تصريحات متناقضة للفيفا حول تجريد روسيا وقطر من استضافة كأس العالم

أستراليا تمتنع عن التقدم بعروض لاستضافة بطولات للاتحاد الدولي للكرة قبل «التغيير».. وأرجنتيني مطلوب للتحقيق يسلّم نفسه في إيطاليا

بورزاكو سلم نفسه للسلطات الإيطالية (أ.ب)  -  ما زال بلاتر يمارس مهامه الوظيفية.. والصورة له بعد حضوره المباراة الودية بين آيرلندا وإنجلترا (أ.ب)
بورزاكو سلم نفسه للسلطات الإيطالية (أ.ب) - ما زال بلاتر يمارس مهامه الوظيفية.. والصورة له بعد حضوره المباراة الودية بين آيرلندا وإنجلترا (أ.ب)
TT

تصريحات متناقضة للفيفا حول تجريد روسيا وقطر من استضافة كأس العالم

بورزاكو سلم نفسه للسلطات الإيطالية (أ.ب)  -  ما زال بلاتر يمارس مهامه الوظيفية.. والصورة له بعد حضوره المباراة الودية بين آيرلندا وإنجلترا (أ.ب)
بورزاكو سلم نفسه للسلطات الإيطالية (أ.ب) - ما زال بلاتر يمارس مهامه الوظيفية.. والصورة له بعد حضوره المباراة الودية بين آيرلندا وإنجلترا (أ.ب)

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه لا يملك مسوغا قانونيا لتجريد روسيا وقطر من كأسي العالم 2018 و2022 على التوالي.
وكان دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق والامتثال في فيفا صرح الأحد لصحيفة «تسونتاغ تسايتونغ» السويسرية بأنه في حال ثبوت بأن عملية منح الاستضافة لروسيا وقطر جاءت عن طريق شراء أصوات، فإن منح الاستضافة سيسحب من هاتين الدولتين. لكن الاتحاد الدولي أصدر بيانا يخالف فيه رأي سكالا، وجاء فيه «منحت كل من روسيا وقطر استضافة كأسي العالم 2018 و2022 بتصويت ديمقراطي من قبل أعضاء اللجنة التنفيذية. واستنادا إلى آراء الخبراء في هذا المجال والحقائق المتاحة، فإن فيفا لا يملك المسوغ القانوني لسحب تنظيم كأس العالم من روسيا وقطر».
وتابع البيان: «لن نتكهن بالسيناريوهات المحتملة، وبالتالي لا تعليق إضافيا لدينا في الوقت الحالي».
وكان سكالا صرح للصحيفة السويسرية بقوله: «إذا ظهرت أدلة تفيد بحصول قطر وروسيا على حقوق الاستضافة، من خلال شراء الأصوات فقط، فإنه يمكن إلغاء حق الاستضافة». وأضاف سكالا قوله: «هذا الدليل لم يظهر بعد».
وفي وقت سابق لمح المستشار الخاص السابق للسويسري جوزيف بلاتر إلى احتمالات إقدام روسيا وقطر على دفع رشى للفوز بحق استضافة كأس العالم 2018 و2022. وعمل جويدو توجنوني بشكل وثيق للغاية مع بلاتر خلال الولاية الثانية لرئيس الفيفا. وقال توجنوني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «في الفيفا خلال سنوات كثيرة، كانت الطريقة الوحيدة للوصول إلى هدفك هي أن يكون لديك دولارات في يديك». وأكد الفيفا أنه يحقق في ادعاءات الفساد التي طالت الكثير من الأشخاص، ولكن حتى الآن لم يثبت أي فعل خاطئ في فوز روسيا وقطر بحق استضافة مونديال 2018 و2022، علما بأن سويسرا تجري تحقيقات في الظروف التي أحاطت بفوز روسيا وقطر بتنظيم كأس العالم.
ولدى سؤاله حول ما إذا كانت الدول لديها أي خيار آخر خلال عملية الترشح لاستضافة كأس العالم، بخلاف رشوة الفيفا، أجاب توجنوني: «هذا التخمين يجوز، نعم». وبعد أسبوع من تطورات أزمة الفيفا في ظل التحقيقات الحالية بشأنه من جانب الولايات المتحدة وسويسرا، قال سكالا إنه لا يعرف بوجود أي تحقيق مع جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الذي أعلن الأسبوع الماضي نيته في الاستقالة. وقال سكالا: «لا أعرف شيئا عن إجراء تحقيق. وعلى الفيفا إبلاغي، كرئيس للجنة التدقيق، عند العلم بوجود أي تحقيقات». ولكن توجنوني، الذي كان الذراع اليمنى لبلاتر في منتصف تسعينات القرن الماضي، وفي الفترة بين عامي 2001 و2003، أكد أنه لا يتوقع سحب ملف كأس العالم من روسيا أو قطر. وقال متهكما: «حتى إذا ظهر دليل على حصول أعضاء الفيفا على رشوة، أين تكمن المشكلة، بالنسبة للفيفا أو للأشخاص الذين ليس أمامهم خيار سوى الحصول على حق تنظيم كأس العالم من خلال الرشوة؟».
من جهة أخرى، قررت أستراليا تأجيل خططها للتقدم بعرض لاستضافة كأس العالم لكرة القدم للسيدات عام 2023 في انتظار «تغيير شامل» للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) الذي يعاني من آثار فضيحة فساد مدوية. وأفصح الاتحاد الأسترالي عن نياته في التقدم لاستضافة كأس العالم للسيدات الشهر الماضي، لكن محاولته الفاشلة لتنظيم نهائيات 2022 للرجال أصبحت تحت الأنظار مرة أخرى منذ إلقاء القبض على عدة مسؤولين تابعين للفيفا بسبب الفساد.
وقال الاتحاد الأسترالي في بيان أمس: «في البيئة الملتهبة حاليا لا يدرس الاتحاد الأسترالي التقدم بعرض لاستضافة أي بطولة تابعة للفيفا». وأضاف: «أوضح الاتحاد الأسترالي أن هناك حاجة ملحة لإصلاح شامل. مشكلات الفيفا عميقة ومتشابكة وسط ثقافة تطورت عبر عقود». وتابع: «حتى ذلك الحين وتغيير نموذج القيادة الحالية فإنه من الصعب تخيل الظروف التي قد يقدم بها الاتحاد الأسترالي لكرة القدم بلاده كدولة منظمة». ورفض الاتحاد الأسترالي تقديم المزيد من التعليقات عن اتصال «رويترز» به. ونالت أستراليا صوتا واحدا أثناء عملية التصويت على استضافة كأس العالم 2022، والتي نالت قطر حق تنظيمها وسط ظروف مثيرة للجدل. وتخضع عملية التصويت لاستضافة نهائيات 2022 حاليا لتحقيق من جانب السلطات الأميركية والسويسرية بسبب مزاعم رشى.
من جانبه، رحب فرانك لوي، رئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، بإجراء تحقيق برلماني في ملف بلاده غير الناجح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، بعدما ابتلي الفيفا بفضيحة فساد. وتجري الشرطة المحلية التحقيق في ملف أستراليا لكأس العالم 2022، التي ذهبت استضافتها لقطر، عقب اعتقال أكثر من عشرة مسؤولين في الفيفا ومسؤولين تنفيذيين بوسائل إعلام بسبب الفساد الشهر الماضي. وقال لوي رئيس الاتحاد الأسترالي لشبكة «سكاي نيوز» الأسترالية أمس ردا على سؤال حول وجود استجواب برلماني في ملف بلاده: «بالطبع سأكون جاهزا للتعاون». وأضاف: «لقد تعاونا مع الشرطة الاتحادية الأسترالية و(محقق الفيفا السابق مايكل) غارسيا والحكومة والكونكاكاف». وتابع: «يمكن لأي شخص مهتم أن يأتي ويسألنا أي سؤال وسنرد بالمعلومات المطلوبة، يمكن أيضا للمهتمين التقدم باستجواب جديد.
وفي تطور غير مستبعد سلم رجل الأعمال أليخاندرو بورزاكو - وهو أحد ثلاثة أرجنتينيين مطلوبين في الولايات المتحدة في إطار تحقيق الرشى في الفيفا - نفسه للشرطة في شمال إيطاليا أمس. وذكرت الشرطة الإيطالية أن بورزاكو سلم نفسه للسلطات في مدينة بولزانو دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. وقال مسؤول إقليمي في الشرطة الإيطالية لإذاعة (لا رد) الأرجنتينية، إن بورزاكو «ظهر فجأة» في مركز الشرطة يرافقه محاميان أحدهما إيطالي والثاني أرجنتيني. ويقول ممثلو الادعاء الأميركيون، إن بورزاكو (50 عاما) بالإضافة إلى الأرجنتينيين هوغو جينكيس (70 عاما) وابنه ماريانو (40 عاما) خططا للفوز بعقود نقل إعلامي مربحة من اتحادات كرة القدم الإقليمية والاحتفاظ بها وذلك من خلال دفع رشى. ولا يعرف مكان الأب وابنه. وقال القاضي الأرجنتيني الذي أمر بتوقيف الرجال الثلاثة في 28 مايو (أيار) الماضي، إنه لا يعرف ما إذا كانا في البلاد. ويرأس بورزاكو شركة تورنيوس للترويج للأحداث الرياضية في حين يملك هوغو وماريانو جينكيس حصة مسيطرة في شركة فول بلاي للتسويق والإعلام الرياضي.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.