اتهمت موسكو القوات الأوكرانية باستهداف منشآت مدنية في خيرسون التي شهدت خلال الأسبوع الأخير توسيع «هجوم مضاد» قالت كييف إنه نجح في اختراق دفاعات الجيش الروسي في هذه المنطقة من جنوب أوكرانيا.
وأفادت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية بأن ضربات المدفعية الأوكرانية أصابت خيرسون في وقت مبكر اليوم الجمعة. ونقلت عن الخدمة الصحافية للإدارة العسكرية التي أنشأتها روسيا في الإقليم إن «القصف الأوكراني أصاب مبنى سكنياً ودمر جزءاً منه». وتحدثت عن وقوع قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن «رجال الإنقاذ يعملون في مكان الحادث. وتتم إزالة الحطام».
وشكلت الضربة استمراراً للهجوم على عدة محاور في خيرسون وخلال ليلة الخميس - الجمعة أعلن فلاديمير ليونتيف، رئيس الإدارة العسكرية والمدنية الموالية لموسكو، أن القوات المسلحة الأوكرانية دمرت أحد المصاعد المائية أثناء قصف بلدة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون. وأضاف ليونتيف: «الليلة الماضية، دمر القصف الأوكراني مصعد نيبولون المائي الواقع في فيسيلوي... وقد أسفر الهجوم عن تدمير كمية ضخمة من الحبوب، ومنشآت الإنتاج». وأشار إلى أن الموقع «تم استهدافه بأسلحة دقيقة من قبل القوات الأوكرانية».
وكان المكتب التمثيلي لدونيتسك أشار في بيان إلى اتساع مساحة أهداف الضربات الأوكرانية، موضحاً أن ضربات المدفعية استهدفت «خلال الساعات الماضية دونيتسك وغورلوفكا وبانتيليمونوفكا». وزاد أن القوات الأوكرانية «أطلقت 13 قذيفة من عيار 155 مليمتراً من مدافع الهاوتزر بعيدة المدى التي حصلت عليها من بلدان الناتو».
في غضون ذلك، أفادت وكالة «تاس» الحكومية الروسية بأن 5 انفجارات قوية دوت في مدينة ميليتوبول بجنوب مقاطعة زابوريجيا. ولم تنقل الوكالة معطيات عن أهداف الهجوم ولا الأضرار التي سببها، لكنها زادت أنه وفقاً للمعلومات الأولية فقد بدأت الدفاعات الجوية في المدينة بالعمل. من جهتها، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الانفجارات وقعت في الجزء الشمالي الغربي من المدينة.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة «فزغلياد» الروسية المحافظة عن تحرك واسع قامت به روسيا أخيراً لتعزيز الدفاعات في منطقة القرم بعد أن تعرضت منشآت عسكرية روسية لهجمات عدة في الأسابيع الماضية. ووفقاً لمعطيات الصحيفة فقد عملت روسيا على إعادة هيكلة عمل منظومة الدفاع الجوي في شبه جزيرة القرم كون «التهديد الرئيسي لشبه الجزيرة يأتي، حالياً، ليس من الطائرات الحربية والصواريخ بقدر ما يأتي من الطائرات الصغيرة المسيرة».
وقال مستشار رئيس «جمهورية القرم» أوليغ كريوتشكوف إن الغرض من «هجمات الطائرات المسيرة الصغيرة ليس عسكرياً، بل يحمل انعكاسات ودلالات معنوية ورمزية»، موضحاً أن الشحنات المتفجرة في الطائرات المسيرة تقع في الحد الأدنى، ومن غير الممكن إحداث أضرار جسيمة. ويشير خبراء إلى أن الحديث عن إعادة هيكلة منظومة الدفاع الجوي يشير إلى أن التهديد الذي يجري النظر فيه هو الخوف من تعزيز قدرات الطائرات المسيرة الهجومية لتكون قادرة على حمل شحنة قنابل. ومع ذلك، سعت الصحيفة إلى التقليل من أهمية الخطر الجديد الذي دعا إلى إعادة هيكلة الدفاعات الروسية. ونقلت عن النائب السابق للقائد العام للقوات الجوية الروسية ايتيتش بيجيف تأكيده في وقت سابق أنه «ينبغي إدراك أن الطائرات القتالية المسيرة لا تشكل تهديداً من حيث المبدأ»، مشيراً إلى أن قوات الدفاع الجوي الروسية «اكتسبت خبرة واسعة في صد هجمات الطائرات المسيرة خلال عملها في سوريا. وهناك، واجه جيشنا لأول مرة الطائرات المسيرة. وتم شن هجمات مكثفة بطائرات مسيرة على قاعدة حميميم الجوية. وكانت تجربة مقاومتها ناجحة، فقد تم إسقاط كل من الطائرات التركية والأميركية المسيرة».
مخاطر وقوع كارثة نووية
في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية الجمعة عن وزير الدفاع سيرغي شويغو قوله إن أوكرانيا تواصل قصف محطة زابوريجيا للطاقة النووية مما يثير مخاطر وقوع كارثة نووية في أوروبا. واتهم شويغو كييف بارتكاب «إرهاب نووي» ورفض تأكيداتها هي والغرب أن بلاده نشرت أسلحة ثقيلة في المحطة النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي تسيطر عليها روسيا منذ مارس (آذار)، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز».
وجاء كلام وزير الدفاع الروسي في وقت قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا ربما لا تزال مهمة رغم الصعوبات التي واجهتها بسبب الوجود الروسي في الموقع. وذكر زيلينسكي في تسجيل فيديو أذيع في منتدى «أمبروسيتي» للأعمال في إيطاليا «لقد فعلنا كل شيء لضمان وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا وأعتقد أن هذه البعثة ربما لا يزال لها دور». وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية في وقت سابق الجمعة إنه لم يسمح للبعثة بدخول مركز الأزمات في المحطة، حيث تقول أوكرانيا إن القوات الروسية متمركزة، وإن البعثة سوف تجد صعوبة لإجراء تقييم محايد للوضع.
وقال زيلينسكي بحسب «رويترز»: «للأسف لم نسمع الشيء الرئيسي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو دعوة روسيا لإخراج السلاح من المحطة». وأضاف «آمل أن تلتزم البعثة بما اتفقنا عليه، وأن تخدم مصالح المجتمع الدولي بأسره». وقال زيلينسكي إن ضمان عودة محطة زابوريجيا للعمل بأمان وبقائها متصلة بشبكة الكهرباء في البلاد سيساعد في مواجهة أزمة الطاقة في أوروبا. وتابع «أوكرانيا مستعدة لزيادة صادرات الكهرباء إلى دول الاتحاد الأوروبي».