قال المهاجم النيجيري تايو أونيي بعد انضمامه إلى نوتنغهام فورست كأغلى صفقة في تاريخ النادي: «كان حلمي دائماً أن ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز». لقد استغرق الأمر من أونيي سبع سنوات منذ انتقاله إلى ليفربول لكي يترك بصمته أخيراً ويلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن طموحاته في الوصول إلى الملاعب الإنجليزية بدأت قبل ذلك بكثير.
وخلال الفترة بين وصوله إلى إنجلترا وحتى يومنا هذا، انتقل اللاعب النيجيري سبع مرات على سبيل الإعارة، ومرتين بشكل دائم. وكان أونيي أول صفقة يبرمها نوتنغهام فورست خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية عندما دفع 17.5 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب، في خطوة تعكس رغبة النادي في العودة بكل قوة للدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان ليفربول قد تعاقد مع اللاعب النيجيري الشاب آنذاك مقابل 400 ألف جنيه إسترليني بعد أن تألق في كأس العالم تحت 20 سنة في عام 2015، لكنه لم يتمكن من الحصول على تصريح عمل، وهو ما جعل اللاعب ينتقل من نادٍ إلى آخر على سبيل الإعارة، فلعب في هولندا وبلجيكا وألمانيا، قبل أن ينتقل إلى يونيون برلين بشكل دائم.
لقد شارك اللاعب النيجيري الشاب مع ليفربول في فترات الاستعداد للموسم الجديد عدة مرات، لكنه لم يشارك في أي مباراة رسمية مع الريدز. ومع ذلك، يتحدث أونيي دائماً بشكل جيد عن الفترة التي قضاها في ليفربول.
جماهير نوتنغهام قدمت دعماً معنوياً كبيراً لنجمها الجديد (رويترز)
لقد استغل الصيف الماضي للتعلم من المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، ومن نجوم الفريق محمد صلاح وساديو ماني، وعلى وجه الخصوص روبرتو فيرمينو. لقد تعلم المهاجم النيجري خلال معسكر ليفربول التحضيري في النمسا الصيف الماضي، أنه لكي يصل أي لاعب إلى القمة فإنه يتعين عليه أن يعمل بشكل جاد كل يوم.
لكن أونيي لم يتألق في كل فترات الإعارة التي لعبها، وواجه كثيراً من الصعوبات خلال الفترة التي لعبها مع جينت البلجيكي وقطع فترة إعارته هناك بعدما فشل في تسجيل أي هدف خلال 16 مباراة بالدوري.
وكان المهاجم النيجيري الشاب يكتفي بالجلوس على مقاعد البدلاء مع فريق يلعب بطريقة لا تناسب إمكاناته وقدراته على الإطلاق، لكنه اعترف بأنه تعلم كثيراً من هذه التجربة. ودائماً ما كان إيمانه بالله مهماً جداً بالنسبة له، وهو الأمر الذي ساعده في التغلب على الصعوبات والتحديات والوصول إلى ما هو عليه اليوم.
في الحقيقة، كان هناك عدد كبير من الأسباب التي جعلت نوتنغهام فورست يضع أولوية للتعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً كخياره الأول في مركز المهاجم الصريح، حيث يتميز اللاعب بالسرعة الفائقة والقدرة على الضغط على المنافسين - وهو ما يناسب تماماً المدير الفني ستيف كوبر - وسجل 15 هدفاً في 31 مباراة بالدوري الألماني الممتاز مع يونيون برلين الموسم الماضي، بفضل تحركاته الدؤوبة والذكية داخل منطقة الجزاء وما حولها.
وعلاوة على ذلك، يقوم المهاجم النيجيري بعمل رائع عندما لا يكون فريقه مستحوذاً على الكرة، وهو الأمر الذي يناسب تماماً نادي نوتنغهام فورست، الذي يعرف جيداً أنه سيقضي معظم الموسم محروماً من الكرة أمام الأندية القوية. ويُعد أونيي واحداً من 15 لاعباً تعاقد معهم نوتنغهام فورست منذ فوز النادي في المباراة الفاصلة للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز أمام هيديرسفيلد تاون.
وكان يتعين على نوتنغهام فورست التغلب على كثير من المنافسين، بما في ذلك أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتعاقد مع أونيي.
لقد انتقل اللاعب النيجيري مع وكيل أعماله إلى أثينا للحديث مع كوبر حول الدور المتصور له في مهمته الجديدة مع نوتنغهام فورست. وكانت هذه المناقشات كافية لإقناع أونيي بأن نوتنغهام فورست سيكون المكان المثالي الذي سيمكنه أخيراً من أن يترك بصمة كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويعد أونيي واحداً من أربعة لاعبين انتقلوا إلى نوتنغهام فورست من الدوري الألماني الممتاز هذا الصيف.
لقد رأى النادي أنه يمكنه التعاقد مع لاعبين مميزين للغاية من الدوري الألماني الممتاز بمقابل مادي أقل مما يمكن أن يدفعه للتعاقد مع لاعبين من إنجلترا، فضلاً عن أن أندية البوندسليغا بحاجة إلى المال في الوقت الحالي. وقدم موسى نياخات وأوريل مانغالا أيضاً أداء جيداً في أول مباراة يفوز فيها نوتنغهام فورست بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والتي كانت أمام وستهام. وتتراوح أعمار اللاعبين الثلاثة بين 24 و26 عاماً، وهو ما يجعلهم قادرين على التحسن والتطور، ويمكنهم تشكيل العمود الفقري للفريق لسنوات مقبلة. في غضون ذلك، ضم الفريق أيضاً عمر ريتشاردز من بايرن ميونيخ، لكنه مصاب حالياً بكسر في الساق.
ربما لم يكن أونيي يتخيل أن هدفه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي كان هدف الفوز على وستهام، سيأتي من اصطدام الكرة بركبته بعدما شتتها لاعب الفريق المنافس، لكن احتفاله الصاخب بهذا الهدف يُظهر أنه لم يهتم بذلك. وقال اللاعب النيجيري لـ«بي بي سي»: «أنا سعيد حقاً بالهدف لأنني خضت رحلة طويلة للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. لهذا السبب أنا فخور جداً بنفسي، وبالطبع أنا ممتن لله على ذلك».
لقد جاء أونيي من بيئة فقيرة في نيجيريا، ويبذل قصارى جهده دائماً في أي نادٍ يلعب به، ويسعى الآن لاستغلال الفرصة التي أتيحت له من أجل إثبات نفسه كمهاجم قدير في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعندما كان طفلاً كان يتعين عليه أن يخيط حذاءه لكي يلعب به.
لقد أصبحت تلك الأيام الصعبة خلفه الآن، لكنه لا ينسى أبداً من أين أتى، كما لا ينسى الطموحات التي يريد تحقيقها. لقد أتيحت له الفرصة أخيراً لإثبات نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز بعقد مدته خمس سنوات بفضل سنوات من العمل الشاق في نيجيريا وأوروبا. والآن، يمكن لأونيي أن يجعل إنجلترا موطناً طويل الأمد له، وأن يتألق في الدوري الإنجليزي الممتاز.