أعلنت تركيا القبض على شخصين شاركا في إحراق عَلمها خلال الاحتجاجات التي اندلعت ضدها في شمال سوريا، على خلفية تصريحات وزير خارجيتها عن لقاء مع وزير الخارجية السوري العام الماضي وتأكيده أن السلام في سوريا لن يتحقق إلى بالمصالحة بين النظام والمعارضة. كما احتجز الأمن في مدينة جرابلس عدداً آخر من الأشخاص للسبب ذاته. وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه تم القبض على شخصين ضالعين في إحراق العَلم التركي بهدف التحريض والاستفزاز في مدينة أعزاز السورية، موضحاً في تغريدة على «تويتر»، ليل السبت - الأحد، أنه تم القبض على «أ. ي. هـ» الضالع في إحراق العلم التركي مؤخراً في أعزاز، و«م. هـ» الذي ساعده، بهدف التحريض والاستفزاز. وأضاف أنه تم القبض على الشخصين في عملية مشتركة للمخابرات الأمنية ومديرية أمن ولاية كيليس والشرطة العسكرية في أعزاز الواقعة ضمن منطقة عملية «درع الفرات»، شمال حلب، مشيراً إلى استمرار العمل لتحديد المشتبه بهم الآخرين والقبض عليهم. في السياق ذاته، احتجزت أجهزة الأمن في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، 10 أشخاص شاركوا في المظاهرات الاحتجاجية ضد تركيا (الجمعة)، والتي انطلقت تحت شعار «لن نصالح»، بتهمة التحريض على التظاهر، ثم أفرجت عنهم بعد ساعات. وقالت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية إن قوات الشرطة والأمن العام في مدينة جرابلس احتجزت 10 أشخاص بينهم «منشد»، ممن شاركوا في مظاهرة يوم الجمعة.
وتبعت الحادثة حملة واسعة للناشطين على وسائل التواصل للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ليقوم جهاز الشرطة بإطلاق سراحهم عقب مضيّ قرابة 3 ساعات على اعتقالهم.
من جانبه، قال والي غازي عنتاب، داوود غل، إن الجيش التركي لم يطلق الرصاص على المتظاهرين في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي. وأضاف في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «لم تقم القوات التركية بأي تدخل ضد نحو 200 متظاهر تجمعوا في جرابلس، تم إطلاق الرصاص في الهواء من عناصر الجيش الوطني السوري (موالٍ لتركيا) عندما اقترب المتظاهرون من قاعدتهم وأُنهيت المظاهرة».
وتجمهر عشرات الآلاف السوريين (الجمعة)، في مدن وبلدات الشمال السوري، تعبيراً عن رفضهم تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التي دعا خلالها إلى المصالحة بين «المعارضة السورية» والنظام السوري، وخرجت مظاهرات في مدن وبلدات شمال وشمال غربي سوريا، رفضاً لأي مصالحة مع النظام السوري. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد كشف (الخميس)، عن أنه أجرى لقاءً سريعاً مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع لحركة عدم الانحياز، الذي عُقد في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 في العاصمة الصربية بلغراد. ورأى أنه من الضروري تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وأنه لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك.
وفي خطوة تهدف إلى تهدئة السوريين الغاضبين من موقفها الجديد، أكدت تركيا أن موقفها من النظام السوري لم يتغير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، في بيان (الجمعة)، تضمن تفسيراً لتصريحات الوزير جاويش أوغلو بشأن ضرورة التصالح بين النظام والمعارضة، إن تركيا تؤيد حلاً للأزمة السورية يلبّي «التطلعات المشروعة» للشعب السوري. وأضاف أن «المسار السياسي لا يشهد تقدماً حالياً بسبب مماطلة النظام». واتهمت تركيا النظام السوري، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تشكِّل وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية، ذراعه العسكرية، بتحريض السوريين في مناطق سيطرة القوات التركية والجيش الوطني السوري على الخروج في احتجاجات ضدها.
تركيا تعتقل شخصين شاركا في حرق عَلمها شمال سوريا
أمن جرابلس احتجز 10 شاركوا في التحريض عليها
تركيا تعتقل شخصين شاركا في حرق عَلمها شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة