إسرائيل تمدد اعتقال السعدي للتحقيق... وتنقل عواودة إلى المستشفى

متجاهلة الضغوط وتهديدات «الجهاد» للإفراج عنهما

وقفة من «نادي الأسير» الفلسطيني في أبريل الماضي تطالب بالإفراج عن عواودة (شبكات اجتماعية)
وقفة من «نادي الأسير» الفلسطيني في أبريل الماضي تطالب بالإفراج عن عواودة (شبكات اجتماعية)
TT

إسرائيل تمدد اعتقال السعدي للتحقيق... وتنقل عواودة إلى المستشفى

وقفة من «نادي الأسير» الفلسطيني في أبريل الماضي تطالب بالإفراج عن عواودة (شبكات اجتماعية)
وقفة من «نادي الأسير» الفلسطيني في أبريل الماضي تطالب بالإفراج عن عواودة (شبكات اجتماعية)

مددت محكمة إسرائيلية، اليوم (الخميس)، اعتقال القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي» بسام السعدي 6 أيام، ونقلت الأسير من «الحركة» خليل عواودة من سجنه إلى المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية إثر إضرابه عن الطعام منذ 150 يوماً، متجاهلة جهوداً أممية وإقليمية من أجل الإفراج عنهما، وتهديدات من «الجهاد» باستئناف القتال إذا بقيا في السجن.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن هجوماً على منزل السعدي في جنين أول الشهر الحالي، واعتقله بطريقة مهينة لم تخل من السحل والضرب، قبل أن «تعلن» «الجهاد» النفير وتتأهب إسرائيل ثم تباغت «الحركة» بهجوم شامل في القطاع استمر 3 أيام، وانتهى باتفاق لوقف النار أكدت «الجهاد» أنه تضمن شرطاً واحداً؛ هو إطلاق سراح السعدي وعووادة.
وكان الأمين العام لـ«الجهاد»، زياد النخالة، قد هدد باستئناف القتال مع إسرائيل كأن أي اتفاق لم يكن إذا لم تلتزم إسرائيل بشرط الحركة إطلاق سراح السعدي وعووادة،. وقال الأحد الماضي إن إسرائيل ستفرج عن العووادة فوراً إلى مستشفى، ثم في وقت لاحق قد يحتاج الأمر أكثر من أسبوع وستفرج عن السعدي. لكن في إسرائيل يقولون إنهم لم يلتزموا مطلقاً بذلك. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بارليف، إن «إسرائيل لم توافق على أي شيء. لقد رددنا على المطالب بشكل سلبي».
وأيد وزيران آخران تصريحات بارليف. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية في إحاطة لوسائل إعلام مختلفة، أن إسرائيل لم توافق على الإفراج عن الأسيرين السعدي وعووادة، وأنها فقط «ستسهل للمصريين الاطمئنان عليهما، وسنسمح بنقاش حولهما وليس إطلاق سراحهما». وسمحت إسرائيل، الأربعاء، لفريق من الأمم المتحدة، بزيارة السعدي، وقال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن الزيارة جاءت ضمن الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة إلى جانب مصر وقطر لتحقيق الهدوء، واصفاً إياه بأنه هدوء هش حتى الآن.
وفي المحكمة اليوم، قالت محامية السعدي، إنه تعرض للضرب والاعتداء الهمجي خلال اعتقاله، وإن «هذا السلوك يفرض على المحكمة، قانوناً، العمل للإفراج عنه»، لكن ممثل النيابة العسكرية الإسرائيلية، رد بالقول إنه يجب تمديد اعتقاله لاستكمال التحقيق معه. وأكد ممثل النيابة أنه جرى استجواب السعدي والتحقيق معه، الأربعاء، حول تهم جديدة، وأنه في الأيام الأخيرة جرى تفتيش هواتفه الجوالة، وعليه؛ طالب المحكمة بتمديد اعتقاله لاستكمال التحقيقات معه. ويتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) السعدي بأنه وقف خلف إعادة تشكيل خلايا «حركة الجهاد» في الضفة الغربية بشكل عام، ومنطقة جنين على وجه الخصوص. واعتقال السعدي هذه المرة هو الاعتقال الثامن له. وفيما جرى تمديد اعتقال السعدي من أجل التحقيق معه، واصل عووادة إضرابه عن الطعام لليوم الـ151. وفيما تم تمديد اعتقال السعدي من أجل التحقيق معه، أكد «نادي الأسير» أن الاحتلال نقل الأسير خليل عواودة من سجن «الرملة» إلى مستشفى «أساف هروفيه»، بعد تدهور على حالته الصحية. ويعاني الأسير عواودة من أوضاع صحية صعبة، كما يعاني من نقص حاد في الوزن، وعدم قدرته على الحركة، وتردٍّ واضح في عمل الكليتين والقلب والرئتين.
وقال الناطق باسم «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، حسن عبد ربه، إن المحكمة العسكرية في عوفر، سمحت لمحامية عواودة بزيارته الخميس رفقة طبيب مختص، من أجل إعداد تقرير طبي سيقدم للمحكمة الأحد المقبل في جلسة استئناف. وحذر عبد ربه بأن الوضع الصحي للمعتقل عواودة (40 عاماً)، حرج جداً، مما أثر على إدراكه. ويعاني عواودة؛ المعتقل في سجن «الرملة» من تراجع حاد في قدرته على الحركة والإدراك. وجاء قرار المحكمة بزيارة عووادة وتقييمه طبياً، بعدما أرسلت منظمة «أطباء بلا حدود»، تقريراً للمحكمة أكدت فيه أن تدهوراً طرأ على صحة المعتقل عواودة. وجاء في تقرير المنظمة أنه يتعين نقل عواودة إلى المستشفى في ظل احتمال تعرضه لتلف دماغي وضرر في الجهاز العصبي. ووجهت رسالة مستعجلة بهذا الخصوص إلى وزراء الصحة والدفاع والأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية. وقال مدير المركز الطبي التابع لإدارة السجون، لصحيفة «هآرتس» العبرية، إن وضع الأسير تدهور، وإن هناك خشية من تضرر قدراته الإدراكية. وكتب الدكتور ديمتري كولتسكي في تقريره أن «الجهات الطبية في مصلحة السجون لا تستطيع علاج الأسير العواودة، ويتوجب نقله إلى مستشفى عام لهذه الغاية، في الوقت الذي نقل فيه الثلاثاء إلى طوارئ المستشفى وخرج من هناك بعد رفضه تلقي العلاج».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.