تونس ضيف شرف مهرجان «الإسكندرية السينمائي»

تنظيم بانوراما لأفلامها الكوميدية وتكريم عدد من فنانيها

جانب من حفل ختام مهرجان الإسكندرية
جانب من حفل ختام مهرجان الإسكندرية
TT

تونس ضيف شرف مهرجان «الإسكندرية السينمائي»

جانب من حفل ختام مهرجان الإسكندرية
جانب من حفل ختام مهرجان الإسكندرية

أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، اختيار تونس ضيف شرف الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان (دورة النجم محمود حميدة)، التي تقام خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، احتفالاً بعام الثقافة المصرية التونسية.
ويتضمن احتفاء مهرجان الإسكندرية بالسينما التونسية، تنظيم بانوراما لأفلامها الكوميدية، وتكريم عدد من صناعها، بجانب تنظيم معرض صور للأفلام المصرية التي صُوّرت في تونس للناقد خميس خياطي، بالإضافة إلى جانب مشاركة السينما التونسية في مسابقات المهرجان المختلفة، عبر عرض مجموعة من أحدث أفلامها في مسابقة «الأفلام الطويلة»، و«مسابقة الأفلام القصيرة لدول البحر المتوسط»، و«مسابقة نور الشريف للفيلم العربي».
وتشهد الدورة الـ38 من المهرجان الاحتفال بالذكرى الـ50 لرحيل الفنان إسماعيل ياسين، حيث إنه من المقرر تكريم اسم الفنان الراحل خلال حفل الافتتاح، بجانب تقديم كتاب عن أهم أعماله الفنية للكاتب منير إبراهيم.
كما ينظم المهرجان ورشة لكتابة الفيلم الكوميدي، يقدمها الكاتب عاطف بشاي في ثلاث محاضرات، بينما تقدم المحاضرة الرابعة المخرجة هالة خليل عن تكنيك الإخراج للفن الكوميدي، وذلك خلال فعاليات المهرجان.
ويهدي المهرجان اسم الفنان الراحل سمير غانم وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز «وسام فارس الكوميديا» خلال حفل افتتاح المهرجان، وسوف تتسلم الوسام ابنتهما دنيا سمير غانم بعد تسلم درع تكريمها.
كما يحتفل المهرجان بالذكرى الـ50 لرحيل المخرج فطين عبد الوهاب بدورته الـ38. ويصدر كتاباً عن مشواره الفني، الذي تبلغ حصيلته 57 فيلماً قبل أن يتوفى في عام 1972.
وتقاسمت السينما المغربية والسورية جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي، في الدورة الماضية من المهرجان، التي عرض خلالها 49 فيلماً في عرضها العالمي الأول، وهو ما اعتبره الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان «رقماً لم يتحقق من قبل».
وكان المهرجان قد اختار السينما اليونانية كضيف شرف الدورة الماضية، حيث عرض لها ثمانية أفلام، كما احتفي بالمخرج الإسباني - المكسيكي لويس بونويل، حيث عرض ثلاثة من أهم أفلامه، وشهدت هذه الدورة الاحتفاء بذكرى مئوية ميلاد أربعة من كبار السينمائيين المصريين، وهو التقليد الذي ينفرد به مهرجان الإسكندرية كل عام، وهم «كمال الشناوي، ومحمد رضا، والمخرج عاطف سالم، والمنتج رمسيس نجيب»، كما احتفى كذلك بمئوية وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة، حيث أصدر كتاباً عن كل منهم، ونظم ندوة للاحتفاء بهم بحضور بعض أبنائهم.



غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.