هل يوجد معدل مثالي للتهديف في المباريات؟... سؤال قد تجد إجابته غالباً تقديرية، لكن الأكيد أن الأهداف هي أجمل ما تقدمه المباريات للجماهير والمتابعين للمباريات في كل أرجاء العالم، وحتى المعلقون ينتابهم شيء من الملل عندما تكون المباراة هادئة بلا أهداف أو حتى تنافس محتدم.
بالتأكيد أن اختلاف النهج بين الكرة القديمة والحديثة أسهم بدوره في انخفاض المعدل التهديفي بصورة عامة، والاهتمام كذلك بالجوانب الدفاعية بصورة أكبر عن السابق، علاوة على معاناة بعض الأندية من غياب المهاجم الهداف.
ففي الدوري الإنجليزي على سبيل المثال يتراوح المعدل التهديفي في السنوات الأخيرة بين 2.65 وحتى 2.80 إلا أنه بلغ الرقم القياسي والأفضل له في موسم 2018/ 2019 وذلك بمعدل 2.82 هدف في كل مباراة.
ففي الدوري السعودي للمحترفين ومنذ زيادة عدد الأندية إلى 16 فريقاً عوضاً عن 14 فريقاّ وذلك في موسم 2018/ 2019 قفز المعدل التهديفي إلى ما يزيد عن 160 هدفاً في ذلك الموسم عن الموسم الذي سبق وذلك برصيد 706 أهداف مقابل 542 هدفا في موسم 2017/ 2018.
واستمر الرقم التهديفي في الارتفاع خلال المواسم التي تلت ذلك، وبلغ الرقم التهديفي ذروته في موسم 2020/ 2021 إذ وصل 746 هدفاً بمعدل 3.11 هدف في كل مباراة وفقاً لإحصائيات رابطة الدوري السعودي للمحترفين الرسمية وهو رقم كبير جداً حتى على الصعيد الدولي.
لكن في الموسم الماضي تراجع المعدل التهديفي بصورة كبيرة إلى 637 هدفا بفارق 109 أهداف عن الموسم الذي سبقه، ومعه انخفض المعدل التهديفي لكل مباراة إلى 2.65 هدف.
وعلى الرغم من أن الرقم التهديفي لحامل اللقب في الموسم الماضي فريق الهلال ارتفع بثلاثة أهداف عن الموسم الماضي الذي سجل فيه 60 هدفا مقارنة بـ63 هدفا في الموسم الأخير، إلا أن كثرة الفرق المنافسة على الهبوط ساهمت بتراجع المعدل التهديفي بصورة كبيرة في الموسم الماضي.
وفي حادثة لم تتكرر كانت المنافسة للهروب من شبح الهبوط مرتبطة حتى بالجولة ما قبل الأخيرة بالفرق من صاحب المركز السادس وحتى المركز قبل الأخير وذلك بعد تأكد هبوط فريق الحزم منذ عدة جولات مبكرة في ظل اتساع الفارق النقطي الكبير بينه وبين أقرب المنافسين له.
وتراجع المعدل التهديفي للفرق المنافسة على الهبوط بصورة كبيرة جداً، حيث اكتفى فريق الحزم بتسجيل 23 هدفا وهو ثاني أقل معدل تهديفي في الموسم الماضي، إذ سجل فريق الفيحاء الذي ختم موسمه بالمركز العاشر بـ21 هدفا فقط.
وفي موسم 2020/ 2021 لم يقل العدد التهديفي لكل فريق عن الرقم 30، حيث كان الفريق الأقل تهديفيا هو فريق العين برصيد 34 هدفاً في حين سجلت بقية الفرق أكثر من أربعين هدفا.
وعوداً على انخفاض العدد التهديفي للموسم الماضي بسبب تراجع أداء الفرق هجومياً وحضور عدد كبير منها في المنافسة على ضمان البقاء حتى الجولات الأخيرة من المنافسة.
وسجل الفيحاء نفسه كأقل الفرق هجوماً ثم الحزم، وبعدهما حل فريق أبها في ثالث أسوأ تهديف برصيد 27 هدفا رغم أن أبها أنهى موسمه وهو يحتل المركز التاسع، وجاء فريق الباطن بعده برصيد 31 هدفا، حيث كان الباطن مرشحا للهبوط حتى الجولة الأخيرة التي ضمن معها البقاء وحل في المركز الثالث عشر.
وجاء الطائي في المركز الخامس بقائمة أقل الفرق تسجيلاً في الموسم الماضي برصيد 33 هدفا رغم حلوله بالمركز السادس بلائحة ترتيب الدوري، يليه فريق الرائد الذي سجل مهاجموه 35 هدفا.
وتعادل فريقا ضمك والأهلي بعدد الأهداف المسجلة في الموسم الماضي وذلك بـ38 هدفا لكل فريق، حيث أنهى ضمك موسمه بالمركز الخامس وهو إنجاز غير مسبوق وتاريخي في مسيرة النادي الجنوبي، في المقابل ودع الأهلي منافسات الدوري السعودي للمحترفين وهبط إلى دوري الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه.
وبعيداً عن المعدل التهديفي للمباريات، فإن الهلال نجح في تسجيل أعلى معدل تهديفي في موسم واحد وذلك في موسم 2019/ 2020 بعدما سجل 74 هدفاً في موسم واحد وهو رقم لم يتم تحقيقه مسبقاً حيث كان الرقم الأعلى لم يتجاوز حاجز الستينات.
ويأتي بعد الرقم الذي سجله الهلال ما حققه نادي النصر في موسم 2018/ 2019 إذ سجل 69 هدفا وهو ثاني أعلى رقم في تاريخ المنافسة، فيما بلغ الشباب الرقم 68 في موسم 2020/ 2021 وهو أعلى من رصيد الهلال المتوج بلقب البطولة حينها إذ سجل الفريق الأزرق 60 هدفاً فقط.
وقد يسهم تقليل بطاقات الهبوط إلى بطاقتين فقط بصورة استثنائية للموسم الجديد والذي سيشهد مع نهايته زيادة جديدة لعدد الفرق إلى 18 فريقاً مقابل 16 وذلك بصعود أربع من فرق دوري الدرجة الأولى وهبوط فريقين فقط، في زيادة عدد التهديف وارتفاع الحصيلة النهائية مع نهاية الموسم.
هل يستعيد الدوري السعودي معدله التهديفي في الموسم الجديد؟!
بعدما شهدت النسخة الأخيرة هبوطا حادا بفارق 109 عن سابقتها
هل يستعيد الدوري السعودي معدله التهديفي في الموسم الجديد؟!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة