لماذا تريد «ناسا» العودة للقمر قبل إرسال البشر إلى المريخ؟

رائد فضاء يقف إلى جانب العلم الأميركي على سطح القمر (أرشيفية- رويترز)
رائد فضاء يقف إلى جانب العلم الأميركي على سطح القمر (أرشيفية- رويترز)
TT

لماذا تريد «ناسا» العودة للقمر قبل إرسال البشر إلى المريخ؟

رائد فضاء يقف إلى جانب العلم الأميركي على سطح القمر (أرشيفية- رويترز)
رائد فضاء يقف إلى جانب العلم الأميركي على سطح القمر (أرشيفية- رويترز)

بعد 50 عاماً على آخر رحلة إلى القمر ضمن برنامج «أبولو»، يتهيأ الصاروخ الفضائي الأقوى في العالم للبدء في مهمته الأولى، اليوم (الاثنين)، انطلاقاً من فلوريدا، مستهلاً البرنامج الأميركي للعودة إلى القمر.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، تمهد الرحلة التجريبية غير المأهولة التي أطلق عليها تسمية «أرتيميس 1»، لرحلات مستقبلية مأهولة، وتعتبر مجرد خطوة أولى نحو مستقبل استكشاف الفضاء.

لكن، لماذا تريد «ناسا» العودة إلى القمر قبل إرسال البشر إلى المريخ؟
قال مدير «ناسا» بيل نيلسون، خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق من هذا الشهر: «سنعود إلى القمر من أجل تعلم العيش والعمل والبقاء على قيد الحياة. أيضاً سوف نتعلم كيفية استخدام الموارد على القمر حتى نتمكن من بناء الأشياء في المستقبل».
وناقش رائد فضاء «ناسا» راندي بريسنيك، أهمية استكشاف القمر كطريقة للاستعداد للهبوط على المريخ. وقال خلال إحاطة صحافية يوم السبت: «عند التخييم وسط الطبيعة البرية في ألاسكا، على سبيل المثال، لا يقوم الأشخاص باستخدام معدات وأحذية جديدة لم تستعمل أو تختبر من قبل، كذلك فإن المريخ ليس المكان المناسب لاختبار معدات وتقنيات جديدة تستخدم لأول مرة أيضاً».

وعاش رواد الفضاء وعملوا على متن محطة الفضاء الدولية التي تدور حول حوالي 254 ميلاً فوق الكوكب في مدار أرضي منخفض، لأكثر من 20 عاماً. وبحثت تجاربهم في كيفية تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان.
ومن جهته، قال رائد فضاء «ناسا» ريد وايزمان، رئيس مكتب رواد الفضاء في مركز جونسون للفضاء في هيوستن: «كل يوم قضيته شخصياً في محطة الفضاء الدولية، كنت أنظر إليها على أنها تسير على المريخ. هذا هو سبب وجودنا هناك. نحاول تحسين الحياة على الأرض، ونحاول توزيع البشر في نظامنا الشمسي».
أما جاكوب بليشر، كبير علماء الاستكشاف في وكالة «ناسا»، فقد صرح قائلاً: «قمرنا بمثابة مكتبة سماوية. الصخور القمرية والجليد القمري هما بمثابة كتب في هذه المكتبة، يمكننا استخدامها للبدء في الكشف عن كيفية تطور النظام الشمسي. يمكن أن يساعدنا هذا حقاً في التعرف على ما كان يحدث هنا على الأرض عندما بدأت الحياة، وهذا الأمر قد يساعدنا في الهبوط على المريخ أيضاً».
وقال جيم فري، المسؤول في مهام تطوير أنظمة الاستكشاف بوكالة «ناسا»: «نريد أن نبقى على سطح القمر، ونتعلم على سطح القمر، حتى نتمكن من الحصول على أكبر قدر من العلم، ونعرف بعد ذلك كيف سنذهب إلى المريخ».
https://www.youtube.com/watch?v=wKwoBudYIiI&t=6s&ab_channel=NASA
ويهدف برنامج «أرتيميس» إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر، من خلال بناء محطة فضائية ستحمل اسم «غايتواي» في المدار المحيط به.
وستكون «غايتواي» بمثابة محطة توقف ونقطة للتزود بالوقود، قبل الرحلة الطويلة إلى المريخ، والتي تستغرق أشهراً عدة على الأقل.
وفي مهمة «أرتميس 2»، المقرر إجراؤها في عام 2024، سيتبع رواد الفضاء مساراً مشابهاً لمسار «أرتيميس 1» وهو الدوران حول القمر على مسافة أوسع من أي مهمة من مهام برنامج «أبولو».
أما في «أرتميس 3»، المقرر إجراؤها في أواخر عام 2025، فمن المنتظر أن تهبط امرأة على القمر لأول مرة.
وحددت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، هدف إنزال البشر على المريخ بحلول عام 2033، وأيد مسؤولو ناسا هذا الهدف منذ ذلك الحين.


مقالات ذات صلة

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بين يدَي تاكاو دوي نموذج هندسي لـ«ليغنوسات» (رويترز)

أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء

انطلق أول قمر اصطناعي خشبي في العالم صنعه باحثون يابانيون إلى الفضاء، الثلاثاء، في اختبار مُبكر لاستخدام الأخشاب باستكشاف القمر والمريخ.

«الشرق الأوسط» (كيوتو اليابان)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «شجرة القمر» على الأرض (أ.ب)

مدرسة أميركية تزرع «شجرة القمر» ببذور حلّقت في الفضاء

زُرِعت «شجرة القمر»، كما أُطلق عليها، ببذور طارت حول القمر، ثم وُضعت على عربة شحن برفقة تلاميذ يحملون مجارف للمساعدة في حفر موطنها الجديد.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.