«الفتاة الحالمة»... سيرينا ويليامس من شوارع العصابات إلى أسطورة

سيرينا ويليامز تحمل كأس رولان غاروس في فرنسا المفتوحة في 8 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز تحمل كأس رولان غاروس في فرنسا المفتوحة في 8 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
TT

«الفتاة الحالمة»... سيرينا ويليامس من شوارع العصابات إلى أسطورة

سيرينا ويليامز تحمل كأس رولان غاروس في فرنسا المفتوحة في 8 يونيو 2022 (أ.ف.ب)
سيرينا ويليامز تحمل كأس رولان غاروس في فرنسا المفتوحة في 8 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

انتقلت الأميركية سيرينا ويليامس من تعلم كرة المضرب في الملاعب العامة لأحد الأحياء الذي تسيطر عليه العصابات، لتصبح نجمة الأجيال وربما أعظم لاعبة في التاريخ.
وأعلنت الأسطورة البالغة 40 عاماً أمس (الجمعة)، بعد خروجها من الدور الثالث لبطولة الولايات المتحدة، أنها تتجه على الأرجح نحو الاعتزال بعد مسيرة مدججة بالألقاب.
أصبحت الأميركية الأفريقية أيقونة في رياضة يهيمن عليها ذوو البشرة البيضاء. فازت بـ23 لقباً في البطولات الأربع الكبرى وحطمت العديد من الأرقام وحققت الإنجازات بعزم قوي مثل الطاقة التي تولدها تسديداتها على أرض الملعب.
كانت سيرينا وشقيقتها فينوس، الفائزة بسبعة ألقاب كبرى، المنتجتين المنفذتين لفيلم «الملك ريتشارد» (كينغ ريتشارد) الذي يروي قصة والدهما ريتشارد ويليامس الذي علمهما كرة المضرب أثناء نشأتهما في شوارع كومبتون القاسية بولاية كاليفورنيا.
قالت سيرينا بعد فوزها بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2013 «ما زلت تلك الفتاة التي تحمل المضرب وتحلم وأنا ألعب من أجل ذلك».

ريتشارد ويليامز مع ابنتيه سيرينا وفينوس

وكانت بالفعل على قدر هذه الأحلام وتوجت بلقب كل من ويمبلدون وبطولة أستراليا المفتوحة سبع مرات، ثلاثة ألقاب في رولان غاروس وستة في الولايات المتحدة، ووقفت على بعد لقب واحد من معادلة الرقم القياسي للبطولات الكبرى الذي تحمله الأسترالية مارغاريت كورت.
فازت بلقبها الأول الكبير في نيويورك عام 1999 في سن السابعة عشرة والأخير في العام 2017 في أستراليا عندما كانت حاملاً بابنتها أولمبيا.
وعندما أنجبت أولمبيا في سبتمبر (أيلول) 2017، أمضت ستة أسابيع طريحة الفراش بعد انسداد رئوي، لكنها كافحت للعودة إلى الملاعب بعد خمسة أشهر في منافسات الزوجي في كأس الاتحاد (كأس بيلي جين كينغ حالياً) إلى جانب فينوس.
أكملت ويليامس، المتزوجة من أليكسيس أوهانيان مؤسس موقع «ريديت»، مرتين ما بات يعرف بـ«سيرينا سلام» أي الفوز بأربعة ألقاب كبرى توالياً وفعلت ذلك في 2002 - 2003 بدءاً من بطولة فرنسا المفتوحة ومرة أخرى في 2014 - 2015 بدءاً من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة.

سيرينا مع زوجها وابنتها (أ.ف.ب)

أتيحت لها فرصة لتحقيق البطولات الأربع الكبرى جميعها في عام واحد، لكنها منيت بمفاجأة بسقوطها أمام الإيطالية روبرتا فينتشي في نصف نهائي الولايات المتحدة المفتوحة 2015.
قالت ويليامس «لم أرد أبداً التركيز على الأرقام. بدأت لعب التنس ليس لأكون الأفضل ولكن فقط لأنه كان لدي مضرب وحلم. الآن يقول الناس إنني قد أكون (الأعظم)، لكن بالنسبة لي، لم أصل بعد».
وأضافت «لاعبات مثل كريس إيفرت ومارتينا نافراتيلوفا وشتيفي غراف، هن بالنسبة لي الأيقونات الأعظم في تاريخ تنس السيدات».
جلبت ويليامس أسلوباً وقوة في أدائها، وفي بعض الأحيان كانت ملابسها المميزة تصرف الانتباه عن جهودها المبهرة على أرض الملعب.
حققت آخر ألقابها الـ73 في منافسات الفردي في دورة أوكلاند في يناير (كانون الثاني) 2020، وهو لقبها الوحيد منذ أن أصبحت والدة.

في الصورة التي تم التقاطها في 7 سبتمبر 2008 قفزت سيرينا ويليامز في الهواء بعد فوزها في المباراة النهائية أمام الصربية يلينا يانكوفيتش (أ.ف.ب)

حصلت على أربع فرص لمعادلة الرقم القياسي لكورت لكنها خسرت المباراة النهائية في كل من ويمبلدون وأميركا المفتوحة عامي 2018 و2019.
ويليامس واجهت العديد من الصراعات والمعاناة، قتلت شقيقتها من والدتها وأب آخر، ييتوند برايس، برصاصة في عام 2003 عن عمر يناهز 31 عاماً على يد أحد أفراد العصابة في مسقط رأسهم في كومبتون. كانت المساعدة الشخصية لسيرينا.
تعرضت لإصابة في قدمها بعد أن وطأت على زجاج مهشم في أحد المطاعم الألمانية بعد أيام من فوزها ببطولة ويمبلدون عام 2010، فاحتاجت إلى عمليتين جراحيتين وقضت 20 أسبوعاً وهي ترتدي حذاء الجبيرة، وهي حادثة اعتبرتها السبب في تعرضها لجلطات دموية في رئتيها في عام 2011 هددت حياتها. غابت لمدة عام تقريباً وعن ثلاث بطولات كبرى.
في عام 2011 أخبرت سيرينا أن الأطباء «قالوا إن لدي جلطات في كلتا الرئتين. يموت الكثير من الناس بسبب ذلك لأنكم لا تلاحظون... لم أستطع التنفس، لقد اعتقدت بصراحة أنني كنت في حالة سيئة... كان من الممكن أن ينهي ذلك مسيرتي».
وعبرت بالقول «أن يحدث شيء كهذا بشكل عشوائي وأنت في قمة مسيرتك أمر صعب، وهذا يجعلني حقاً أقدر الأشياء».
نسبت ويليامس الفضل في نجاحها إلى عمل والدها وتمسكت به حتى بعد انفصال والديها.

ويليامز في مواجهة الأسترالية أجلا تومليانوفيتش خلال الدور الثالث لبطولة الولايات المتحدة أمس (د.ب.أ)

قالت اللاعبة التي تحتفل الشهر المقبل بعيد ميلادها الحادي والأربعين «لم أكن لأفوز بلقب واحد بدونه وبدون دعمه. إنه مدرب رائع. إنه مبتكر للغاية».
وتابعت «لقد بنى أسلوبي وأسلوب شقيقتي. لقد أعطانا أسس جيدة. لقد كانت صلبة ولم تكن ضعيفة، لذلك كنا دائماً قادرتين على تطوير أدائنا».
سمح ريتشارد ويليامس للأطفال الآخرين بمضايقة ابنتيه أثناء التمارين، وقال في حديث مع شبكة «سي إن إن» في العام 2015 «لكي تكون ناجحاً، يجب أن تستعد لما هو غير متوقع - وأردت التحضير لذلك. يمكن للنقد أن يخرج أفضل ما لديك».


مقالات ذات صلة

لاعبة التنس الروسية شنايدر تتألق في موسم استثنائي

رياضة عالمية ديانا شنايدر (أ.ف.ب)

لاعبة التنس الروسية شنايدر تتألق في موسم استثنائي

قادت ألقاب ديانا شنايدر الأربعة ببطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات في موسم استثنائي للاقتراب من المصنفات العشر الأوائل عالمياً.

«الشرق الأوسط» (بنغالور)
رياضة عالمية نوفاك ديوكوفيتش (أ.ف.ب)

ديوكوفيتش يتطلع للتغلب على سينر وألكاراس في البطولات الكبرى

أكد الصربي نوفاك ديوكوفيتش الحائز على 24 لقباً في البطولات الأربع الكبرى جاهزيته لمنافسة الإيطالي يانيك سينر والإسباني كارلوس ألكاراس في البطولات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
رياضة عالمية إيفان ليندل سيدرّب البولندي هوركاتش (أ.ب)

الأسطورة ليندل سيدرّب البولندي هوركاتش

أعلن لاعب التنس البولندي هوبرت هوركاتش الجمعة ضم كل من إيفان ليندل ونيكولاس ماسو إلى طاقمه التدريبي.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
رياضة عالمية هاليب (رويترز)

هاليب تنتقد ازدواجية معايير «الوكالة الدولية للنزاهة» بعد إيقاف شفيونتيك

عبرت سيمونا هاليب عن استيائها بسبب «الفارق الكبير» في طريقة التعامل مع قضية المنشطات الخاصة بها بعدما تعرضت إيغا شفيونتيك المصنفة الثانية عالميا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة لاعبي تشيلسي بهدفهم الأول في مرمى هايدنهايم الألماني (أ.ف.ب)

«دوري المؤتمر الأوروبي»: تشيلسي يهزم هايدنهايم الألماني ويعزز صدارته

عزز تشيلسي الإنجليزي صدارته لترتيب مرحلة الدوري بدوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم، وذلك عقب فوزه على مضيفه هايدنهايم الألماني 2/صفر، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».