سوزان راك: بكيت فرحاً عندما توجت سيدات إنجلترا بكأس أوروبا

قالت إن إنجازهن الكبير جاء بعد مسيرة طويلة وشاقة لها وللكتاب الرياضيين

حفاوة بالغة لقيها منتخب سيدات إنجلترا في لندن بعد الإنجاز الكبير (إ.ب.أ)
حفاوة بالغة لقيها منتخب سيدات إنجلترا في لندن بعد الإنجاز الكبير (إ.ب.أ)
TT

سوزان راك: بكيت فرحاً عندما توجت سيدات إنجلترا بكأس أوروبا

حفاوة بالغة لقيها منتخب سيدات إنجلترا في لندن بعد الإنجاز الكبير (إ.ب.أ)
حفاوة بالغة لقيها منتخب سيدات إنجلترا في لندن بعد الإنجاز الكبير (إ.ب.أ)

فور انتهاء المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية للسيدات 2022، أرسلت تقريري عن المباراة ووضعت وجهي في يدي وبكيت بشدة، وبدأت أتنهد بصوت عال ومؤثر للغاية.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أبكي فيها، وأنا أشاهد المسيرة المذهلة للمنتخب الإنجليزي للسيدات وهو في طريقه للفوز بأول بطولة كبرى، ولم أتوقف منذ ذلك الحين.
في الحقيقة، من الصعب للغاية توضيح مقدار ما يعنيه هذا الفوز بالنسبة لي. فعندما بدأت الكتابة عن كرة القدم للسيدات، لم يكن هناك عمل بدوام كامل في أي صحيفة وطنية للراغبين في تغطية مباريات كرة القدم للسيدات.
وطُلب مني كتابة عمود أسبوعي لصحيفة «الغارديان» في عام 2017، عشية انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية، التي فازت بها هولندا على أرضها بقيادة سارينا ويغمان. وكان عنوان أول عمود أسبوعي كتبته هو: «مغامرة إنجلترا في اليورو يمكن أن تحقق المجد في الخارج وتُحدث تأثيراً دائماً في الداخل». وكانت أول مقابلة صحافية أجريها مع لورا باسيت، التي أحرزت هدفاً عكسياً قاتلاً في مرمى المنتخب الإنجليزي في الدور نصف النهائي لكأس العالم عام 2015 في كندا، التي كانت تتجه للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وهي لا تلعب لأي نادٍ بعد انهيار نادي نوتس كاونتي.
تقدم الأمر سريعاً، ووصل عدد المقالات التي كتبتها إلى 1093 مقالاً، ورأيت للتو اللعبة التي أعطيت كل شيء لأبنيها - والتي أهتم بها بشدة – وهي تمر بلحظة من شأنها أن تحولها وتغير وجهها تماماً، وبالتالي تُغير الموارد والعمل المدفوع المتاح لتغطية منافساتها.
في الحقيقة، هناك أشخاص رائدون في هذه اللعبة يعملون قبلي بفترة طويلة، سواء داخل الملعب أو خارجه. لقد جئت في الوقت الذي بدأت فيه العقول تتحول نحو هذه الصناعة، وكان بإمكاني رؤية الفرص المحتملة. لقد كان من المستحيل فهم مشاعر توني لايتون وجين أونيل وكاث إيتو، الذين كانوا من بين أولئك الذين غطوا مباريات كرة القدم للسيدات على مدار عقود، عندما رفعت ليا ويليامسون كأس البطولة يوم الأحد، نظراً لأن هؤلاء الأشخاص قد لعبوا دوراً كبيراً في حصول المنتخب الإنجليزي على هذه الكأس، كما فعل الكثيرون أيضاً - وربما يمكنني أن أدعي أنني لعبت دوراً ولو قليلاً في هذا الأمر أيضاً.

سيدات إنجلترا لدى تتويجهن بالكأس الأوروبية (أ.ب)

إن كل صحافي يغطي مباريات أي فريق في كرة القدم – سواء للرجال أو للسيدات - يتعرف على اللاعبين وعلى الموظفين في النادي، حيث نجلس معهم ونستمع إلى قصصهم، ونطرح عليهم في بعض الأحيان أسئلة شخصية عميقة حول حالتهم الذهنية ومشاعرهم ومآسيهم وصحتهم وإخفاقاتهم. إنك تتواصل مع الكثيرين، وتستمع إلى قصصهم، وترى شغفهم، ورغبتهم التي لا تخطئ في دفع أنفسهم ليكونوا الأفضل دائماً. وفي كرة القدم النسائية، تروى اللاعبات قصصهن بحرية، وهن يعلمن تماماً أن المشجعين الذين يتواصلون معهن قد يتفاعلون مع اللعبة ورحلتها حتى النهاية.
لقد تحدثت إلى كلوي كيلي حول إصابتها بالرباط الصليبي الأمامي التي أدت إلى استبعادها من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، كما تحدثت إلى كيرا والش حول كيف كانت تريد اعتزال كرة القدم بعد كأس العالم 2019، وتحدثت إلى إيلين وايت وهي تبكي بشدة بعد خروج منتخب بريطانيا العظمى من دورة الألعاب الأولمبية في الوقت الإضافي من دور الثمانية، ولم تكن الأهداف الثلاثة التي أحرزتها (الهاتريك) كافية لتحقيق الفوز على أستراليا. وتطول القائمة، حيث تحدثت إلى عدد كبير من اللاعبات والنجمات.
ولو فاز المنتخب الإنجليزي للرجال ببطولة كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي، أو لو قطع خطوة أخرى إلى الأمام في كأس العالم القادمة في قطر، فإنني أعتقد أن العديد من الصحافيين الذين غطوا مباريات الفريق على مدى عقود ستنقلب مشاعرهم رأساً على عقب بطرق متشابهة ومختلفة. إننا نعمل في وقت متأخر من الليل، ونعمل لأيام طويلة ولساعات غير مبهجة تتجاوز مجرد تلك الصور التي يراها المشجعون على «إنستغرام». لكن بالطبع فإن الأمر يستحق كل هذا العناء.
ويمكن القول بإن كرة القدم للسيدات تتخلف بعقود، إن لم يكن بقرون، عن كرة القدم للرجال. وفي الوقت الحالي، فإنها لا تزال تعتمد بشكل كبير جداً على وسائل الإعلام التفاعلية، وتستثمر فيها لمساعدتها على النمو. وبالطبع، تحتاج كرة القدم للرجال إلى الصحافة أيضاً، للحفاظ على بصمتها العميقة في المجتمع، لكن الطبيعة الناشئة للعبة كرة القدم للسيدات تحث على انفتاح أكبر بكثير من قبل اللاعبات والمديرين الفنيين الذين يدركون أهمية العلاقة المتبادلة - نحن ننمي اللعبة ونطور اللاعبات؛ واللعبة تنمينا وتطورنا معها.
لذا، فرغم أن الدموع والهتافات في الأماكن المخصصة للصحافيين قد تكون غير مألوفة أو مستهجنة بعض الشيء، أو يُنظر إليها على أنها شيء غير احترافي إلى حد ما، فإننا نسامح أولئك الذين تأثروا كثيراً بفوز منتخب إنجلترا للسيدات بكأس أمم أوروبا يوم الأحد. إننا نعلم ما يعنيه هذا لوظائفنا وصناعتنا وللاعبات وللعبة والمجتمع بشكل عام. إن كرة القدم لعبة قوية ولا يمكن الاستهانة بالتأثير الأوسع لـ«عودتها إلى الوطن» بفضل مجموعة من الشابات المبدعات.
هناك الكثير من الأشخاص الذين يثيرون التحذيرات، قائلين إنه لا يتعين علينا أن نفوت فرصة تطوير هذه الرياضة الرائعة على خلفية هذا الفوز التاريخي وهذه اللحظة الاستثنائية. إنهم محقون في ذلك بكل تأكيد، لكن إذا كان هناك شيء واحد أعرفه، فهو أن الناس الذين يقولون هذه الأشياء، واللاعبين في الملعب، وأطقم العمل في الأندية، واللاعبين السابقين الذين ما زالوا يتصدرون اللعبة، لن يدعوا هذه اللحظة الاستثنائية تمر دون قتال.
لقد قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حظر كرة القدم للسيدات لمدة 50 عاماً، وحاول القضاء على هذه اللعبة من الوجود، لكنه فشل. وبدلاً من ذلك، تأكدوا من ظهور مجموعة من المقاتلات اللائي تمكن من مناصرة هذه اللعبة وتنميتها جيلاً بعد جيل.
وكان ذلك بفضل مجموعة من النساء المتعلمات الذكيات القويات المرنات الرائعات، اللواتي سيقدمن أي شيء، بل وقدمن بالفعل كل شيء، حتى تنجح هذه الرياضة. لقد أعطت هذه المجموعة كل شيء لرؤية جميع الفتيات لها الحق في ممارسة لعبة شكلت هوية الكثير ممن هن داخل الملعب وخارجه وطورتهن كأشخاص وأعضاء مهمين في المجتمع بطرق لا يمكن تخيلها أبداً.
* كاتبة رياضية


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».