أسطورة «غراند سلام» سيرينا تودع مملكتها

أنهت آخر مبارياتها في «فلاشينغ ميدوز» بالهزيمة... نجوم الرياضة يستذكرون مسيرتها الذهبية

سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
TT

أسطورة «غراند سلام» سيرينا تودع مملكتها

سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز ودعت الجماهير أمس السبت والدموع تنهمر من عينيها (أ.ف.ب)

ودعت النجمة الأميركية سيرينا ويليامز منافسات بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، وملاعب التنس بشكل عام، إثر هزيمتها أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش صباح أمس السبت ضمن منافسات الدور الثالث للبطولة.
وتألقت ويليامز أمام دانكا كوفينيتش، من مونتنيغرو، والإستونية أنيت كونتافيت، في الدورين الأول والثاني بالبطولة وعززت طموح مشجعيها بشكل كبير في الوصول بعيداً في البطولة الحالية، ليكون أفضل وداع ونهاية لمسيرتها الحافلة، حسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».
لكن ويليامز لم تنجح في مواصلة المشوار نحو اللقب رقم 24 لها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، حيث تغلبت عليها تومليانوفيتش 7 - 5 و6 - 7 و6 - 1.
وبعد النقطة الأخيرة في المباراة، سارت سيرينا ويليامز (40 عاماً)، التي خاضت أول مباراة في مسيرتها الاحترافية في عام 1995. إلى الشبكة ولوحت بيدها للجماهير وسط تفاعل كبير وإشادة بمسيرتها الحافلة.
وفي كلمتها أمام الجماهير، قالت سيرينا والدموع تنهمر من عينيها: «أشكركم كثيراً، أنتم مذهلون. لقد حاولت. أشكرك أبي، وأعرف أنك تشاهدني. أشكرك أمي».
وأضافت: «أشكر كل الموجودين هنا، كنتم إلى جانبي على مدار أعوام، بل عقود، لكن الأمر بدأ بدعم والداي وهما يستحقان كل شيء، لذلك أنا ممتنة لهما وما كنت لأصبح سيرينا إن لم تكن هناك فينوس، لذلك أشكر فينوس».
وفي مقال طويل بمجلة «فوج» العالمية في عددها لشهر أغسطس (آب) الماضي، كانت نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز كتبت عن خططها «للتحرك في اتجاه مختلف» بعد «أسابيع قليلة»، وألمحت إلى أن بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) ربما تكون الأخيرة في مسيرتها.
وفي ظل النجاح والتفوق الذي استعرضته سيرينا على ملاعب التنس خلال مسيرتها، أصبح اسم النجمة الأميركية مرادفاً للعبة التنس واعتبرها الكثيرون أفضل لاعبة تشهدها اللعبة البيضاء على الإطلاق.


شتيفي غراف هي الأكثر بقاءً في صدارة التصنيف العالمي للسيدات بـ377 أسبوعاً

واستمرت سيرينا، البالغة من العمر 40 عاماً، على ملاعب التنس لفترة أطول بكثير مما هو معتاد للاعبات الأخريات، وهو ما يعد مؤشراً آخر على كفاءتها وحماسها الدائم للنجاح.
ورغم أن سيرينا أثارت حالة من الغموض حول نهاية مسيرتها عندما قالت، مازحة، إنها «دائماً ما كانت تحب بطولة أستراليا»، فإن المرجح أن مباراة الدور الثالث في «فلاشينغ ميدوز» هي الأخيرة لها، حيث وجهت كلمات وداع إلى الجماهير عقب مباراتها أمام تومليانوفيتش.
ويشكل «إرث» النجمة الأميركية بالطبع الإنجاز الأبرز في مسيرة سيرينا ويليامز هو عدد الألقاب التي أحرزتها في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، فقد أحرزت سيرينا 23 لقباً في بطولات «غراند سلام»، متفوقة الجميع في حقبة البطولات المفتوحة.
لكن ما لم تتمكن سيرينا من تحقيقه هو معادلة رقم مارغريت كورت، النجمة الأسترالية السابقة التي أحرزت 24 لقباً في بطولات «غراند سلام»، منها تسعة ألقاب قبل بداية حقبة البطولات المفتوحة عام 1968.
لكن لا يزال رقم مارغريت كورت يشكل رقماً قياسياً وقد كان آخر ألقابها في «غراند سلام» في عام 1975 عندما توجت بلقب أميركا المفتوحة.
وبالطبع كان استمرار سيرينا ويليامز في البطولة الحالية واعتلاء منصة التتويج، سيبدو بمثابة الختام المثالي لمسيرتها، لكن مشوارها انتهى عند الدور الثالث.
ولم يتضح بشكل ما إذا كان هذا قد يحفز النجمة الأميركية للعودة والمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات «غراند سلام» في الموسم المقبل.
وعلى صعيد المباريات النهائية في «غراند سلام» كانت سيرينا ويليامز قريبة من معادلة رقم قياسي بارز آخر، لكنها لم تنجح.
وقبل خوض بطولة أميركا المفتوحة، وصلت سيرينا إلى النهائي 33 مرة في بطولات «غراند سلام»، متفوقة بذلك على مارتينا نافراتيلوفا بفارق مباراة نهائية واحدة.
لكن الأميركية كريس إيفرت تحتل المركز الأول بوصولها إلى 34 مباراة نهائية في بطولات «غراند سلام»، ويبدو أنها ستحتفظ بهذا الرقم لأعوام عديدة.
ورغم غياب سيرينا ويليامز عن صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، لفترة طويلة، فإن احتلالها تلك الصدارة كان ضمن أبرز الإنجازات في مسيرتها. وقضت النجمة الأميركية 319 أسبوعاً على قمة التصنيف العالمي ولا يتفوق عليها في ذلك سوى شتيفي غراف (377 أسبوعاً) ونافراتيلوفا (332 أسبوعاً).
وتوقع كثيرون بقاء سيرينا على قمة التصنيف لفترة أطول، لكنها عانت لفترات من الإصابات كما غابت لفترة بسبب الحمل والإنجاب، حيث تراجعت فترة وجودها بالملاعب بعد 2014. وفي عام 2014. شاركت سيرينا في 16 بطولة، لكن العدد تراجع إلى النصف في 2016 حيث شاركت في ثماني بطولات، ولم تشهد الأعوام التالية أي زيادة في مشاركاتها مجدداً.
وتربعت سيرينا على صدارة التصنيف في نهاية الموسم خمس مرات، ولا يتفوق عليها في ذلك أيضاً سوى شتيفي غراف (ثماني مرات) ونافراتيلوفا (سبع مرات).
من بين الأمور التي ألقت الضوء على قدرات سيرينا وكفاءتها كان تألقها على مختلف أنواع الملاعب، وقد توجت بثلاثة ألقاب على الأقل في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى التي تقام على ملاعب مختلفة.
لكن لا شك في أن الأداء الأفضل لها كان على الملاعب الصلبة أكثر من غيرها.
وأحرزت سيرينا 48 لقباً في بطولات المحترفات على الملاعب الصلبة منفردة في ذلك بالصدارة في حقبة البطولات المفتوحة.
وأحرزت سيرينا إجمالي 73 لقباً، لتحتل المركز الخامس في قائمة اللاعبات الأكثر تتويجاً، خلف نافراتيلوفا (167 لقباً) وغيفرت (157 لقباً) وغراف (107 ألقاب) وكورت (92 لقباً).
وتفوقت سيرينا ويليامز بشكل كبير على الملاعب الصلبة، مقارنة بجميع منافساتها، حيث حققت 541 انتصاراً على تلك الملاعب لتكون واحدة من لاعبتين اثنتين فقط تجاوزتا الـ500 انتصار على نوع واحد من الملاعب.
وحققت نافراتيلوفا 60 انتصاراً على ملاعب سجاد العشب الصناعي، بينما حققت فينوس ويليامز شقيقة سيرينا 498 انتصاراً على الملاعب الصلبة وهي أقرب المنافسات لسيرينا في هذا الإنجاز.
من ناحيتهم، أشاد كثيرون وعلى رأسهم السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما ونجمة التنس المعتزلة بيلي جين كينج بالأميركية المخضرمة سيرينا ويليامز بعد هزيمتها في الدور الثالث من بطولة أميركا المفتوحة للتنس أمام الأسترالية آيلا تومليانوفيتش في مباراة ربما تكون الأخيرة لها في ملاعب وبطولات اللعبة.
واستقبلت سيرينا في وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً جارفاً من الرسائل التي أشاد من خلالها رياضيون سابقون وحاليون وآخرون ينتمون إلى مجالات أخرى عديدة بإنجازات اللاعبة الأميركية في الرياضة طوال آخر 25 عاماً.
وكتبت ميشيل أوباما عبر «تويتر» «تهانينا لسيرينا ويليامز على المسيرة الرائعة. لقد حالفنا الحظ كثيراً بمشاهدة فتاة شابة... خلال فترات ترعرعها قبل أن تصبح واحدة من أعظم الرياضيين على مر التاريخ».
وأضافت السيدة الأميركية الأولى السابقة: «أنا فخورة بك يا صديقتي وأتوق لرؤية تأثيراتك على حياة الآخرين من خلال مواهبك».
أما المصنفة الأولى عالمياً سابقاً كينغ التي شاهدت مباراة الأمس فقالت عبر «تويتر» بعد ذلك إن سيرينا ستظل في بؤرة الأضواء.
وعن سيرينا أضافت كينغ: «مسيرتها الاحترافية الهائلة كان لها بصمة في تاريخ التنس رغم أن دورها الأعظم ربما لم يأت بعد. شكراً سيرينا ويليامز. رحلتك تستمر».
من ناحيته، أشاد نجم السباحة الأميركي المعتزل مايكل فيلبس بسيرينا بسبب دورها في تهيئة الجيل الجديد إلى جانب التغيير الذي أحدثته في عالم التنس.
وأضاف البطل الأولمبي: «إنجازاتها على مستوى التنس تتحدث عن نفسها. لكن أحد الأمور التي أشعر بسببها بالإعجاب بها هي أنها ببساطة لا تترك.
والأربعاء الماضي قالت سيرينا إن الفضل في استمرارها في ملاعب التنس حتى الآن يرجع إلى نجم الغولف الأميركي الشهير تايغر وودز الذي حضر مباراتها في الدور الثاني والتي انتهت بفوزها على المصنفة الثانية عالمياً الإستونية آنيت كونتافيت الأربعاء الماضي.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)