تونس تتألم بين حادث تصادم وهجوم لـ«داعش»

غياب «الأضواء» و«الحواجز» يودي بحياة 17 شخصا

تونس تتألم بين حادث تصادم وهجوم لـ«داعش»
TT

تونس تتألم بين حادث تصادم وهجوم لـ«داعش»

تونس تتألم بين حادث تصادم وهجوم لـ«داعش»

بين حزن على ضحايا حادث، وأخرى تتعلق بهجوم إرهابي، أمضت تونس صباحها اليوم، حيث قتل 17 شخصا على الأقل وأصيب 70 بجروح في حادث اصطدام بين قطار للمسافرين وشاحنة اليوم (الثلاثاء) في مدينة الفحص الواقعة على بعد 60 كلم جنوب العاصمة تونس، كما أعلنت وزارت الداخلية والنقل والصحة التونسية في حصيلة غير نهائية.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان أن القطار القادم من مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب) والمتجه نحو العاصمة تونس، اصطدم بشاحنة كبيرة على مستوى منطقة العمايم التي تبعد 10 كلم عن مدينة الفحص التابعة لولاية زغوان (شمال شرق) ما أدى إلى مقتل 17 شخصا وإصابة 70 آخرين.
وأضافت الوزارة أن جهاز الحماية المدنية (الدفاع المدني) أرسل إلى مكان الحادث 14 سيارة إسعاف و4 شاحنات إنقاذ و10 شاحنات إطفاء فيما أرسلت وزارة الصحة 13 سيارة إسعاف وطواقم طبية.
وأوردت رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس الباجي قائد السبسي أوصى في اتصال هاتفي مع وزير النقل محمود بن رمضان «بأن تتضافر جهود مختلف الوزارات حتى تتخذ الإجراءات الاسعافية اللازمة للتخفيف عن الجرحى والإحاطة بعائلات الضحايا».
وأضافت أن وزير النقل أعلم رئيس الجمهورية بتكوين خلية أزمة وفتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذه الكارثة».
وقال وزير النقل محمود بن رمضان لإذاعة «موزاييك اف إم» الخاصة أن القطار والشاحنة كانا يسيران بسرعة زائدة وان اصطدامهما أدى إلى خروج القطار عن سكته.
وأضاف أن «السبب الأساسي للحادث هو عدم وجود حاجز عند مفترق الطريق» الذي يمر منه القطار والسيارات والأشخاص «وعدم وجود حماية للمفترق بالأضواء والحواجز».
وقال وزير النقل لإذاعة «شمس اف ام» ان عدد مفارق الطرق التي تمر منها القطارات في تونس يبلغ نحو 1150 منها 250 فقط محمية بإشارات مرور وحواجز و150 مجهزة بالأضواء.
وأقر الوزير بأن «هذا لا يكفي» وأنه «يجب تعميم» حماية هذه المفارق حتى «لا تتكرر مثل هذه الحوادث».
وفي يوليو (تموز) 2014، خرج قطار عن سكته في منعطف شمال غرب البلاد ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 40 آخرين.
ومن ناحية أخرى، أعلن تنظيم داعش اليوم (الثلاثاء) مسؤوليته عن هجوم على مركز للشرطة في سيدي بوزيد في تونس أمس، والذي قتل فيه ثلاثة من عناصر من الشرطة. وقال التنظيم في بيان نشره على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن مقاتلين من جند الخلافة هاجما مركزين عسكريين في مدينة بوزيد بالأسلحة الخفيفة وأوقعا أكثر من 20 من أفراد الشرطة والجيش بين قتيل وجريح.
وكانت وزارة الداخلية قد قالت أمس (الاثنين) أن مسلحين متشددين قتلا ثلاثة من رجال الشرطة بعد هجوم على مركز للأمن قبل أن تقتل القوات الخاصة أحدهما وتعتقل الثاني.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.