فتح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تحقيقاً انضباطياً بشأن تعليقات لمدرب تشيلسي توماس توخيل، عن الحكم أنطوني تيلور، بسبب قرارات اتخذها في مباراة متوترة انتهت بالتعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير، الأحد، بالدوري الممتاز.
وهاجم توخيل الحكم تيلور ونظام حكم الفيديو المساعد، بسبب قرارات اعتبرها خاطئة، ساعدت في رأيه توتنهام على خطف التعادل في «ستامفورد بريدج».
وبضربة رأس هاري كين في اللحظات الأخيرة، انتزع توتنهام نقطة وسط أجواء متوترة في «ستامفورد بريدج» شهدت اشتباك توخيل وأنطونيو كونتي مدرب توتنهام، وتعرضا للطرد بعد انتهاء اللقاء.
وفي المؤتمر الصحافي عقب المباراة، انتقد توخيل «التفسير الخاطئ تماماً» من الحكم لقوانين اللعبة في بعض المواقف، وقال إنه «سيكون من الأفضل» غياب تيلور عن إدارة مباريات لتشيلسي مستقبلاً.
ويرى توخيل أن كاي هافرتس تعرض لمخالفة خلال بناء الهجمة التي سجل منها توتنهام هدف التعادل الأول، وأن ريتشارليسون كان متسللاً وحجب الرؤية عن الحارس إدوار مندي.
توخيل وكونتي تبادلا التصرفات العدائية أثناء المباراة وبعدها (أ.ف.ب)
وأضاف أن الوافد الجديد مارك كوكوريا تعرض للجذب من الشعر من كريستيان روميرو مدافع توتنهام، قبل هدف كين الذي حسم التعادل المثير.
وأبلغ المدرب الألماني الصحافيين: «الشد من الشعر والبقاء في الملعب، والهجوم في آخر ركلة ركنية، هذا ليس له تفسير بالنسبة لي، ولا أتقبل ذلك».
وتابع: «لا يصح احتساب الهدفين، وكنا نستحق الفوز من وجهة نظري». وانتشر طلب عبر الإنترنت بعدم تكليف الحكم تيلور بإدارة مباريات تشيلسي في المستقبل، وجمع أكثر من 100 ألف توقيع، بعد وقت قصير من التعادل.
ورداً على هذه المطالبات، قال توخيل: «ربما من الأفضل ذلك». وتابع: «لكن لدينا حكم الفيديو أيضاً لاتخاذ القرارات الصائبة؛ لكنه لم يشاهد ذلك، لا ألوم الحكم، أنا أيضاً لم أشاهد؛ لكن هناك أشخاصاً يديرون نظام حكم الفيديو لفحص اللقطات».
وأكد توخيل أيضاً أنه «أسعد مدرب في العالم» رغم أنه تلقى بطاقة حمراء.
وعانى توخيل من مشاعر متباينة في قمة لندن في «ستامفورد بريدج»، وشعر بالغضب بعد هدفي توتنهام. وجاء الهدف الثاني من هاري كين في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، بينما كان قبلها يشعر بسعادة هائلة بسبب هدف ريس جيمس.
وتلقى أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي السابق بطاقة حمراء أيضاً، بعدما اشتبك للمرة الثانية مع توخيل؛ لكن هذه المرة بعد صفارة النهاية.
ومن السهل التعاطف مع توخيل الذي سيطر فريقه على اللعب، بعد التقدم بهدف من المدافع كاليدو كوليبالي في الدقيقة 19.
وأبلغ المدرب الألماني شبكة «سكاي سبورتس»: «لا أشعر بالإحباط؛ بل أنا أسعد مدرب في العالم. لقد لعبنا في الواقع بشكل رائع. استحق فريق واحد الفوز، وهو نحن. لم يكن من المفترض احتساب هدفي المنافس».
جماهير تشيلسي جمعت 100 ألف توقيع ضد إدارة الحكم تيلور لمواجهات فريقهم مستقبلاً (رويترز)
وشعر توخيل بأن لاعبه كاي هافرتس كان يستحق الحصول على خطأ في بناء هجمة هدف التعادل لتوتنهام، عندما سجل بيير-إميل هويبرغ في الدقيقة 68، وكان ريتشارليسون في موقف تسلل، وأعاق الرؤية أمام الحارس إدوار مندي في لقطة الهدف الثاني.
وقلل توخيل من أهمية التوتر الذي حدث مع كونتي خلال المباراة وبعد صفارة النهاية.
وأبلغ توخيل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «كانت درجة الحرارة عالية، وكانت الأجواء متوترة بين مقاعد البدلاء للفريقين، وكانت متوترة داخل الملعب وبين المشجعين. هذا كل ما تتمناه في مباراة في هذا الوقت المبكر من الموسم».
وأضاف: «لا توجد مشاعر سيئة (ضد كونتي). أشعر بأن الأمر كان أشبه بتدخل صحيح منه، وتدخل صحيح مني. لم يسب بعضنا بعضاً، ولم يضرب بعضنا بعضاً، وكل منا كان يقاتل من أجل فريقه، وبالنسبة لي لا توجد مشاعر سيئة نحوه. أنا فوجئت بأننا تلقينا بطاقة حمراء».
وأبدى توتنهام سعادته بحصد نقطة في الملعب الذي فاز فيه مرة واحدة في آخر 38 مباراة، رغم أنه كان محظوظاً لتجنب الخسارة.
وقال الإيطالي كونتي عن اشتباكه مع توخيل: «في رأيي من الأفضل أن نتحدث عن المباراة». وأضاف: «أظهر تشيلسي أنه فريق جيد حقاً. مقارنة بما حدث الموسم الماضي فإننا أفضل؛ لكن إذا كنا نريد أن نتسبب في مشكلات لتشيلسي (في جدول الترتيب) فيجب أن نلعب بشكل أفضل». وقال كونتي: «كانت مباراة عصيبة».
موقعة لندن شهدت توتراً بين الفريقين منذ دقائقها الأولى (رويترز)
وأضاف مدرب تشيلسي السابق: «كانت مواجهة شاقة بالنسبة لنا؛ لكن تعرفون أن المجيء إلى هنا لمواجهة تشيلسي على أرضه أمر صعب دائماً لأنه فريق جيد حقاً... لكن في الوقت ذاته إذا قارنت هذه المباراة بالموسم الماضي وربما قبل 6 أشهر عندما لعبنا 3 مباريات دون أداء حقيقي لأن التفوق كان واضحاً لهم، اليوم أظهر تشيلسي أنه أفضل منا لأكون صادقاً».
وتابع: «يمكننا أن نكون أفضل؛ لكننا سجلنا هدفين أيضاً بينما لم نسجل في 3 مواجهات سابقة، حصلنا على نقطة وأظهرنا شخصية قوية؛ لأن اللاعبين أرادوا القتال حتى النهاية».
وفضل كونتي عدم الدخول في تفاصيل بشأن اشتباكاته مع توخيل. وحدث الشجار الثاني بعد نهاية اللقاء، بعد أن عرض المدرب الألماني مصافحة عنيفة بالأيدي.
وأوضح كونتي: «لست شخصاً سلبياً بالطبع، وإذا شاهدت عدائية فسيكون ردي عدائياً؛ لكنني أكرر: هذه ليست مشكلة، أهم شيء أن المباراة كانت رائعة بين فريقين يتنافسان بقوة، وحققنا نقطة مهمة حقاً. كانت مهمة بالنسبة لي لأنني لا أحب خسارة 3 مباريات أمام المدرب نفسه. أكره الهزيمة، وتعرفون جيداً أنني أحاول نقل عقليتي وشغفي إلى اللاعبين. من الممكن أن تكون لاعباً بارعاً من الناحية الفنية والخططية؛ لكن تحتاج أيضاً إلى شراسة للقتال على شيء مهم».
وواصل: «أعتقد أننا بدأنا العمل على هذا الأمر، واليوم أنا سعيد برغبة اللاعبين في القتال حتى النهاية، رغم صعوبة المباراة».
وكان تشيلسي قد تعادل مع ضيفه، خلال المباراة التي جمعتهما في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتقدم تشيلسي بهدف سجله كاليدو كوليبالي في الدقيقة 19، وتعادل توتنهام عن طريق بيير-إميل هويبرغ في الدقيقة 68، ثم سجل رييس جيمس الهدف الثاني لتشيلسي في الدقيقة 77، قبل أن يسجل هاري كين الهدف الثاني لتوتنهام في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للمباراة.
وجاءت بداية المباراة متوسطة المستوى، وسرعان ما فرض تشيلسي سيطرته على مجريات اللقاء، وتوالت محاولاته الهجومية لتسجيل هدف التقدم، في المقابل اعتمد توتنهام على تضييق المساحات وشن الهجمات المرتدة وقتما تتاح أمامه الفرصة.
وسجل تشيلسي هدف التقدم عندما لعب مارك كوكوريا ركلة ركنية إلى داخل منطقة جزاء توتنهام، ليقابلها كاليدو كوليبالي بتسديدة قوية لتعانق كرته الشباك.
واستمرت سيطرة تشيلسي على مجريات اللقاء، وتوالت محاولاته الهجومية بحثاً عن تسجيل هدف ثانٍ يؤمِّن به تقدمه، ولكنه فشل في تشكيل أي خطورة على مرمى توتنهام الذي ظل متراجعاً لوسط ملعبه.
ومع بداية الشوط الثاني، وبالتحديد في الدقيقة 47، كاد توتنهام أن يسجل هدف التعادل عندما مرر هاري كين كرة خلف مدافعي تشيلسي إلى هيونغ مين سون داخل منطقة جزاء تشيلسي، ليصبح في مواجهة الحارس ميندي الذي تألق وتصدى لتسديدة سون.
وكاد تشيلسي أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 60، عندما توغل روبن لوفتوس تشيك بالكرة من الناحية اليمنى، ودخل منطق جزاء توتنهام، وسدد كرة قوية اصطدمت بأحد مدافعي توتنهام، لترتد إلى تشيك مرة أخرى الذي مررها إلى رحيم سترلينغ، ليسدد كرة قوية لكنها علت العارضة.
وفي الدقيقة 68 سجل توتنهام هدف التعادل عندما سدد بيير-إميل هويبرغ كرة أرضية قوية من على حدود منطقة الجزاء لتعانق كرته الشباك. وتوقفت المباراة لبضع دقائق، بعد أن دخل أنطونيو كونتي، مدرب توتنهام، وتوماس توخيل، مدرب تشيلسي، في مشادة عقب الهدف مباشرة، وحصل المدربان على البطاقة الصفراء.
وفي الدقيقة 75 أهدر تشيلسي فرصة تسجيل الهدف الثاني، عندما مرر رييس جيمس كرة عرضية من الجانب الأيمن، قابلها كاي هافيرتز بتسديدة من على حدود منطقة الست ياردات؛ لكنها مرت بجوار القائم. وفي الدقيقة 77 سجل تشيلسي هدف التقدم، عندما تسلم سترلينغ الكرة على حدود منطقة جزاء توتنهام، ليمررها إلى رييس جيمس داخل منطقة الجزاء ليصبح في مواجهة هوغو لوريس، ليسددها إلى داخل المرمى.
وكاد توتنهام أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة، عندما لُعبت ركلة ركنية ارتقى إليها بين ديفيز وقابلها بضربة رأس؛ لكن ميندي حولها بأطراف أصابعه لركلة ركنية، لتلعب الركلة الركنية إلى داخل منطقة الجزاء، قابلها هاري كين بضربة رأس لتعانق كرته الشباك في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، ليطلق بعدها الحكم صافرة نهاية اللقاء بتعادل الفريقين 2-2.