أول أيام وزراء مصر الجدد: ورود بالدواوين... وانتقادات لسابقين

الإلكتروني ساحة للهجوم والإشادة

وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تستقبل خليفتها بالمنصب سها ناشد (فيسبوك)
وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تستقبل خليفتها بالمنصب سها ناشد (فيسبوك)
TT

أول أيام وزراء مصر الجدد: ورود بالدواوين... وانتقادات لسابقين

وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تستقبل خليفتها بالمنصب سها ناشد (فيسبوك)
وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تستقبل خليفتها بالمنصب سها ناشد (فيسبوك)

حظي وزراء الجدد في مصر، الذين جاء بهم التغيير الوزاري الأخير، باستقبال حاشد في دواوين وزاراتهم، مع أول يوم عمل لهم بعد أدائهم اليمين الدستورية، حيث يبدؤون فصلاً جديداً في مسيرتهم الوظيفية.
وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (الأحد)، أداء عدد من الوزراء الجدد اليمين الدستورية، بحضور رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي.
ويأتي أداء اليمين بعدما وافق البرلمان المصري، في جلسة طارئة يوم السبت، على إجراء تعديل وزاري موسع شمل 13 حقيبة، في أول تعديل تشهده البلاد منذ نحو 3 سنوات.
وتصدرت «باقات الورود» مشهد استقبال الوزراء الجدد من جانب العاملين وموظفي الوزارات، فمع وصول الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي الجديد، إلى مقر ديوان الوزارة، صباح اليوم (الاثنين)، في أول يوم عمل بعد أداء اليمين الدستورية، حرص عدد من موظفي الوزارة على استقباله بالورود.
ظهرت باقات الورود أيضاً في وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، مع استقبال الوزيرة السابقة السفيرة نبيلة مكرم، للوزيرة الجديدة السفيرة سها ناشد جندي، حيث تبادلا الورود، وقالت مكرم: «ربان السفينة الجديد سيبحر بالكتيبة المتميزة للوزارة إلى ما هو أفضل مع المصريين في الخارج، من أجل صالح الوطن».
كما تزين ديوان وزارة التنمية المحلية أيضاً بالورود منذ إعلان التغيير الوزاري، لاستقبال الوزير الجديد اللواء هشام آمنة، وانتشرت بوكيهات الورود التي جاءت للوزير لتهنئته.
فيما قام أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، بجولة بمقر الوزارة لتوجيه التحية والتعرف على العاملين بالوزارة وعلى آليات سير العمل بالقطاعات والإدارات المختلفة بها، وحرص على التحدث مع العاملين والاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم بشأن تطوير آليات العمل بالوزارة، وقام العاملون بتهنئة الوزير بمنصبه الجديد، متمنين له النجاح والتوفيق.
طالت مظاهر الاستقبال أيضاً وزراء احتفظوا بمناصبهم، من بينهم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، حيث استقبل قيادات الوزارة وعدد كبير من أئمتها والعاملين والعاملات بها الوزير بالورود والزغاريد، مهنئين إياه بتجديد الثقة، متمنين له كل التوفيق والسداد.
بدوره، أرسل الوزير جمعة رسالة للرئيس السيسي، قال فيها: «من منطلق واجب الشكر لمن أجرى الله الخير على يديه، فيسرني أن أتوجه بخالص شكري وتقديري لقائد المسيرة الوطنية رئيس الجمهورية، على هذه الثقة الغالية».
كذلك سادت أجواء ودية بين الوزراء الذين خرجوا من الوزارة وزملائهم الجدد، حيث حرص الوزير محمد منار وزير الطيران السابق، على استقبال وتقديم التهنئة للفريق محمد عباس لتوليه مسؤولية وزارة الطيران المدني، معرباً عن تقديره له لما يتمتع به من قدرات وخبرات كبيرة.
كما تقدم وزير قطاع الأعمال العام الجديد المهندس محمود عصمت، بالشكر للوزير السابق هشام توفيق، على ما بذله من جهود خلال فترة توليه المسؤولية، مؤكداً البناء على تلك المجهودات بمزيد من العمل والمثابرة.
في المقابل، وبعيداً عن الدواوين، لم يكن الأمر في الفضاء الإلكتروني مفروشاً بالورود، حيث طال الوزراء الذين خرجوا من الحكومة كثير من الانتقادات، إلى جانب بعض المطالبات من الوزراء الجدد.
ونال وزير التعليم السابق الدكتور طارق شوقي نصيب كبير من الهجوم، بسبب نظام التعليم وتراجع نتائج الثانوية العامة.
مقابل ذلك، قام البعض بإنصاف الوزير السابق شوقي، مشيدين بأسلوبه وسياسته التعليمية. ومن بينهم من اعتبر أن رحيله «خسارة لمشروع تطوير التعليم» في البلاد.
وطالت الانتقادات وزير قطاع الأعمال السابق هشام توفيق من جانب البرلماني والإعلامي مصطفى بكري، خاصة بشأن التوقف عن بيع الشركات الناجحة واستفزاز العمال.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.