حملات انقلابية في صنعاء لابتزاز مالكي السيارات

مسلحون حوثيون في صنعاء يستعدون لشن حملتهم لاستهداف مالكي السيارات لإجبارهم على دفع إتاوات (إعلام حوثي)
مسلحون حوثيون في صنعاء يستعدون لشن حملتهم لاستهداف مالكي السيارات لإجبارهم على دفع إتاوات (إعلام حوثي)
TT

حملات انقلابية في صنعاء لابتزاز مالكي السيارات

مسلحون حوثيون في صنعاء يستعدون لشن حملتهم لاستهداف مالكي السيارات لإجبارهم على دفع إتاوات (إعلام حوثي)
مسلحون حوثيون في صنعاء يستعدون لشن حملتهم لاستهداف مالكي السيارات لإجبارهم على دفع إتاوات (إعلام حوثي)

شن الحوثيون حملات بحق سائقي السيارات وملاك المركبات في معظم شوارع صنعاء منذ مطلع الأسبوع الماضي وفق مصادر محلية.
وفي ظل تغاضي الجماعة وفشلها بإيجاد حلول للاختناقات وتوقف حركة السير بمعظم شوارع وطرقات العاصمة اليمنية المختطفة جراء سيول الأمطار وخروج جميع الأنفاق عن الخدمة، أفادت مصادر بأن عشرات الدوريات على متنها مسلحون من الجماعة نفذوا حملات مطاردة طالت ملاك المركبات وسيارات وحافلات الأجرة والنقل العام بشوارع متفرقة من العاصمة.
واستحدث الانقلابيون نقاط تفتيش على طول شارع الستين وشوارع تعز والزبيري وعصر والأصبحي والتحرير وهائل... بذريعة مطالبتهم بتجديد شهادات (رخص) السيارات وسداد المخالفات، وغيرها من المبررات.
ويُعتقَد أن الهدف الحقيقي من وراء عودة الميليشيات لاستهدافهم هو ابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية تُفرض بصورة متكررة عليهم تحت مسميات مختلفة.
وأشاروا إلى أن هذه الحملة استثنت كغيرها قيادات ومشرفين في الجماعة والعناصر الموالين لهم والذين لا تزال تجوب سياراتهم شوارع متفرقة في العاصمة من دون أرقام.
وأكد السائقون أن الحملة الحوثية تأتي في إطار حملات الجباية لإيرادات الجمارك الخاصة بالسيارات والمركبات التي تمت جمركتها في وقت سابق بمنافذ واقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
وأوضح أحد السائقين المطلعين على ما يدور حاليا بأروقة مصلحة الجمارك وإدارة مرور الميليشيات بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحي الجماعة احتجزوا أكثر من ألف سيارة من شوارع العاصمة صنعاء خلال أول يوم من انطلاق الحملة الاستهدافية.
وأوضح أن الحملة أسفرت عن اعتقال الجماعة لعشرات السائقين، بحجة تقاعسهم عن ترسيم سياراتهم، مع العلم أن أغلبها تمت جمركتها سابقا بمنافذ تابعة للحكومة الشرعية.
وذكر أن أماكن الحجز في صنعاء تكتظ حاليا بمئات السيارات في حين تتوارد إليها عشرات السيارات وأغلبها خاصة بنقل الركاب في المدن إلى جانب سيارات الأجرة؛ حيث تحتجز بحجة ارتكاب مخالفات السير، وتصل المخالفة في بعض الأوقات إلى 60 ألف ريال يمني وهو ما يعادل نحو 100 دولار.
في السياق نفسه، توعد قادة في الميليشيات سائقي السيارات الذين لم يقوموا بترقيم سياراتهم وجمركتها مرة أخرى خلال الحملة الحالية، وهددوا بأنه سيتم اتخاذ إجراءات عقابية بحقهم وإرغامهم على دفع المبالغ المفروضة عليهم بشكل مضاعف.
وبحسب وسائل إعلام حوثية، توعد نجيب الأسدي المعين من قبل الجماعة قائدا لوحدة الضبط المروري في صنعاء بعدم إطلاق سراح المحتجزين ولا سياراتهم إلا بعد دفعهم المبالغ المفروضة عليهم. وعمدت الجماعة، طيلة السنوات الماضية، إلى شن حملات ابتزاز وتنكيل بحق سائقي وملاك السيارات والمركبات بعدة مدن واقعة تحت سيطرتها.
وكان وزير داخلية الانقلاب أطلق منتصف مايو (أيار) الماضي، حملة لملاحقة السيارات في شوارع صنعاء وأحيائها، بمبرر التأكد من دفع مالكيها الرسوم الجمركية، كما ضاعف من تكاليف الحصول على لوحة المرور، ورفع بشكل غير مسبوق قيمة ما يقول إنها مخالفات مرورية؛ حيث تراوحت قيمة المخالفات بين 20 ألف ريال و60 ألف ريال في سابقة لم تعرفها البلاد (الدولار نحو 600 ريال).
وقال السكان إنه بسبب تلك الزيادة أصبح السائقون وملاك السيارات ضحية لابتزاز عناصر الميليشيات؛ ويضطرون لدفع رشى بمبالغ أقل ليتجنبوا دفع قيمة المخالفة بإيصالات رسمية.


مقالات ذات صلة

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
TT

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)

تتّجه قناة السويس المصرية إلى «تنويع مصادر دخلها»، عبر التوسع في تقديم الخدمات الملاحية والبحرية للسفن المارّة بالمجرى الملاحي، في محاولة لتعويض خسائرها الناتجة عن تراجع حركة السفن التجارية، بسبب توتّرات البحر الأحمر.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الاثنين، عن «استراتيجية لتحويل القناة إلى منصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية»، في خطوة وصفها خبراء بالمهمة لتعويض التراجع في إيرادات القناة.

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غيَّرت بعض شركات الشحن العالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفنَ المارّة بالممرّ الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده فقدت ما بين 50 إلى 60 في المائة من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال 8 أشهر».

وتحدّث رئيس هيئة قناة السويس عن خطة لتوسيع خدمات القناة الملاحية والبحرية، خلال اجتماع مع وزير المالية المصري أحمد كجوك، الاثنين، لمناقشة موارد القناة المالية.

وقال ربيع إن «القناة تسعى لتنويع مصادر دخلها، وعدم الاقتصار على رسوم عبور السفن فقط»، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن «تحويل القناة لمنصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية، وتعزيز التوجه الوطني لتوطين الصناعات البحرية، بتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص».

وأوضح ربيع أن «قناة السويس حقّقَت تقدماً في دعم شركاتها العاملة بمجال خدمات صيانة وإصلاح السفن، وتقديم الخدمات البحرية»، وأشار إلى شركات حديثة للهيئة، منها «شركة تنمية الموانئ، وأخرى مختصة بصناعة اليخوت البحرية».

الفريق أسامة ربيع يبحث مع وزير المالية المصري استراتيجية تنمية إيرادات القناة (هيئة قناة السويس)

وبحسب رئيس هيئة قناة السويس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تراجعت أعداد السفن المارّة من 25887 سفينة خلال العام المالي الماضي (2022 - 2023)، إلى 20148 سفينة خلال العام المالي الحالي (2023 - 2024).

وباعتقاد مستشار النقل البحري المصري أحمد الشامي، فإن تنويع خدمات قناة السويس الملاحية «سيجذب شركات الشحن العالمية للعبور من القناة مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «القناة بدأت في تحديث خدماتها بالمشاركة مع شركات عالمية في هذا المجال، ما سيُسهم في زيادة الموارد».

وأشاد الشامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، باستمرار إدارة القناة في مخطط التطوير، وتنفيذ أعمال الازدواج الكامل للمجرى الملاحي، مشيراً إلى أن ذلك «يعزّز قدراتها في استيعاب كبرى الناقلات العالمية».

وشهدت قناة السويس، الجمعة الماضي، مرور الحوض العائم «دورادو» القادم من سنغافورة إلى تركيا، كأكبر وحدة عائمة تعبر القناة في تاريخها، حسب إفادة من القناة.

ودعا مستشار النقل البحري المصري إلى توسيع قناة السويس لشراكاتها الملاحية مع دول الجوار، وقال: «يمكن التوسع في خدمات القناة، بالتعاون عبر وسائط متعدّدة تشمل دولاً أخرى في المنطقة العربية، وفي منطقة الشرق الأوسط، مثل قبرص واليونان»، مشيراً إلى أن «التكامل مع هذه الدول سيُسهم في زيادة موارد الملاحة بقناة السويس، وأيضاً الموانئ البحرية المصرية».

وفي سبتمبر الماضي، بحث رئيس هيئة قناة السويس مع رئيس الهيئة العامة للنقل السعودي، رميح بن محمد رميح، «تعزيز التعاون في مجال تقديم الخدمات اللوجيستية والسياحة البحرية»، مشيراً إلى أن «القناة اتخذت إجراءات للتعامل بمرونة مع تحديات الملاحة في البحر الأحمر، منها استحداث حزمة جديدة من الخدمات الملاحية لم تكن تُقدَّم من قبل، كخدمات القَطْر والإنقاذ وصيانة وإصلاح السفن، ومكافحة التلوث والانسكاب البترولي، وخدمات الإسعاف البحري، وغيرها».

وبمنظور الخبير الاقتصادي المصري، وليد جاب الله، فإن «قناة السويس تمر بمرحلة صمود، في ضوء تأثرها بالأوضاع الإقليمية»، وقال إن «إدارة القناة تبحث عن بدائل لمواردها غير رسوم عبور السفن، من أجل تجاوز تلك المرحلة، عن طريق تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في الخدمات التي تقدّمها».

وعدّ جاب الله، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «توسّع القناة في تنوّع مصادر دخلها، هدف قائم منذ فترة وتسعى لتحقيقه، من خلال مشروع المنطقة الاقتصادية، لاستثمار موانئ وأراضي المنطقة»، مشيراً إلى أن «نجاح تلك الإجراءات مرهون بزيادة أعداد السفن العابرة للقناة»، وتوقّع في نفس الوقت انفراجة في أزمة حركة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، العام المقبل، مع تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مهامه رسمياً، وتنفيذ تعهّده بإنهاء التصعيد والصراعات العالمية، ومنها التوتر في البحر الأحمر.