علاقة الساعات والسيارات قديمة ووطيدة في الوقت ذاته، ومع ذلك عندما سأل مايكل شوماخر، أسطورة «فورمولا1» وسفير «أوديمار بيغيه» في عام 2010 مهندسي الدار: «هل يمكن ابتكار ساعة آليّة مصمّمة خصيصًا لرياضة السيّارات حيث يصبح ممكنًا قياس وتسجيل سلسلة مطوّلة من اللّفات المتتالية؟»، تفاجأ الكل بسؤاله وأصيبوا بالحيرة، فساعة «كرونوغراف» معقدة أساسا وتعد إنجازا بحد ذاته منذ عام 1816، لكن سؤاله شكل تحدّيًا بالنسبة له، ولا بد من التغلب عليه. كانوا يعرفون أنه إلى ذلك الحين لم تتوصّل أي ساعة آليّة إلى تحقيق ما كان يجول في بال شوماخر ويتصوره، علما بأنه كان من الممكن في سباق السيّارات توقيت ومقارنة لفّات متعدّدة ومتتالية، بواسطة ساعتي توقيت أو أكثر؛ الواحدة مصفوفة تلو الأخرى.
بعد أكثر من خمس سنوات خصّصتها «أوديمار بيغيه» للبحث وتطوير هذه الخاصيّة، تمكنت أخيرا من إعلان نجاحها في التحدّي وتمكنها من الإجابة عن سؤال شوماخر بكل ثقة: «نعم يمكننا ذلك»؛ فقد ابتكرت السّاعة الأولى الخاصة برياضة السيّارات، وتتضمّن تعقيدًا جديدا كما تخيّله شوماخر، حيث تمّ تزويد السّاعة الواحدة بنظامي تأشير «مزوًّى»، يتمتع كل منهما بذاكرة مستقلّة.
يذكر أنها المرّة الأولى أيضا التي يتمّ فيها تطوير حركة بطلب من أحد سفراء «أوديمار بيغيه»، ممّا يدلّ على مدى قوّة العلاقة التي تربط بين الدار وسفرائها عموما، ومايكل شوماخر خصوصا.
تتضمّن السّاعة كرونوغراف وحيدا مزوّدا بعقربين محوريّين يمكن التحكّم بهما بشكل مستقلّ بواسطة ثلاثة أزرار: الأول مثبّت في موضع السّاعة الثّانية التّقليدي لبدء تشغيل الكرونوغراف وإيقافه، والثّاني في موضع السّاعة الرّابعة لإعادة ضبط الكرونوغراف، والزرّ الثّالث والأهم مثبّت في موضع السّاعة التّاسعة.
بفضل الزرّ الثّالث، يمكن بشكل متزامن إيقاف أحد عقارب الكرونوغراف، وإعادة العقرب الآخر إلى موضعه الأساسي وإعادة تشغيله، أي فيما يُسجّل العقرب الأول الوقت الذي استغرقته اللفّة الأخيرة، يكون توقيت اللّفة التّالية قد بدأ. وبالتالي، بفضل هذه السّاعة لم تعد هناك حاجة إلى استخدام جهازي توقيت أو أكثر، ممّا يبسّط هذه العمليّة التي يمكن أن تتمّ بفضل كرونوغراف ساعة واحدة.
هذا، ويمكن أن تحفظ السّاعة توقيت لفّة معيّنة مرجعا للمقارنة، حيث يمكن إيقاف أحد العقارب بواسطة زرّ توقيت اللّفة، واستخدام وظيفة الارتداد الخاصة بعقرب الكرونوغراف الآخر بواسطة الزرّ المثبّت في موضع السّاعة الرّابعة لإعادة بدء التّوقيت مع كلّ لفّة جديدة.
وأخيرا، يمكن استخدام السّاعة بوصفها كرونوغراف ارتداد عادي؛ حيث يتمّ تشغيل العقربين معًا بشكل متزامن.
وبهذا يمكن القول إن ساعة «رويال أوك كونسبت لابتايمر مايكل شوماخر» تعد السّاعة الميكانيكيّة الأولى التي تتمتّع بجهاز توقيت اللفّات بشكل متتالٍ ومتناوب، بالإضافة إلى وظيفة الارتداد، وتمّ تصميمها وهندستها بشكل خاص للحركة المتواصلة والدّقة المتناهية في توقيت اللّفات على حلبة السّباق. كما أنّها السّاعة الثّانية من «أوديمار بيغيه» التي تحمل اسم السّائق الشّهير بهدف تكريم مسيرته المهنيّة الاستثنائيّة.
ستتوفّر ساعة «رويال أوك كونسبت لابتايمر مايكل شوماخر» ضمن إصدار محدود يتضمّن 221 قطعة تقديرًا لعدد النّقاط التي سجّلها في بطولات سباقات «فورمولا1» التي شارك فيها.
وقالت سابين كيهم، ممثّلة مايكل شوماخر: «كان مايكل من عشّاق السّاعات وخبيرًا مهمًّا في هذا المجال. وكأي مهندسٍ يهتمّ بالتّفاصيل وباكتشاف الحلول المُعدّة خصيصًا لمشكلات معيّنة، فهو مأخوذ بالتّكنولوجيا والبراعة الحرفيّة التي تميّز كل ساعات (أوديمار بيغيه)»
وقال جان تودت، وهو صديق مقرّب من مايكل شوماخر، وأيضا هو رئيس الاتحاد الدّولي للسيّارات: «كلنا نعرف مدى شغف مايكل بالدّقة؛ سواء في عمله أو في تعامله مع المهندسين، بالإضافة إلى عزمه وقدرته على السّباق ضدّ كلّ ثانية. لهذا، فإنّ السّاعة الميكانيكيّة التي تجمع بين التّصميم الرّائع وجهاز توقيت دقيق مخصّص لرياضة السّيارات، تُجسّد بشكل مثالي كل ما يعشقه في التّكنولوجيا والساعات. فهذه الساعة تعكس روح العزم والابتكار نفسها التي بنى عليها مسيرته المهنيّة سائقا لـ(فورمولا1)».
** تأتي الساعة بقطر 44 ملم، وبسمك 12.70 ملم، وبعيار ذي تعبئة يدويّة «2923»، وكرونوغراف مزوّد بجهاز توقيت اللّفات Laptimer Chronograph، واحتياطي تّشغيل 80 ساعة.
«رويال أوك كونسبت لابتايمر» من «أوديمار بيغيه».. تحية لمايكل شوماخر
أصدرت منها 221 قطعة فقط بعدد النقاط التي سجلها في بطولات «فورمولا 1»
«رويال أوك كونسبت لابتايمر» من «أوديمار بيغيه».. تحية لمايكل شوماخر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة