فنانون مصريون يحاولون استثمار نجاح أعمالهم القديمة

شهدت صناعة السينما المصرية على مدارها تقديم أفلام من عدة أجزاء، حيث تعتبر الأعمال الفنية التي حققت نجاحاً ملحوظاً على مستوى الجماهير والنقاد، حافزاً لصناعها على تقديم جزء ثانٍ منها استغلالاً لنجاحها السابق، معتبرين أنها تميمة نجاح مضمونة. ويتجدد الحديث عن هذا الأمر بين الحين والآخر، ربما لأن توليفة النجاح المسبقة تشجع على تقديم أحداث أخرى، يتم بناؤها درامياً على أحداث الجزء الأول بعد إجراء بعض التعديلات والإضافات على فريق العمل.
في هذا السياق، أعلن الفنان المصري أحمد حلمي عبر منشور بـ«إنستغرام» عن البدء بكتابة جزء ثانٍ من فيلم «كده رضا»، الذي قدمه حلمي في عام 2007 بمشاركة منة شلبي ولطفي لبيب. ولم يكن حلمي الفنان الأول الذي أقدم على هذا الأمر، فقد سبقه عدد من الفنانين، حيث أعلن الفنان محمد هنيدي عن ترحيبه بتقديم جزء ثانٍ من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» رغم إحجام ومعارضة البعض لذلك كون الفيلم حالة خاصة ارتبط بها الناس. ويطمح الفنان هاني رمزي في تقديم جزء ثانٍ من فيلم «غبي منه فيه». أما صناع فيلم «كازابلانكا» فقد صرحوا العام الماضي بأنهم بصدد التحضير للجزء الثاني من العمل.

وحرص بعض من الفنانين والكتاب قديماً على تقديم أعمال من عدة أجزاء من بينها ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ «بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية»، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بالإضافة لسلسلة أفلام ليلى مراد وإسماعيل ياسين. وأيضاً رباعية يوسف شاهين «إسكندرية ليه، وإسكندرية كمان وكمان، وإسكندرية نيويورك، وحدوتة مصرية»، التي قدمها على مدار أربعة عقود بدءاً من السبعينيات.
واعتبر الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن هذه الأفلام ليست أجزاء بالشكل المتعارف عليه، موضحاً أن ثلاثية نجيب محفوظ هي قصة أدبية تؤرخ لصورة 1919 وتم تحويلها لسلسلة أفلام سينمائية من البداية حتى وإن تم تقديم أجزائها على فترات متباعدة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن رباعية يوسف شاهين هي سيرة ذاتية تخصه هو وأسرته، ومن يشاهدها لن يعتقد مطلقاً أنها أجزاء من الأساس لاستقلالية كل جزء على حدة».
وقدم الفنان المصري عادل إمام فيلم «الجردل والكنكة»، وهو الجزء الثاني من فيلم «بخيت وعديلة» بعد عامين من تقديم الأول، استكمالاً لنجاح العمل الذي قدمه إمام في منتصف التسعينيات. وتجددت ظاهرة الأجزاء السينمائية مرة آخر عبر فيلم «الجزيرة» بطولة أحمد السقا عام 2007 والذي قدم صناعه الجزء الثاني بعد 10 أعوام.
ويرى سعد الدين أن فيلم الجزيرة نجح على مستوى النقاد والجماهير بعد تقديم جزء ثانٍ بأحداث جديدة وتوظيف الفكرة بشكل مغاير. وبجانب هذه الأفلام قدم الفنان تامر حسني ثلاثة أجزاء من فيلم «عمر وسلمي»، بداية من عام 2007 وأيضاً فيلم «الكنز» بجزأيه وفيلمي «الفيل الأزرق»، و«ولاد رزق»، حيث قال سعد الدين إن السبب وراء نجاحهما أنها سيناريوهات تتناول حكايات عن الصداقة والأسرة.
وطالب أحمد سعد الدين بـ«ضرورة الاعتناء بكافة تفاصيل الجزء الثاني، في حالة التحضير له فعلياً، حتى لا يعد استغلال ويفتح مجالاً للمقارنة بين الجزأين»، مشيراً إلى أن «اللجوء لفعل ذلك قد يكون (وراءه أزمة سيناريو) رغم التطوير الملحوظ في جميع حلقات العمل الفني».