«ريفيلر»... اختبار مطور يُحدد متغيرات «كورونا» بدقة كاملة

الاختبارات الشائعة تكشف عن وجود إصابة دون تحديد نوعها
الاختبارات الشائعة تكشف عن وجود إصابة دون تحديد نوعها
TT

«ريفيلر»... اختبار مطور يُحدد متغيرات «كورونا» بدقة كاملة

الاختبارات الشائعة تكشف عن وجود إصابة دون تحديد نوعها
الاختبارات الشائعة تكشف عن وجود إصابة دون تحديد نوعها

يتخطى اختبار جديد، تم تطويره، طرق اكتشاف «كورونا» البسيطة، والتي تعتمد على مجموعة المستضدات الشائعة الاستخدام، لتحديد سلالة الفيروس المسببة للمرض.
وطوّر الاختبار باحثو جامعة كاليفورنيا بمدينة إيرفين، وأعلنوا في دراسة نشرتها 3 أغسطس (آب) مجلة «الجمعية الكيميائية الأميركية»، أن اختبارهم كان فعالاً في كشف وتحديد المتغيرات بدقة 100 في المائة.
ونجح الاختبار في تحديد متغيرات «ألفا» و«جاما» و«دلتا» و«إبسيلون» و«أوميكرون» في العينات السريرية البلعومية، وهذه القدرة يمكن أن تمكّن مقدمي الرعاية الصحية من اتخاذ قرارات علاج شخصية لتحسين رعاية المرضى.
يقول جون شابوت، أستاذ العلوم الصيدلانية بجامعة كاليفورنيا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع الدراسة: «أوجدت جائحة (كورونا) حاجة ملحة لأدوات التشخيص الفردية التي يمكنها، ليس فقط التعرف على وجود الفيروس، لكن أيضاً المتغير الذي ينتمي إليه، ويساعد تحديد المرضى المصابين بالمتغيرات التي تزيد من انتقال الفيروس وتقلل من حماية اللقاح، إلى اتخاذ إجراءات من شأنها السيطرة على انتشار الفيروس».
ويضيف: «يتخطى اختبارنا المسمى (ريفيلر) طرق اكتشاف كوفيد البسيطة، مثل مجموعة المستضدات الشائعة الاستخدام، لتحديد سلالة الفيروس الدقيقة التي تصيب المريض».
وأثبت الباحثون كفاءة اختبارهم في تجربة تم الإعلان عن تفاصيلها في الدراسة، حيث تم تحليل 34 عينة سريرية تم جمعها في أوائل عام 2021 ومنتصفه وأواخره في مركز جامعة كاليفورنيا الطبي من مرضى يعانون من أعراض «كوفيد - 19» وتم عزل الحمض النووي الريبي من مسحات البلعوم الأنفي، وتم تحديد البديل الصحيح للفيروس في كل حالة.
يقول شابوت: «رغم تطوير (ريفيلر) ليكون بمثابة اختبار للكشف عن (كوفيد – 19) فإن الخطوة التالية هي التوسع في عدوى الجهاز التنفسي الأخرى التي تشترك في أعراض كوفيد، مثل الإنفلونزا، كما نخطط أيضاً لتطويع نفس التقنية للتمييز بين طفرة النقطة الواحدة في تسلسل جيني يعتمد على (الدي إن إيه) أو (الآر إن إيه)، بما يساعد في الكشف عن أمراض مثل السرطان، كما يمكن أن يجد (ريفيلر) استخدامات في تطبيقات الطب الشرعي أو الزراعية التي تعتمد حالياً على تسلسل الحمض النووي».



عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
TT

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)
المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)

شهدت الجلسة الافتتاحية في النسخة الثانية من «مؤتمر النقد السينمائي» بالرياض، مساء الأربعاء، احتفاءً بالمخرج السعودي عبد الله المحيسن، مع عرض فيلمه الوثائقي «اغتيال مدينة»، الذي قدَّمه عام 1976 في الجلسة الافتتاحية مع محاورته من جانب الناقديْن؛ المصري أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي»، والسعودي أحمد العياد.

وعبّر المحيسن عن فخره بالاحتفاء بمسيرته في المؤتمر، الذي عدّ استمرارية انعقاده، للعام الثاني على التوالي، دليلاً على أهمية تطوير الحركة السينمائية بالسعودية، مشيراً إلى أن العمل السينمائي المستند إلى النقد الواعي الهادف الصادق يُعد المحرك الرئيسي للتطور والإبداع.

وشدّد على أن إبراز مفهوم الصدق والإخلاص لرسائل الأعمال الفنية قد يكون مفتاح وصول الأعمال السعودية المتنوعة للعالمية، مشيراً إلى أن السينما الحقيقية تبدأ من البيئة المحلية.

وأضاف أن المخرجين عندما يقدمون أعمالاً من بيئتهم المحلية، وتعبر عن خصوصيتهم، ستكون انطلاقتهم الحقيقية للعالمية، مشيراً إلى أهمية أن تكون الأفلام معبرة عن مجتمعها، وليست مجرد إعادة إنتاج لأفكار وأفلام الغرب، عبر إقحام أفكارهم في أعمالنا.

جانب من الندوة (هيئة الأفلام السعودية)

ولفت إلى أن القصص التي تُلامس الواقع وتعبر عن الهوية السعودية ستكون قادرة على الوصول للجمهور العالمي، مشدداً على أهمية الصدق في التعبير عن أنفسنا وثقافتنا، دون محاولة إرضاء تصورات وتوقعات الغرب المحددة عنا، الأمر الذي سيمكّن من استخدام السينما بصفتها أداة لتعريف العالم بنا وبتنوعنا الحقيقي، وليس ما يتوقعونه منا.

وأكد أن النقد السينمائي أسهم في مسيرته بشكل كبير، خصوصاً بعد عرض فيلمه «اغتيال مدينة» في افتتاح الدورة الثانية من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، مستذكراً حديث الناقد المصري الراحل سمير فريد معه وطلبه منه أن يقدم أشياء أطول وأكثر تعقيداً بعد مشاهدته فيلمه الأول، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً على مسيرته الفنية.

واستعاد المحيسن ذكريات تقديم الفيلم بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان بوقت قصير، خلال منتصف السبعينات من القرن الماضي، وهو البلد الذي عاش فيه عدة سنوات، خلال دراسته في المرحلة الثانوية، في نهاية الستينات وأوائل السبعينات، قبل أن يتجه إلى لندن لاستكمال دراسته، مؤكداً أنه مزج في الفيلم بين استخدام الرسوم المتحركة في البداية، واللقطات التي وثّقها، لافتاً إلى أنه استخدم الرسوم المتحركة في بداية الأحداث لإيصال رسالة الفيلم بطريقة رمزية مبتكرة.

وأضاف أن ما قد يراه البعض الآن سهلاً عند مشاهدة الفيلم، لم يكن سهلاً وقت تقديمه، خصوصاً أن الأفلام الوثائقية لم تكن لها منافذ عرض تصل من خلالها إلى الجمهور، بالإضافة إلى عدم وجود تجارب عربية سابقة استُخدمت فيها الرسوم المتحركة بأعمال وثائقية، الأمر الذي لم يكن مألوفاً عند تقديم الفيلم.

وقال الناقد السعودي أحمد العياد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتفاء بمسيرة المحيسن في الملتقى يأتي تقديراً لما قدّمه للسينما السعودية؛ ليس فقط عبر أفلامه التي جعلته من الرواد الحقيقيين للسينما السعودية، ولكن أيضاً لما قدّمه من دعم مستمر للشباب، خلال مسيرته الممتدة على مدار أكثر من 50 عاماً.

وتستمر أعمال مؤتمر «النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثانية بمدينة الرياض حتى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام.

يقام المؤتمر تحت عنوان «الصوت في السينما» (هيئة الأفلام السعودية)

وأرجع رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف اختيار الصوت ليكون موضوع هذا العام بوصفه «نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء أكان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أم حواراً يُظهر الحقيقة، أم صمتاً هو أقوى من كل صوت».

وأثنى الناقد السينمائي المصري أندرو محسن، لـ«الشرق الأوسط»، على تركيز المؤتمر على الصوت بوصفه أحد العوامل المهمة في صناعة الشريط السينمائي، وعَدَّ النقد من الأمور التي تساعد على تحسين جودة الإنتاج السينمائي.