دراسة: البطيخ قديما كان «مراً وقاتلاً»

البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
TT

دراسة: البطيخ قديما كان «مراً وقاتلاً»

البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)
البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين» (أ.ف.ب)

قالت دراسة علمية جديدة إن البطيخ الذي كان يزرع قبل حوالي 6000 عام كان له طعم مر، كما كان يمكن أن يقتل الأشخاص إذا أكلوه.
ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد اكتشف العلماء أنه بدلاً من تقطيع الفاكهة الحلوة اللذيذة وتناولها، فإن أسلافنا في شمال أفريقيا كانوا يتخلصون من اللب الأحمر ويأكلون البذور فقط.
واستندت الدراسة إلى التحليل الجيني لبذور قديمة، تم العثور عليها من قبل علماء الآثار خلال تنقيب أثري في ليبيا ومقارنتها بجينوم البطيخ الموجود حاليا ليجدوا أن البطيخ قديما كان يحتوي على مادة سامة تسمى «كوكربيتاسين»، لها طعم مر ويمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بالقيء وتقلصات المعدة والإسهال أو قد تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.
ولفت الفريق إلى أن البذور تختلف تماماً عن اللب، ولا تحتوي بأي حال من الأحوال على مادة «كوكربيتاسين».
وقالت سوزان رينر، أستاذة الأحياء في جامعة كلية واشنطن في سانت لويس، والتي شاركت في الدراسة: «أظهر هذا التحليل الجيني أن الليبيين في العصر الحجري الحديث كانوا يزرعون بطيخاً مرا. ونحن نشك بشكل كبير في أنهم استخدموا الثمار للحصول على البذور، التي يتم أكلها في الوقت الحالي مجففة بالهواء أو محمصة».
وأوضح الباحثون أن الدراسة وجدت أن تغير المناخ الذي يزيد من موجات الحرارة وفرص الحرائق والجفاف يمكن أن تكون له آثار سلبية على المحاصيل الغذائية، حيث إنه يمكن أن يزيد من إفراز مادة «كوكربيتاسين» في كافة الثمار القرعية مثل البطيخ والخيار والقرع والكوسة.
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة «علم الأحياء الجزيئي».



لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
TT

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)

أسفل منحدرات غابة كثيفة في ألبرتا، بكندا، يقع قبر جماعي ضخم مخفي، حيث رُصدت آلاف عظام ديناصورات تُعرف باسم «باكيراينوصوروس»، لقيت حتفها دفعة واحدة منذ 72 مليون سنة في حدث كارثي.

وزار فريق علماء الحفريات موقع «بيبستون كريك»، المعروف بـ«نهر الموت»، لمحاولة كشف لغز هذه المذبحة الجماعية. وبدأت الحفريات بفتح طبقات صخرية سميكة تغطي العظام، وظهرت تدريجياً مجموعات عظام مُتحجِّرة ضخمة، بينها ورك وأضلاع وعظام أصابع، بعضها ما زال مجهولاً.

وتتوزع العظام، وفق موقع «بي بي سي» البريطاني، بكثافة مذهلة تصل إلى 300 عظمة في المتر المربع، وجُمعت آلاف الحفريات من مساحة لا تتجاوز ملعب تنس، رغم امتداد الموقع لأكثر من كيلومتر. هذا الكمُّ الهائل من العظام يُمثِّل فرصة فريدة لدراسة هذا النوع، إذ عادةً ما تُوصف الديناصورات بناءً على عينة واحدة فقط.

وكانت هذه الديناصورات ترحل في قطيع ضخم من الجنوب إلى الشمال خلال المواسم، في منطقة كانت ذات مناخ دافئ ونباتات تُوِّفر الغذاء لأعدادها الكبيرة.

وعلى بعد ساعتين من الموقع، في تلال ديدفول، اكتشف الفريق بقايا ديناصورات أكبر حجماً مثل «إدمونتوصوروس»، منها جمجمة ضخمة يبلغ طولها 10 أمتار، تُعزز فهم النظام البيئي القديم.

ويعمل الباحثون في متحف «فيليب جاي كاري ديناصور» على تنظيف آلاف العظام وتحليلها، مما يُمكِّنهم من دراسة نمو الديناصورات وتكوينها الاجتماعي، وفهم اختلافات فردية بينها، مثل حالة الديناصور الملقب بـ«بيغ سام» الذي فقد أحد قرونه.

وتشير الأدلة إلى أن موت هذه الديناصورات كان بسبب فيضان مفاجئ نجم عن عاصفة هائلة جرفت القطيع بالكامل. وتُظهر الصخور في الموقع علامات تدفُّق مائي سريع هائل قلب كل شيء في طريقه.

وتقول البروفسورة إميلي بامفورث، قائدة فريق البحث: «هذه عينة نادرة جداً لمجتمع حيواني من نوع واحد في لحظة زمنية واحدة. كل مرة نأتي فيها، نكتشف شيئاً جديداً».

الفريق مستمر في الحفريات، مدركين أن أمامهم كثيراً من الأسرار القديمة التي لا تزال مخبأة تحت الأرض، تنتظر من يكشفها.