رئيس الوزراء الجزائري السابق يعود لقيادة ثاني أكبر حزب سياسي

الرئيس الفرنسي يلتقي بوتفليقة الاثنين المقبل لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية

رئيس الوزراء الجزائري السابق يعود لقيادة ثاني أكبر حزب سياسي
TT

رئيس الوزراء الجزائري السابق يعود لقيادة ثاني أكبر حزب سياسي

رئيس الوزراء الجزائري السابق يعود لقيادة ثاني أكبر حزب سياسي

عاد رئيس الوزراء الجزائري السابق أحمد أويحيى، أمس، لقيادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثاني أكبر حزب في البرلمان، بعد أكثر من سنتين من استقالته.
واختار أعضاء المجلس الوطني للتجمع أويحيى (63 سنة)، الذي يشغل منصب مدير ديوان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمينًا عامًا بالوكالة حتى انعقاد المؤتمر الاستثنائي المتوقع بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) المقبلين. وكان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (73 سنة) قد استقال قبل أسبوعين من منصب الأمين العام تحت ضغط قياديين في الحزب بعد سنتين من خلافة أويحيى. وجدد أويحيى دعمه الكامل للرئيس بوتفليقة الذي يعاني المرض منذ إصابته بجلطة دماغية سنة 2013. وقال بهذا الخصوص: «سنكون بجانب الأخ عبد العزيز بوتفليقة لتنفيذ برنامجه. كنا معه في أول ولاية رئاسية في 1999 وبقينا معه إلى الولاية الرابعة حتى في مرحلة التذبذب في 2014».
ودعا أويحيى إلى تشكيل تحالف للأحزاب السياسية التي تشارك في الحكومة، وهي حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وتجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية.
ويعد التجمع الوطني الديمقراطي ثاني قوة سياسية في المجلس الشعبي الوطني، ولديه 68 نائبًا من أصل 462، بعيدا خلف حزب جبهة التحرير الوطني الذي يملك 208 نواب.
من جهة ثانية، أكدت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، سيزور الجزائر الاثنين المقبل، بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لتصبح بذلك الزيارة الثانية لهولاند إلى الجزائر، بعد الأولى التي كانت في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012.
وسيجري هولاند مباحثات مع بوتفليقة، كما سيلتقي كبار المسؤولين في الجزائر، وسيتطرق معهم إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع الأمني في ليبيا ومالي.
وتتزامن زيارة هولاند إلى الجزائر مع حديث قوي عن ترتيبات لما بعد مرحلة بوتفليقة المريض، حيث لم تستبعد مصادر مطلعة أن يتناول الرئيس الفرنسي هذا الموضوع خلال وجوده بالعاصمة الجزائرية. وفي سياق متصل، سيكون رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، مضطرًا
لاختصار مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي المقررة يومي 14 و15 يونيو (حزيران) الحالي بجوهانسبورج في جنوب أفريقيا، ممثلاً للرئيس بوتفليقة، بسبب الالتزامات البرتوكولية التي تفرضها زيارة هولاند إلى الجزائر.
وأكدت المصادر الصحافية أن سلال سيحضر اليوم الأول من القمة الأفريقية ليعود أدراجه إلى الجزائر.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.