مصر تكشف عن التحالف الدولي لـ«افتتاح القناة الجديدة» وتدعو العالم إلى الاستثمار

مميش: العمل يبدأ في 6 أغسطس.. وتوقعات العائدات تتجاوز 100 مليار دولار

أعمال الحفر على قدم وساق في قناة السويس الجديدة بالقرب من مدينة الإسماعيلية أمس (أ.ف.ب)
أعمال الحفر على قدم وساق في قناة السويس الجديدة بالقرب من مدينة الإسماعيلية أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر تكشف عن التحالف الدولي لـ«افتتاح القناة الجديدة» وتدعو العالم إلى الاستثمار

أعمال الحفر على قدم وساق في قناة السويس الجديدة بالقرب من مدينة الإسماعيلية أمس (أ.ف.ب)
أعمال الحفر على قدم وساق في قناة السويس الجديدة بالقرب من مدينة الإسماعيلية أمس (أ.ف.ب)

أعلنت مصر أمس عن التحالف الفائز بتنظيم حفل الافتتاح العالمي لمشروع قناة السويس الجديدة، والمقرر في يوم 6 أغسطس (آب) المقبل، داعية «كل دول العالم للاستثمار». وأوضح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن «هذا الحفل سوف يحضره ملوك ورؤساء دول العالم»، مشيرًا إلى قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتوجيه دعوات لهم منذ فترة.
وكشف مميش في مؤتمر صحافي عالمي أمس عن فوز شركة «W.P.P» الدولية بتنظيم وتخطيط وتنفيذ حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، بالتعاون مع هيئة قناة السويس، مؤكدا أن ميزانية الدولة لن تدخل في حسابات وتكاليف الحفل، وأن مواصفات الحدث مصرية بنسبة مائة في المائة.
وكان الرئيس المصري أعلن في 5 أغسطس من العام الماضي عن تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، وهو المشروع الذي قدرت بيوت الخبرة العالمية فترة الانتهاء منه بثلاث سنوات على أقل تقدير، إلا أن السيسي طالب القائمين على المشروع بالانتهاء منه خلال عام واحد فقط، ما عده الخبراء تحديا شبه مستحيل، وإنجازا يحسب للإدارة المصرية على صعيدي السياسة والاقتصاد في حال إتمامه في موعده.
وأشار مراقبون إلى أن المشروع نجح سياسيا بامتياز على المستوى الداخلي عقب إطلاقه مباشرة، إذ استجاب المواطنون في مصر لدعوة الرئيس السيسي للاكتتاب من أجل توفير الأموال اللازمة لإتمام المشروع، ونجح المصريون في توفير 64 مليار جنيه غطت التكلفة في ظرف 8 أيام فقط.. بينما يوفر المشروع نجاحا اقتصاديا لمصر نتيجة مضاعفة موارد قناة السويس الحالية، والتي تعد أحد أبرز مصادر الدخل القومي المصري.
كما حظي مشروع تنمية محور القناة الاستراتيجي المكمل للقناة الجديدة بحفاوة واهتمام بالغين في الأوساط الدولية، وكان مشروع تطوير محور القناة أحد أبرز المشروعات التي استعرضتها مصر خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في شهر مارس (آذار) الماضي، الذي يتعلق بالأساس بتطوير للأراضي المتاخمة لمجرى القناة، واستثمارها في إقامة مصانع ومناطق لوجيستية، ويستهدف توفير إيرادات سنوية بمليارات الدولارات، وتوفير نحو مليون فرصة عمل.
ومن جانبه، قال إدمون مطران، رئيس الشركة الفائزة، خلال المؤتمر الصحافي أمس، إن تكليف الشركة التي تعد من كبرى الشركات العالمية في ذلك المجال يعد تتويجا للشركة وعلامة بارزة في تاريخ أعمالها لما لهذا الحدث من مكانة عالمية، مشيرا إلى وجود سبع شركات تعمل على التنظيم والدعاية لحفل الافتتاح، من بينهم شركات مصرية، ومؤكدا أنه «عمل جبار من المصريين، ويحتاج إلى عمل إعلامي يليق بالعمل والإنجاز المصري».
وأوضح مطران أن «حملة الدعاية تضم عدا تنازليا بكل وسائل الإعلان والدعاية والإعلام الرقمي، واستقدام أكثر من 200 شخصية إعلامية عالمية، وإصدار عملة تذكارية تحمل اسم قناة السويس.. وفي 6 أغسطس القادم يتم تنظيم حفل عالمي بطله الشعب المصري بمشاركة فنية مصرية خالصة.. والحملة الدعائية تهدف إلى تعريف العالم بقدرة الشعب المصري وإنجازهم الجبار، وقدرتهم على التنفيذ خلال الفترة الزمنية وفوائد المشروع للعالم».
وتوقع الفريق مميش أن يظل «هذا الحفل في ذاكرة التاريخ، كما ظل حفل افتتاح القناة القديمة في ذاكرة التاريخ»، موضحا أنه «في لحظة إعلان الرئيس السيسي بدء تشغيل القناة الجديدة ستقوم جميع موانئ العالم بإطلاق الصفارات ابتهاجًا ببدء التشغيل.. وبالتزامن مع ذلك سوف يكون هناك احتفالات بجميع محافظات الجمهورية بهذا الحدث لإشراك الشعب كله في هذه الفرحة الكبيرة»، متابعا أن «المواطن البسيط سوف يكون النجم الأول في حفل افتتاح القناة، إذ سيتم إقامة منصبات خاصة بجميع الفئات، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة، والعمال، والفلاحون، وأهل النوبة».
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن كل الدول مدعوة للاستثمار في محور قناة السويس الجديدة، إذ إن الدولة المصرية لا تفرق بين دولة وأخرى. كما أوضح أنه سوف يتم الإعلان خلال الأسبوع الحالي عن فتح حساب جديد بالبنوك المصرية لمشاركة المصريين في حفل الافتتاح، موضحا أنها مشاركة مصرية وليست تبرعا.
وأشار مميش إلى أنه من المتوقع تحقيق عائد يتجاوز 100 مليار دولار سنويا كعوائد من المجرى الملاحي للقناة والاستثمارات المختلفة التي سوف يتم تدشينها بمحور القناة عقب الانتهاء من تأسيس بنية تحتية كاملة لخدمة تلك المشروعات الكبرى، كما أكد أنه يتبقى 54 يوما على افتتاح المجري الملاحي الجديد لقناة السويس، الذي يعد أكبر حدث اقتصادي عالمي شارك فيه أكثر من 4800 معدّة، ورفع خلالها أكثر من 250 مليون متر مكعب من الرمال الجافة، مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء الفعلي من كل أعمال الحفر منتصف يوليو (تموز)، استعدادا إجراء التجارب قبل حفل الافتتاح في 6 أغسطس.
وقال مميش إن نسبة اﻷعمال بلغت 85 في المائة، وإنه تم بلوغ أعلى نسبة تكريك خلال شهر أبريل (نيسان)، إذ تم رفع أكثر من 45 مليون متر مكعب رمال مشبعة بالمياه من المجرى الملاحي، شارك فيها 75 في المائة من عدد الكراكات على مستوى العالم. كما أشار إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء 23 قناة لتوصيل كابلات الكهرباء والمياه والغاز للجزء الشرقي من القناة، بالإضافة إلى الانتهاء من 3 مراسٍ لعبور المواطنين على المجري الملاحي الجديد. وأكد أنه يتم حاليا تدريب المرشدين على العمل بالمجرى الجديد مع تدشين محطة رئيسية لمراقبة السفن ونظم الملاحة الإلكترونية، وتم بناء 8 معديات جديدة والانتهاء من 2 منهم، وجارٍ إنشاء الباقي، مشيرا إلى وصول عدد 110 شمندورات من أحدث الشمندورات في العالم.
وأضاف رئيس هيئة القناة أنه من المقرر الانتهاء من إنشاء 460 حوضا سمكيا جديدا مع حفل الافتتاح، مؤكدا إنشاء 320 محطة لرفع المياه للعمل بالأحواض السمكية، إذ سيتم الحصول على إنتاج من تلك المزارع خلال حفل افتتاح القناة. وقال إن أكثر من 113 شركة خاصة تعمل حاليا على أعمال تشطيب المجرى الملاحي الجديد استعدادا لحفل الافتتاح.
وقال مميش إنه «مع افتتاح القناة ستعبر مصر مرحلة جديدة في تاريخها، إذ سيتم رفع مستوى الائتمان الاقتصادي المصري، وبالتالي رفع التصنيف المصري عالميا، لتعبر بذلك إلى مرحلة نمو جديدة.. وذلك بفضل سواعد أبنائها وقوة عزيمتهم والإرادة القوية للقيادة السياسية، التي اتخذت قرار تنفيذ المشروع تأكيدا منها ولثقتها في قوة الشعب المصري وتاريخه الحافل بالإنجازات».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.