«داعش» سلم 944 جثة لمشرحة الموصل منذ سيطرته على المدينة

98 منها لنساء بينهن صحافيات وموظفات

مشهد من مسرحية عرضت خلال مهرجان مسرحي ضد الإرهاب في بغداد مساء أول من أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد «داعش» (أ.ب)
مشهد من مسرحية عرضت خلال مهرجان مسرحي ضد الإرهاب في بغداد مساء أول من أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد «داعش» (أ.ب)
TT

«داعش» سلم 944 جثة لمشرحة الموصل منذ سيطرته على المدينة

مشهد من مسرحية عرضت خلال مهرجان مسرحي ضد الإرهاب في بغداد مساء أول من أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد «داعش» (أ.ب)
مشهد من مسرحية عرضت خلال مهرجان مسرحي ضد الإرهاب في بغداد مساء أول من أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد «داعش» (أ.ب)

كشف مصدر في مديرية الطب العدلي بالموصل أن «داعش» سلم المديرية منذ سيطرته على المدينة في 10 يونيو (حزيران) 2014، نحو 944 جثة لأشخاص أعدموا بموافقة «المحكمة الشرعية» للتنظيم المتطرف.
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية أن بين هؤلاء 98 امرأة، ضمنهن صحافيات وموظفات، فضلا عن 88 جثة نحرت يعود أغلبها لضباط في شرطة محافظة نينوى.
من جهته، قال الشيخ فواز النعيمي، وهو أحد علماء الدين، إن التنظيم «لم يكتف بتفجير الجوامع والمساجد وتدمير المعالم الدينية على مدار العام في احتلاله الموصل، بل أقدم أيضا على تدمير صروحها المعمارية والحضارية متمثلة بمتحف الموصل، ومدينة النمرود، ومدينة الحضر، وبوابة نركال، وقصر سنحاريب، وآثار منطقة خورسباد».
وأشار النعيمي إلى أن التنظيم فجر خلال عام كامل أكثر من 200 مسجد وحسينية وكنيسة للمسيحيين ومزار للطائفة الإيزيدية في عموم الموصل.
بدوره، قال مدير صحة نينوى وكالة الدكتور سالم الجلبي، إن نحو 600 من المصابين بمرض لوكيميا الدم والسرطانات الأخرى فارقوا الحياة بسبب حصار الحكومة الاتحادية الذي فرضته على دوائر صحة نينوى ومنع تجهيزها بالأدوية والعقاقير الطبية منذ سيطرة التنظيم على المدينة.
من جانبه، أكد العميد في شرطة نينوى محمد الجبوري أن «داعش» استولى في مركز المدينة فقط على نحو 7055 منزلا تعود ملكيتها لمختلف الطوائف السنية والشيعية والمسيحية ولمنتسبين في الجيش والشرطة ولمسؤولين ومتعاونين مع الحكومة المركزية، وأقدم على تفجير بعضها، وقام بإسكان عناصره في البعض الآخر، أو اتخذها أوكارا له.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.