طهران: مقتل السعوديين بالغاز السام في مشهد غير متعمد

الداخلية الإيرانية تتعهد بتقديم تقرير مفصل وأكدت أن الحادث ناتج عن تسرب غاز «فوسفید الألمنيوم» عبر فتحات التكييف

طهران: مقتل السعوديين بالغاز السام في مشهد غير متعمد
TT

طهران: مقتل السعوديين بالغاز السام في مشهد غير متعمد

طهران: مقتل السعوديين بالغاز السام في مشهد غير متعمد

تعهدت السلطات الإيرانية، أمس، بتقديم تقرير بالنتائج التي خلص لها التحقيق في تسمم 33 سائحًا سعوديًا في فندق بمدينة مشهد شمال إيران، وهو الحادث الذي أودى بحياة أربعة أطفال وإصابة 28 آخرين، حالة بعضهم خطرة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن حسين ذو الفقاري مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية قوله إن «حادث تسمم الزوار السعوديين لم يكن متعمدا، وإنما وقع نتيجة إهمال وجهل في استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة».
وفي حين قال المسؤول الإيراني إن جهاز القضاء في بلاده تدخل في القضية بشكل حازم، أكد أن «مدير الفندق يتحمل مسؤولية هذا الإهمال».
وقال: «سنقدم تقريرًا كاملاً بشأن نتائج هذه القضية إلى رئيس الجمهورية (حسن روحاني) كما اتخذ القرار اليوم بأن يتم إعلام المسؤولين المعنيين في السعودية عن طريق وزارة الخارجية بنتائج الدراسات المرفقة بالوثائق».
وأكد أنه من المقرر أن يتم تقديم تقرير كامل عن طريق الجهاز الدبلوماسي إلى (الحكومة) السعودية.
وشرح ذو الفقاري أمس النتائج التي توصل إليها المحققون الإيرانيون في حادثة التسمم الجماعي للسياح السعوديين، رافضًا فرضية أن يكون الحادث وقع «عمدًا»، وهي فرضية طرحها وزير الصحة الإيراني سيد حسن هاشمي الاثنين الماضي.
وقال ذو الفقاري: «إن نتائج الدراسات (الفحوص) الطبية تشير إلى أن تسمم هؤلاء الزوار كان بسبب انتشار الغاز الناتج عن حبة الغاز (فوسفید الألمنيوم) للقضاء على الحشرات، وقد تسرب هذا الغاز عن طريق المسار الهوائي للمكيف إلى الطوابق السفلى، وأدى إلى نوع من التسمم».
وقال إنه «فور حدوث هذا التسمم كلف رئيس الجمهورية حسن روحاني وزارة الداخلية بدراسة القضية ومتابعتها وإعلان نتائجها؛ حيث أجريت دراسة شاملة لهذه القضية بحضور ممثلين عن وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي والمدعي العام ووزارة الأمن ومؤسسة التراث والصناعات اليدوية والسياحة ووزارة الخارجية ومحافظة خراسان الرضوية».
وأفاد ذو الفقاري بأن نتائج التحقيق مع مدير الفندق وكوادره المعنية تفيد بأن هؤلاء الأشخاص استخدموا فقط هذه الحبة للقضاء على الحشرات في الطابق الخامس للفندق قبل يومين من وقوع الحادث نتيجة عدم امتلاكهم المعلومة اللازمة بشأن استخدام هذه الحبات. وأضاف أن المتهمين اعترفوا في جلسات التحقيق بأنهم قاموا بهذا العمل فقط من أجل القضاء على الحشرات.
وأكد أن «حادث التسمم لم يكن متعمدا من قبل أي أحد أو جماعة على أساس نتائج دراسة اللجنة المعنية، وإنما وقع نتيجة إهمال وجهل في استخدام هذه المبيدات غير المرخصة».



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».