23 قتيلاً في هجومين انتحاريين في تشاد.. والحكومة تتهم «بوكو حرام»

تشكيل «خلية أزمة» ومنع السيارات ذات النوافذ المظللة

23 قتيلاً في هجومين انتحاريين في تشاد.. والحكومة تتهم «بوكو حرام»
TT

23 قتيلاً في هجومين انتحاريين في تشاد.. والحكومة تتهم «بوكو حرام»

23 قتيلاً في هجومين انتحاريين في تشاد.. والحكومة تتهم «بوكو حرام»

قتل 23 شخصا وأصيب 101 أمس في نجامينا في هجومين انتحاريين استهدفا مقر الشرطة وأكاديمية تابعة لها كما أعلنت الحكومة التشادية في بيان وأفاد بيان للحكومة تلي على الإذاعة الوطنية أن أربعة «إرهابيين» قتلوا أيضا في هذين الهجومين مؤكدا أن الأوضاع تحت السيطرة. وبمواجهة هذه الاعتداءات التي لا سابق لها في العاصمة التشادية، أعلنت الحكومة أنها شكلت «خلية أزمة» ومنعت السيارات «ذات النوافذ المظللة». وقد أعلن مسؤول في شرطة نجامينا في وقت سابق أن انتحاريين هاجما في وقت واحد مقرا للشرطة وأكاديمية تابعة لها حيث يتلقى بعض المتدرجين تدريبات. وقال مصدر آخر في الشرطة إن تصرف المهاجمين يحمل علامات المتطرفين في جماعة بوكو حرام النيجيرية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن. يذكر أن الجيش التشادي يشارك منذ فبراير (شباط) في عملية عسكرية إقليمية تهدف إلى طرد «الجماعة الإسلامية» من مناطق واسعة استولت عليها في شمال شرق نيجيريا. وتعرب تشاد منذ أشهر، وهي في خط المواجهة الأول ضد «بوكو حرام» على غرار الكاميرون، عن خشيتها من وقوع اعتداءات مماثلة على أراضيها. وذكرت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية أن هجومين انتحاريين استهدفا قتل 10 أشخاص على الأقل.
من جهة أخرى، هاجمت جماعة بوكو حرام المتشددة قرية في شمال شرقي نيجيريا واستخدمت النساء كدروع بشرية في مواجهة الجيش، حسبما قال شهود عيان أمس. وقال أحد سكان قرية داماتورو القريبة: «لقد غزوا قريتنا واستخدموا نساءنا كدروع أثناء القتال ضد الجيش». وهاجمت بوكو حرام قرية بابانجيدا بولاية يوبي أمس، إلا أنه لم يتم الكشف عن معلومات خاصة بالهجوم إلا اليوم.
وقال شخص آخر يدعى نوهو يارو إن 15 شخصا قتلوا في تبادل إطلاق النار. وقال الجيش النيجيري في بيان إن عشرات الإرهابيين قتلوا أيضا في الاشتباكات. وأوضح البيان أنه تم «ضبط أكثر من 10 بنادق والمئات من طلقات الذخيرة وعدد من القنابل اليدوية كانت بحوزة الإرهابيين».



«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
TT

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)

اعتقلت وحدة من مقاتلي «فاغنر» الروسية الخاصة 6 مدنيين موريتانيين على الأقل في إحدى القرى الواقعة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإعلامية موريتانية، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن مجموعة من مقاتلي «فاغنر» دخلوا قرية لقظف، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة باسكنو، أقصى جنوب شرقي موريتانيا، غير بعيد عن الحدود مع دولة مالي. مؤكدةً أن جميع سكان قرية لقظف يحملون الجنسية الموريتانية، رغم أن القرية تقع داخل شريط حدودي «غير مرسَّم»، وبالتالي تتداخل فيه صلاحيات البلدين: مالي وموريتانيا.

موريتانيان معتقلان من طرف مجموعة «فاغنر» (إعلام محلي)

وبسبب غياب ترسيم الحدود، نفَّذ الجيش المالي المدعوم من قوات «فاغنر»، خلال العامين الأخيرين، عمليات عسكرية كثيرة داخل الشريط الحدودي، ضمن ما تطلق عليه مالي «مطاردة العناصر الإرهابية»، لكنَّ هذه العمليات راح ضحيتها عشرات المدنيين الموريتانيين.

اقتحام واختطاف

وصفت المصادر المحلية ما حدث أمس في القرية بأنه «عملية اختطاف» تعرَّض لها ستة مواطنين موريتانيين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء «المختطفين»، وكان بعضهم يحمل بطاقة تعريفه الموريتانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن قوات «فاغنر» اقتحمت القرية خلال تنظيم سوق محلية أسبوعية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص في الهواء، قبل أن يجمعوا رجال القرية، ويقرروا توقيف 7 أشخاص، أفرجوا عن واحد منهم لاحقاً، كما صادروا خمس سيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء، تعود ملكيتها إلى رجال من القرية.

في غضون ذلك، نشرت الصحافة المحلية أن قوات «فاغنر» نقلت الموقوفين الستة إلى مدينة نامبالا، داخل أراضي مالي، وسلَّمتهم للجيش المالي، وسيجري نقلهم إلى العاصمة باماكو، «تمهيداً لإطلاق سراحهم»، على حد تعبير صحيفة محلية.

رعب «فاغنر»

خلال العامين الأخيرين قُتل عشرات الموريتانيين على يد الجيش المالي وقوات «فاغنر» الروسية، داخل الشريط الحدودي بين البلدين، وحتى داخل أراضي مالي، وهو ما أسفر عن برود في العلاقة بين البلدين، كاد يتطور إلى قطيعة نهائية.

وقُتل أغلب هؤلاء الموريتانيين بطرق بشعة، من بينها الحرق والدفن في قبور جماعية، مما أشعل موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، لكنَّ الماليين برَّروا ذلك بالحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، والتي دعت الموريتانيين إلى اصطحاب هوياتهم، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

قوات موريتانية على الحدود مع مالي (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من عامين، تجري معارك عنيفة بين الجيش المالي المدعوم من «فاغنر» من جهة، و«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة على الحدود مع موريتانيا، وتحدث مطاردات تنتهي في الغالب داخل الشريط الحدودي.

شريط حدودي رمادي

يمتد الشريط الحدودي بين البلدين على أكثر من ألفي كيلومتر، وبعمق يزيد على 10 كيلومترات، حيث تقع فيه عشرات القرى التي يقطنها سكان من البلدين، دون تحديد إن كانت موريتانية أم مالية.

وحاول البلدان ترسيم الحدود عدة مرات منذ الاستقلال عن فرنسا قبل ستين عاماً، لكنَّ هذه المحاولات لم تُفضِ إلى نتيجة، ليشكل البلدان بعد ذلك لجنة مشتركة لتسيير الحدود.

وسبق أن هددت السلطات الموريتانية، التي احتجت على ما يتعرض له مواطنوها، بالرد والتصعيد أكثر من مرة، وطالبت في الوقت ذاته مواطنيها بالانسحاب من هذه المنطقة، حتى تنتهي المعارك. لكنَّ سكان المنطقة الحدودية من البدو، المشتغلين بتربية الأبقار والإبل والأغنام، ويعيشون منذ قرون على التحرك في المنطقة، بحثاً عن الماء والمرعى، لا يمتلك أغلبهم أي أوراق مدنية، وبعضهم الآخر يحوز الجنسيتين؛ الموريتانية والمالية.

ومع تصاعد استهداف الموريتانيين، زار قائد الجيش المالي نواكشوط، مطلع مايو (أيار) الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قائد الجيش الموريتاني ووزير الدفاع، أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة، والاتفاق على تنسيق العمليات على الأرض.

الرئيس الموريتاني أجرى مشاورات مع المسؤولين في مالي لمنع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي بلاده (أ.ف.ب)

وكان الهدف من هذا التنسيق، حسبما أعلن الطرفان، هو منع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي موريتانيا، لكن أيضاً تفادي أي استهداف للموريتانيين بالخطأ داخل الشريط الحدودي. ومنذ ذلك الوقت لم يُقتَل أي مواطن موريتاني داخل الشريط الحدودي، فيما تراجعت بنسبة كبيرة تحركات قوات «فاغنر» في الشريط الحدودي، وتعد عملية توقيف الموريتانيين (الثلاثاء) الأولى من نوعها منذ ستة أشهر.