تشييع جنازة طارق عزيز في الأردن وسط حضور لافت لحزب البعث

المشيعون رفعوا صور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين

جانب من مراسم تشييع نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز في مادبا بالأردن أمس (رويترز)
جانب من مراسم تشييع نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز في مادبا بالأردن أمس (رويترز)
TT

تشييع جنازة طارق عزيز في الأردن وسط حضور لافت لحزب البعث

جانب من مراسم تشييع نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز في مادبا بالأردن أمس (رويترز)
جانب من مراسم تشييع نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز في مادبا بالأردن أمس (رويترز)

شيع المئات من أبناء الجالية العراقية وفعاليات أردنية أمس جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز من كنيسة العذراء الناصرية في منطقة الصويفية في عمان إلى مثواه الأخير في مدينة مادبا. وأقيمت مراسم طقوس الصلاة الجنائزية على روح عزيز ترأسها مطران الكنيسة الكاثوليكية مارون لحام، وسط حضور مئات المسيحيين العراقيين والأردنيين المؤيدين لحزب البعث.
ولدى إنزال التابوت من سيارة الإسعاف التي نقلت الجثمان من المركز العربي الطبي، جرى رفع صور طارق عزيز إلى جانب صور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، من قبل الحضور. وشارك في التشييع «شبيبة حزب البعث» الذين كانوا يرتدون لباسًا مموهًا، وأطلقوا هتافات تصف عزيز بـ«الشهيد».
وألقت زينب، ابنة عزيز، كلمة تأبينية خلال مراسم الجنازة، فيما ألقى عدد من الحضور أبيات شعرية. واحتشدت مئات السيارات التي استقلها الكثير من الشخصيات العراقية والأردنية السياسية والعشائرية والنقابية في موكب جنائزي ضخم، فيما انتشرت مئات العناصر من قوات الأمن الأردنية بالزي المدني المرافقة للجنازة تحسبا لوقوع أي طارئ.
وكان وزير الداخلية الأردني الأسبق مازن الساكت من ضمن المشيعين، كما حضر النائبان الأردنيان خليل عطية ومحمد الحجوج المراسم، فيما تغيب عن الحضور المسؤولون الأردنيون.
وقد ووري جثمان عزيز الثرى في مقبرة الخلود الجديدة بمدينة مادبا، وثمن رئيس بلدية مادبا المحامي مصطفى المعايعة، الموقف الأردني بقبول طلب ذوي عزيز دفنه في الأردن.
وكان العشرات من أقارب عزيز ومن أصدقاء العائلة ومن المواطنين الأردنيين وأقطاب في حزب البعث الأردني والشخصيات الناشطة والعامة قد احتشدوا فجر أمس لمتابعة اللحظات الأخيرة لوصول الجثمان إلى مستشفى المركز العربي، وسمعت هتافات تطالب صدام بـ«استقبال» نائبه ووزير خارجيته، قبل أن يهاجموا إيران بهتافاتهم «علي صوتك في عمان فلتسقط دولة إيران».
وتقدمت عائلة عزيز وأصدقاؤه بإعلان نعي خاص تحدثت فيه عن تمسك عزيز بمواقفه القومية «حتى النفس الأخير في حياته»، وقالت إنه برحيل عزيز «فقدت الدبلوماسية العربية عميدها ورجلا صلبا في التصدي للمشاريع الصهيونية والاستعمارية التي تستهدف الأمة العربية».
ونعى زياد طارق عزيز والده قائلا: «طارق عزيز يرحل.. شرفاء الأمة العربية والمناضلون في سبيل عزتها وكرامتها وشعب العراق الأبي وماجداته ينعون المناضل العربي الأستاذ طارق عزيز». وأضاف مخاطبا والده: «كنت نجم المحافل الدبلوماسية العربية والدولية في الدفاع عن قضايا أمتك ووحدتها، وأثبت صلابة في مواقفك تجاه الأطماع الاستعمارية». وتابع: «أسرتك الصغيرة ستفتقدك، رفيقة عمرك أم زياد وأبناؤك وبناتك: زياد وصدام، وزينب وميساء، وأحفادك، كبارا وصغارا، ومن هم لم يروك، ورفاقك ومحبوك، سيفتقدون بفراقك الزوج الوفي والأب الحاني والصديق والمعلم».
وتوفي عزيز (79 عاما)، الذي أمضى أعوامه الأخيرة في السجن، قبل أكثر من أسبوع في أحد مستشفيات جنوب العراق، حيث نقل إثر تدهور حالته الصحية. وعانى في السابق من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وطالبت عائلته مرارا بالإفراج عنه نظرا للظروف الصعبة التي كان يعانيها في السجن. كما نقلت عن محاميه في عام 2011 طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الإسراع في تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي. وحكم على عزيز بالإعدام شنقا في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، لإدانته «بالقتل العمد وجرائم ضد الإنسانية» في قضية «تصفية الأحزاب الدينية».
ووافقت الحكومة العراقية على نقل جثمان عزيز إلى الأردن، شرط ألا تتم له أي مراسم تشييع، أو مظاهرات، أو ترديد شعارات وهتافات، من المطار إلى المقبرة المخصصة لدفنه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.