التوصل لطالبة مصرية اختفت في ألمانيا يبرز دور الجاليات

مواطنوها عاونوا الحكومة في العثور عليها

السفيرة سها جندي سفيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج (الحكومة المصرية)
السفيرة سها جندي سفيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج (الحكومة المصرية)
TT

التوصل لطالبة مصرية اختفت في ألمانيا يبرز دور الجاليات

السفيرة سها جندي سفيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج (الحكومة المصرية)
السفيرة سها جندي سفيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج (الحكومة المصرية)

سلط إعلان وزارة «الهجرة وشؤون المصريين بالخارج» عن الوصول إلى طالبة مصرية اختفت في ألمانيا الضوء مجدداً على دور الجاليات الوطنية بالخارج، وطبيعة المشكلات التي تتدخل لحلها بالتنسيق مع السفارات المصرية، وكذلك المبادرات المختلفة التي أطلقتها مصر خلال السنوات الأخيرة لربط المصريين في الخارج بوطنهم الأم.
وأعلنت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج أن: «الوزارة نجحت في الوصول للطالبة المصرية التي تواترت أنباء عن اختفائها في العاصمة الألمانية برلين بمواقع التواصل الاجتماعي»، وقالت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» مساء (السبت): «الفتاة حالياً قيد العرض الطبي للاطمئنان على صحتها وتقوم السفارة المصرية ببرلين بمتابعة الموقف».
وأوضحت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في تصريحات صحافية أنها تواصلت مع السفير خالد جلال، السفير المصري في ألمانيا، وعلاء ثابت ممثل الجالية المصرية بألمانيا، لمتابعة الإجراءات والجهود التي يتم اتخاذها للوصول للطالبة المصرية والاطمئنان عليها، متابعة: «الفتاة حالياً قيد العرض الطبي للاطمئنان على صحتها وتقوم السفارة المصرية ببرلين بمتابعة الموقف».
وقالت الوزيرة المصرية في مداخلة مع أحد البرامج الفضائية المصرية إنه «تبين العثور على الفتاة في حالة إعياء وجرى نقلها للمستشفى، وهي سليمة جسدياً لكنها تعاني من ضغوط نفسية سيئة».
وسلطت واقعة الطالبة المصرية الضوء على دور الجاليات المصرية بالخارج وطبيعة المشكلات التي تواجه المصريين وتتطلب تدخلهم، وكذلك التنسيق مع السفارات المصرية، وقال علاء ثابت رئيس «بيت العائلة المصرية» بألمانيا «ممثل الجالية المصرية» لـ«الشرق الأوسط» إن «العثور على الطالبة المصرية في ألمانيا تم من خلال التنسيق بين الجالية والسفارة المصرية ووزارة الهجرة».
وأضاف: «عرفت بالواقعة من غروبات ألمانية، ولم يكن لدينا أي معلومات عنها، لا اسمها الكامل ولا مكان إقامتها، وبدأت في التواصل مع بعض المصريين إلى أن عرفنا أنها تعيش في بيت طالبات في برلين، وتوجه مندوبون من الجالية للعنوان، واستعنا بأمن المبنى لفتح الغرفة ولم نجدها».
واستطرد ثابت: «هنا يجب إبلاغ الشرطة الألمانية عن طريق السفارة المصرية، وبالطبع لم ندخل غرفتها حفاظاً على الأدلة والبصمات، لأننا لا نعرف ماذا حدث لها، وقمنا بالتنسيق والتواصل المستمر مع السفير المصري ووزارة الهجرة، واستعنا بالشرطة الألمانية حتى استطعنا تحديد مكانها بالمستشفى».
وبرز دور الجاليات المصرية بالخارج في إجلاء العالقين فور بدء الحرب في أوكرانيا، وقال ثابت: «كنا نستقبل في ألمانيا الطلاب المصريين الذين يتم إجلائهم من أوكرانيا عند بدء الحرب، ونوفر لهم المسكن والرعاية إلى أن تتم عودتهم إلى مصر».
وبحسب ثابت فإن «من أبرز المشكلات التي تتدخل الجالية لحلها انتهاء التأشيرات، أو ضياع الأوراق الرسمية، أو الاضطرار لترك المسكن وعدم وجود مكان للمبيت»، موضحاً أن «أي مشكلة يواجهها مصري في ألمانيا نقوم بحلها على الفور من خلال العلاقة مع السلطات المحلية، والتنسيق مع السفارة المصرية».
وأطلقت مصر العديد من المبادرات بهدف ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم، منها مبادرة «أطفالنا في الخارج»، التي تهدف لربط الأجيال الجديدة بمصر، ومبادرة «اتكلم عربي» بهدف الحفاظ على استمرار اللغة العربية بين المصريين بالخارج، ومبادرة «مصرية بـ100 راجل» للاستفادة من تجارب المصريات في الخارج، فضلاً عن العديد من مبادرات المشاركة الاقتصادية والسياسية وتملك الوحدات السكنية.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله مباشر، رئيس «الاتحاد العام للمصريين بالخارج - فرع رومانيا» في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه «عند بدء الحرب الأوكرانية شكلنا خلية عمل مع السفارة المصرية ووزارة الهجرة لإجلاء الطلاب المصريين ومساعدتهم في الوصول للحدود، وتوفير السكن والرعاية إلى أن تم نقلهم إلى مصر».
وأوضح أن: «الجالية في رومانيا تتابع كافة مشكلات المصريين وتعمل على حلها، خاصة مشكلة العمالة التي تأتي بعقود شبه وهمية، حيث يكون العقد مكتوباً بقيمة راتب غير حقيقية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.