إحباط عملية إرهابية في محيط معبد الكرنك

الشرطة قتلت اثنين من منفذي الهجوم والثالث فجر نفسه * النائب العام المصري يأمر بتحقيقات موسعة

إحباط عملية إرهابية في محيط معبد الكرنك
TT

إحباط عملية إرهابية في محيط معبد الكرنك

إحباط عملية إرهابية في محيط معبد الكرنك

شهد محيط معبد الكرنك في مدينة الأقصر جنوب مصر اليوم محاولة إرهابية لاستهداف المنطقة السياحية بالمدينة، حيث حاول ثلاثة عناصر إرهابية الدخول إلى ساحة المعبد، إلا أن قوات الأمن تعاملت معهم فقتلت اثنين، بينما فجر الثالث نفسه.
وقالت مصادر أمنية وشهود، إن الواقعة أسفرت عن إصابة شرطي، بينما أكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية المصرية نجاح قوات الأمن في إحباط محاولة لاستهداف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك بمحافظة الأقصر.
وأوضح المصدر الأمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن إرهابيين اثنين حاولا استهداف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك بالأقصر، إلا أن الخدمات الأمنية تعاملت معهما وتبادلت معهما إطلاق النار، فقام أحدهما بتفجير عبوة متفجرة كانت بحوزته، مما أدى إلى إصابتهما.
وقال المصدر الأمني، إنه تم نقل الإرهابيين إلى المستشفى وسط حراسة أمنية مشددة، إلا أن أحدهما توفي متأثرا بإصابته، مؤكدا عدم وقوع أي إصابات وسط صفوف السائحين.
من جهة أخرى، قتل فردان من شرطة السياحة والآثار برصاص مجهولين بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة). وقال مصدر أمني، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم (الأربعاء)، إن 3 مجهولين أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية على الشرطيين، مما أدى إلى إصابتهما بإصابات بالغة، نقلا على أثرها إلى المستشفى، إلا أنهما توفيا متأثرين بإصابتهما..
كما أكدت مصادر أمنية وشهود عيان أن الأجزة الأمنية نجحت في تفكيك عدد أخر من العبوات الناسفة قرب ساحة معبد الكرنك.. فيما قالت مصادر بوزارة الصحة إن شخصين قتلا، يعتقد أنهما الإرهابيين، و3 أصيبوا جراء الحادث.
وفي تطور لاحق، أصدرت الداخلية المصرية بيانا حول الحادث، جاء فيه "حاول ثلاثة من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة"، مضيفا أن "قوات تأمين المعبد تصدت للإرهابيين، وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم، ونتج عن ذلك مصرع اثنين من العناصر الإرهابية، أحدهما نتيجة انفجار عبوة متفجرة كانت بحوزته.. وإصابة الثالث بطلق ناري بالرأس".
وتابع البيان أن "الحادث لم يسفر عن حدوث ثمة إصابات بين الزائرين للمعبد أو القوات، سوى إصابة أحد العاملين بطلق ناري نقل على أثره للمستشفى للعلاج، كما تم ضبط الأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة التي كانت بحوزة الجناة". موضحا أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لتحديد شخصيتهم وأبعاد مخططهم الإرهابي.
من جهته، أمر النائب المصري العام، المستشار هشام بركات، بفتح تحقيقات موسعة حول ملابسات الحادث الإرهابي، كما وجه بسرعة القبض على الجناة المشتركين في الجريمة، وجمع تحريات الأمن الوطني والمباحث الجنائية حول الواقعة، وتشريح جثث المتوفين للتوصل إلى هوياتهم.
 



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم