقد الاتحاد الأوروبي التصريحات التي شُكك فيها بسيادة اليونان على جزر بحر إيجة.
وقال الناطق باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إن «تصريحات وزير الخارجية التركي هي خطوة هدامة تتعارض مع جهود خفض التصعيد التي دعت إليها مخرجات اجتماعات المجلس الأوروبي» في 23 مارس (آذار) وفي 24 و25 يونيو 2021.
واتهمت تركيا، الأسبوع الماضي، جارتها وحليفتها في الناتو، اليونان، بـ«التحرش» بمقاتلات تابعة لها من طراز «إف 16» كانت في مهمة في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط في 23 أغسطس (آب) الماضي، عبر نظام الدفاع الجوي الصاروخي «إس - 300» المقام في جزيرة كريت في البحر المتوسط، واصفة الحادثة بـ«العمل العدائي»، وفق ما تنص عليه قواعد الاشتباك في الناتو.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمام فعالية في وزارة الدفاع التركية بمناسبة يوم النصر الذي تحتفل به تركيا في 30 أغسطس بمناسبة الانتصار على القوات اليونانية والحلفاء عام 1922، إن قواتنا البرية والبحرية والجوية لم ولن تتهاون في الرد على أي تحرش يطولها.
وفيما اعتبر تحدياً لليونان واستعراضاً للقوة من جانب تركيا وسط التوتر بينهما، نفذ خلوصي أكار، الجمعة، طلعة جوية شمال بحر إيجة بمقاتلة من طراز «إف 16»، رافقه خلالها قائد القوات الجوية الجديد أتيلا غولان، وأكد أن تركيا ردت دائماً، وستواصل الرد على ما سماه «العجرفة» اليونانية.



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.