تحالف متشددين وسكان محليين ينهي أسطورة «داعش» في درنة

مصادر تروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل اجتماع الساعات الخمس في القاهرة بين ليون وأعضاء في البرلمان الليبي

تحالف متشددين وسكان محليين ينهي أسطورة «داعش» في درنة
TT

تحالف متشددين وسكان محليين ينهي أسطورة «داعش» في درنة

تحالف متشددين وسكان محليين ينهي أسطورة «داعش» في درنة

بدا أمس أن أسطورة تنظيم داعش في مدينة درنة معقل الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا، قد انهارت، بعدما أعلن مجلس شورى مجاهدي درنة إنه نجح في إخراج مقاتلي تنظيم داعش من معظم أنحاء المدينة.
وشهدت شوارع المدينة اشتباكات منذ عدة أيام بين أعضاء مجلس شورى مجاهدي درنة - الذي ينضوي تحت لوائه عدد من الجماعات الإسلامية المحلية - والموالين لتنظيم داعش الذين يحاولون تعزيز نفوذهم في درنة منذ أكثر من عام.
وقال متحدث باسم المجلس لقناة «النبأ» التلفزيونية الليبية إن أكثر من 70 من متشددي «داعش» استسلموا خلال القتال الذي أصيب بعضهم خلاله بجروح خطيرة. وأضاف أن 90 في المائة من مدينة درنة الآن تحت سيطرة المجلس، مشيرا إلى أن مقاتليه يتعاملون بحذر مع القناصة في المدينة.
من جهة ثانية علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعا سريا عقده أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها لدى ليبيا، برناردينو ليون، في العاصمة المصرية مع نحو 30 من أعضاء مجلس النواب الليبي قد فشل في التوصل إلى أي نتيجة إيجابية، بسبب ما اعتبره النواب تطاولا غير مقبول من المبعوث الدولي.
وقال نواب شاركوا في الاجتماع الذي بدأ في الواحدة من بعد ظهر أمس، واستمر نحو خمس ساعات، بأحد فنادق القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن 5 نواب من برقة انسحبوا من اللقاء الذي كان يستهدف محاولة إقناع أعضاء مجلس النواب بالتصويت لصالح المسودة الرابعة التي قدمها ليون لطرفي الصراع السياسي في ليبيا، بهدف التوصل إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال أحد النواب لـ«الشرق الأوسط»: «ما سمعناه كان غير مقبول على الإطلاق، تلقينا تهديدات بفرض العقوبات الدولية وتلويح بأن هذا ممكن مع اقتراب موعد انتهاء المدة المقررة للمجلس في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».
وأضاف: «كان المبعوث الدولي يخاطبنا كأننا تلاميذ مدارس، يصدر إلينا في التعليمات وكأنه يتحدث إلى موظفين يعلمون لديه، وليس إلى ممثلين شرعيين ومنتخبين عن الشعب الليبي».
وتابع نائب آخر: «حاول ليون أيضا أن يفرض مسألة التوقيع على المسودة التي اقترحها، والتي نراها معيبة ولا تلبى طموحات شعبنا وتمثل انتصارا سياسيا للمتطرفين في العاصمة طرابلس، لهذا قطعنا الاجتماع وغادر خمسة نواب من برقة مقر اللقاء، والباقون موجودون».
وأوضح مشاركون في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يسفر عن أي شيء إيجابي أو ملموس، بينما رفض النواب المنسحبون استقلال طائرة الأمم المتحدة المتجهة إلى مقر البرلمان المؤقت بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، وفضلوا في المقابل البحث عن بدائل أخرى.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.