دراسة: البطيخ قديما كان «مراً وقاتلاً»

البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
TT

دراسة: البطيخ قديما كان «مراً وقاتلاً»

البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)

قالت دراسة علمية جديدة إن البطيخ الذي كان يزرع قبل حوالي 6000 عام كان له طعم مر، كما كان يمكن أن يقتل الأشخاص إذا أكلوه.
ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد اكتشف العلماء أنه بدلاً من تقطيع الفاكهة الحلوة اللذيذة وتناولها، فإن أسلافنا في شمال أفريقيا كانوا يتخلصون من اللب الأحمر ويأكلون البذور فقط.
واستندت الدراسة إلى التحليل الجيني لبذور قديمة، تم العثور عليها من قبل علماء الآثار خلال تنقيب أثري في ليبيا ومقارنتها بجينوم البطيخ الموجود حاليا ليجدوا أن البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين»، لها طعم مر ويمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بالقيء وتقلصات المعدة والإسهال أو قد تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.
ولفت الفريق إلى أن البذور تختلف تماماً عن اللب، ولا تحتوي بأي حال من الأحوال على مادة «كوكربيتاسين».
وقالت سوزان رينر، أستاذة الأحياء في جامعة كلية واشنطن في سانت لويس، والتي شاركت في الدراسة: «أظهر هذا التحليل الجيني أن الليبيين في العصر الحجري الحديث كانوا يزرعون بطيخاً مرا. ونحن نشك بشكل كبير في أنهم استخدموا الثمار للحصول على البذور، التي يتم أكلها في الوقت الحالي مجففة بالهواء أو محمصة».
وأوضح الباحثون أن الدراسة وجدت أن تغير المناخ الذي يزيد من موجات الحرارة وفرص الحرائق والجفاف يمكن أن تكون له آثار سلبية على المحاصيل الغذائية، حيث إنه يمكن أن يزيد من إفراز مادة «كوكربيتاسين» في كافة الثمار القرعية مثل البطيخ والخيار والقرع والكوسة.
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة «علم الأحياء الجزيئي».



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».